من مختبرات الأعصاب إلى تمكين الرائدات.. قصة ملهمة تقودها “إيمون شكور” بالسعودية

من مختبرات الأعصاب إلى تمكين الرائدات.. قصة ملهمة تقودها إيمون شكور في السعودية
من مختبرات الأعصاب إلى تمكين الرائدات.. قصة ملهمة تقودها إيمون شكور في السعودية

في قلب المشهد الريادي المتنامي بالمملكة العربية السعودية، تبرز شخصية نسائية ملهمة تقود دفة التغيير وتمكن الجيل القادم من رائدات الأعمال. إنها إيمون شكور؛ المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمُسرّعة الأعمال “Blossom”، التي أحدثت نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة السعودية بعالم الأعمال.

إيمون شكور وشغفها بالعلم وريادة الأعمال

رحلة إيمون شكور، لم تكن تقليدية، فهي تجمع بين شغفها بالعلم وريادة الأعمال. قبل أن تخطو خطواتها بثبات في عالم الشركات الناشئة.

كانت “إيمون” باحثة متعمقة في علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا. حيث كرست وقتها لفهم تعقيدات الدماغ البشري. حسب موقع “CNN” بالعربي.

لم يتوقف طموحها عند هذا الحد، بل امتد ليشمل القطاع الدوائي، وأشرفت على العديد من التجارب السريرية للأدوية في شركة Pfizer، إحدى كبرى شركات الأدوية بالعالم.

هذه الخلفية العلمية والبحثية الصلبة أكسبتها نظرة تحليلية ومنهجية فريدة، وهي صفات ثمينة في عالم الأعمال الذي يعتمد على التفكير النقدي واتخاذ القرارات المستنيرة.

رؤية مجتمع مزدهر يتم فيه تمكين المرأة السعودية

إلا أن شغف “إيمون” الحقيقي كان يكمن في رؤية مجتمع مزدهر يتم فيه تمكين المرأة السعودية، لتكون قوة فاعلة في التنمية الاقتصادية.

انطلاقًا من هذا الإيمان الراسخ، أسست “Blossom”، وهي مُسرّعة أعمال مبتكرة تهدف إلى تزويد رائدات الأعمال السعوديات بالأدوات والمعرفة والشبكات اللازمة؛ لتحويل أفكارهن الطموحة إلى مشاريع ناجحة ومستدامة.

تتميز “Blossom” بمنهجية شاملة لا تقتصر على تقديم الإرشاد والتدريب فحسب، بل تمتد لتشمل توفير الدعم المالي وربط رائدات الأعمال بالمستثمرين المحتملين والخبراء في مختلف المجالات.

تؤمن “إيمون” بأن النجاح في ريادة الأعمال يتطلب منظومة متكاملة من الدعم، وهذا ما تسعى “Blossom” إلى توفيره.

تحفيز المرأة السعودية

لم تقتصر جهود “إيمون” على تأسيس وإدارة “Blossom”، بل تجاوزت ذلك لتصبح صوتًا مؤثرًا ومحفزًا للمرأة السعودية الطموح.

من خلال مشاركتها في المؤتمرات والمنتديات ووسائل الإعلام المختلفة، تسعى “إيمون” إلى تغيير الصورة النمطية وتقديم نماذج نسائية ناجحة وملهمة.

إنها تؤمن بأن قصص النجاح النسائية قادرة على تحفيز جيل جديد من الشابات السعوديات لتحقيق أحلامهن الريادية وتجاوز التحديات.

تعد “إيمون شكور”، مثالًا حيًا على أن الطموح والمعرفة والعمل الجاد، يمكن أن يصنعوا الفرق. إنها تجسد رؤية المملكة العربية السعودية، في تمكين المرأة وتعزيز دورها الحيوي لبناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام.

من خلال “Blossom”، لم تسهم “إيمون” في إطلاق العشرات من الشركات الناشئة النسائية الواعدة فحسب، بل ساهمت أيضًا في تغيير ثقافة ريادة الأعمال بالمملكة، لتصبح أكثر شمولية وتنوعًا.

