نادية لطفي.. أسرار حياة الشقراء الشرسة والراقصة المناضلة

سحرت الجميع بدور الفتاة الدلوعة في فيلم «حبي الوحيد»، والفتاة الشرسة المناضلة ضد هيمنة الرجال في «للرجال فقط»، وفاجأت جمهورها بالراقصة الجريئة في فيلم «أبي فوق الشجرة».. فهي الشقراء نادية لطفي .

وفاة نادية لطفي

واشتهرت النجمة القديرة التي رحلت عن عالمنا، صباح أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، في السينما المصرية والعربية، بوجهها الملائكي وابتسامتها الجميلة والناعمة، التي احتفظت بها حتى مماتها.

دائمًا ما كانت تفاجئ جمهورها بأدوار تكشف خبايا شخصيتها وروحها الجميلة، لُتجدد من نفسها في كل دور تأديه على الشاشة الكبيرة، كما أنها عشقت الرسم والطبخ والكتابة والتصوير وتربية الحيوانات.

وتعد من رائدات المدرسة الواقعية في السينما، ومن الفنانات المصريات اللاتي اعتنين بقضايا المرأة المصرية؛ إذ قدمت العديد من الأفلام التي تناقش القضايا الشائكة في المجتمع المصري.

نادية لطفي

اقرأ أيضًا: بالصور| نادية لطفي في ظهور نادر مع نجوم الفن

ولم يقتصر دورها على الفن ومناقشة قضايا المجتمع فقط، بل ظهر دورها الوطني والإنساني في فترة الحروب، ففي حرب 1973 اتخذت من مستشفى قصر العيني سكنًا لها؛ لمدواة جرحى الحرب، فضلًا عن سفرها إلى بيروت أثناء الحصار عام 1982م.

الولادة والعائلة

وتتعدد الروايات حول تاريخ ومكان وعائلة الفنانة القديرة، التي رحلت عن عالمنا؛ وذلك بسبب اسمها الغريب بعض الشيء «بولا محمد لطفي شفيق».

ويعود تاريخ ميلاد الفنانة الراحلة، وفق ما ورد في بطاقتها الشخصية إلى 3 يناير 1937م، بحي عابدين في القاهرة الكبرى، لأب صعيدي مصري وأم بولندية «وفق ما ذكرت في أكثر من مقابلة لها»، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955م.

نادية لطفي

زيجات نادية لطفي

تزوجت نادية لطفي لأكثر من مرة، أولهم عادل البشاري ضابط البحرية، الذي تزوجته لتهرب من والدها الذي رفض دخولها التمثيل، وأنجبت منه ابنها الوحيد «أحمد».

وكانت الزيجة الثانية من المهندس إبراهيم صادق، في بداية السبعنيات، واستمر 6 سنوات، وفي الزيجة الثالثة والأخيرة تزوجت من محمد صبري، الذي تعرفت عليه أثناء تصوير فيلم «سانت كاترين» وانتهى بالطلاق بعد أشهر قليلة.

البطولة الأولى

ومثلها مثل الكثير من النجوم، دخلت عالم الفن والتمثيل بـ«الصدفة»، فبينما كانت في سهرة اجتماعية قابلها المنتج رمسيس نجيب، الذي رشحها لبطولة فيلمه الجديد «سلطان»، أمام الفنان القدير فريد شوقي عام 1958م.

ومن هنا بدأت قصة «نادية لطفي»؛ إذ قرر المنتج رمسيس تغيير اسمها بسبب غرابته على الجمهور العربي في ذلك الوقت، وتم اختيار هذا الاسم تيمنًا لبطلة رواية «لا أنام» للكاتب إحسان عبدالقدوس.

وتسبب نجاح فيلم «سلطان» في إعلان ولادة نجمة جديدة على الشاشة المصرية، لتتوالى العروض عليها بعد ذلك أمام كبار النجوم في ذلك الوقت، مثل «عبدالحليم حافظ، فريد شوقي، وأحمد رمزي»، وغيرهم من النجوم.

وتعد فترة الستينيات والسبعينيات الأبرز في حياة نادية لطفي؛ إذ تألق نجمها مقدمة الكثير من الأعمال الناجحة، منها «حبي الوحيد، عمالقة البحار، مع الذكريات، نصف عذراء، مع الذكريات، لا تطفئ الشمس، والقاهرة في الليل».

ومن الأفلام التي قدمتها كأفضل نجوم الشاشة العربية «مذكرات تلميذة، قصر الشوق، الحياة حلوة، الخائنة، النظارة السوداء، أبي فوق الشجرة، غراميات مجنون، الأخوة الأعداء، أبدًا لن أعود، رحلة داخل امرأة، وراء الشمس، وعلى ورق سيلوفان».

ومن بداية الثمانينيات، أخذت أعمال نادية لطفي في التراجع، مقدمة أفلام «سنوات الانتقام، أين تخبئون الشمس، والأقدار الدامية»، ثم غابت عن الفن لما يقرب من 4 سنوات لتعود عام 1986م بفيلم «منزل العائلة المسمومة».

ويعد فيلم «الأب الشرعي» مع الفنان محمود ياسين عام 1988م هو آخر أفلامها، بينما قدمت مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993م، ليُصبح آخر أعمالها الفنية.

اقرأ أيضًا: وفاة شقراء السينما المصرية نادية لطفي