مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.. كيف تُحببين طفلك في الصوم؟

مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وتأدية الأمة الإسلامية لفريضة الصوم التي تعد أحد فرائض الإسلام الخمس، وأكثر العبادات تأثيرًا على تهذيب النفوس وورع القلوب، تكثر تساؤلات الأمهات حول وضع أبنائهن خلال الشهر المبارك، وكيفية تعويدهم على الصوم، وفي أي سن؟، وما إذا كانت هناك بعض الطرق الواجب اتباعها لجعل الصغار يألفون الصوم ويؤدونه بحب وإخلاص، دون تذمر ودون اللجوء للرياء أو الكذب. في بضعة أسطر، يُقدم أحمد علي؛ أخصائي العلاج النفسي السلوكي وتنمية المهارات وتعديل السلوك، لـ "الجوهرة"، إجابات وافية حول هذه التساؤلات. في البداية يستعين أحمد علي بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-" مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِع"، موضحًا دور الأسرة في تشكيل وعي الطفل حول شهر رمضان وعبادة الصوم، منذ سنوات عمره الأولى. ولفت أحمد علي، إلى ضرورة التحدث إلى الطفل عن فضائل الصوم، وكونه أحد الأسباب التي تُقرب العبد إلى ربه، وتُطهر ذنوبه، وتُدخله الجنه، مع ذكر باب "الريان"؛ أحد أبواب الجنة المُخصص للصائمين. وأشار أحمد علي، إلى التدرج في تعويد الطفل على عبادة الصوم منذ سن الخامسة، على أن يصوم من الفجر حتى صلاة الظهر فقط، وفي سن السادسة تطول المدة لتصل إلى أذان العصر، وإذا ما بلغ الطفل سن السابعة، يُتمم صيامه –الذي أصبح الآن فريضة- إلى أذان المغرب. ولتخفيف حدة الصيام على الطفل، نصح أحمد علي بصيام بضع أيام من شهر شعبان؛ حتى يعتاد الأمر، مع مراعاة تأخير وجبة السحور إلى آخر موعد ممكن؛ لأن في ذلك إعانة له على صيام النهار. وقال أخصائي العلاج النفسي السلوكي وتنمية المهارات وتعديل السلوك، إنه يُفضل منح المكافئات اليومية أو الأسبوعية للأطفال، والثناء عليهم ومدحهم أمام الآخرين، إذا ما تمكنوا من إتمام الصوم. وفي حال شعور الطفل بالإرهاق، قال أحمد علي، إن بإمكان الأم إلهائه إما عن طريق النوم، أو بممارسة بعض الأنشطة التي لا تحتاج إلى بذل الجهد، مثل مشاهدة برامج الأطفال الهادفة، أو الأفلام الكارتونية التي تجسد القصص الإسلامية. أما إذا رفض الطفل الصوم بشكل قاطع؛ فنصح أحمد علي بتوقيع العقوبات المتمثلة في حرمانه مما يحب، مثل: الألعاب، أو الأطعمة، أو الأماكن التي يفضل زيارتها، مع ذم هذا الفعل، وتسليط الضوء على مدى خطورته في الدنيا والآخرة.