إن “إيمون شكور” قصة إلهام وتمكين، وشهادة على قدرة المرأة السعودية تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات.

إنها رائدة أعمال تسعى ليس فقط لتحقيق النجاح الشخصي، بل أيضًا لتمهيد الطريق أمام الآخرين وتحويل الأحلام إلى واقع ملموس.

وبفضل قيادتها ورؤيتها، تستمر “Blossom” في الازدهار وتخريج جيل جديد من رائدات الأعمال السعوديات القادرات على المنافسة والابتكار في السوق المحلية والعالمية.

رؤية المملكة 2030 وتمكين المرأة السعودية

تُعد رؤية المملكة العربية السعودية 2030، خريطة طريق طموح تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في مختلف جوانب الحياة بالمملكة.

ومن بين أهم مرتكزات هذه الرؤية، يأتي تمكين المرأة السعودية كهدف إستراتيجي أساس، إيمانًا بدورها الحيوي في بناء مجتمع مزدهر واقتصاد قوي.

لقد خطت المملكة خطوات واسعة نحو تعزيز دور المرأة وتمكينها في شتى المجالات منذ إطلاق الرؤية. تجسدت هذه الجهود في العديد من الإصلاحات التشريعية والاجتماعية والاقتصادية. التي منحت المرأة حقوقًا وفرصًا لم تكن متاحة من قبل.

فعلى الصعيد القانوني، تم تعديل العديد من الأنظمة التي كانت تقيد حركة المرأة واستقلاليتها؛ ما عزز من مكانتها القانونية والأسرية.

ارتفاع ملحوظ لمشاركة المرأة في سوق العمل

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد شهدت مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفاعًا ملحوظًا، متجاوزة المستهدفات الأولية للرؤية.

فاليوم، نرى المرأة السعودية تتقلد مناصب قيادية بمختلف القطاعات، وتسهم بفاعلية في نمو الاقتصاد الوطني.

كما تم إطلاق العديد من المبادرات التي تدعم ريادة الأعمال النسائية وتوفر لها التمويل والتدريب اللازمين لتحقيق النجاح.

ولم يقتصر التمكين على الجانبين القانوني والاقتصادي، بل امتد ليشمل الجانب الاجتماعي والثقافي.

فقد أتاحت الرؤية للمرأة فرصًا أوسع للانخراط بالأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية. مما ساهم في تعزيز دورها كعنصر فاعل  بالمجتمع.

كما تم التركيز على تغيير الصورة النمطية للمرأة بوسائل الإعلام وتعزيز الوعي بأهمية دورها في التنمية الشاملة.

إنجازات تبعث على الفخر والتفاؤل

إن الإنجازات التي تحققت في مجال تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية 2030، تبعث على الفخر والتفاؤل.

فقد أثبتت المرأة السعودية جدارتها وقدرتها على تحقيق النجاح والتميز بمختلف المجالات متى ما أتيحت لها الفرصة.

ومع استمرار الجهود والإصلاحات، من المؤكد أن دور المرأة السعودية سيستمر في النمو والتطور. لتصبح شريكًا أساسيًا في تحقيق طموحات الرؤية ومستقبل أكثر ازدهارًا للمملكة.

ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. لضمان تحقيق التمكين الكامل والمستدام للمرأة السعودية.

يتطلب ذلك تضافر جهود جميع قطاعات المجتمع، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني. لمواجهة التحديات المتبقية وتذليل العقبات التي قد تعيق مسيرة المرأة نحو تحقيق كامل إمكاناتها.

إن الاستثمار في تعليم المرأة وتدريبها. وتوفير بيئات عمل جاذبة وداعمة لها، وتعزيز ثقافتها وحقوقها. هي خطوات أساسية لضمان مستقبل مشرق للمرأة السعودية ومساهمتها الفاعلة في نهضة الوطن.

الرابط المختصر :