لأسباب عدة، يصعب الحديث عن مسلسل Innocent؛ نظرًا للكثرة المتعمدة للخيوط السردية التي يتبعها المسلسل، وإن كنا لا ننكر وجود خيط ناظم يجمعها ويلضمها معًا، حتى لقد بدت كل حلقة وكأنها مسلسل قائم بذاته.
عمد المخرج أوريول باولو، في بداية كل حلقة، إلى تقديم «بروفايل» مختصر عن كل شخصية من شخصيات هذا المسلسل، أو على الأقل الشخصيات الرئيسة التي تمثّل كل واحدة منها خيط سردي فريد، وإن كان لا يشذ عن جملة الثيمة السردية التي يطرحها المسلسل، أو التي نظن أنه يطرحها.
ولا شك أن مشاهدة إعلان المسلسل أو حتى الحلقة الأولى منه _ هو ثمان حلقات على أي حال _ لا يمكن أن يعطيك لمحة ولو عابرة عما سيجري في هذا العمل.
ومن بين ما يصعّب الحديث عن مسسل Innocent أيضًا أنه كعادة الأعمال الفنية وحتى الأدبية الإسبانية، يحاول الإخفاء لا الإظهار، فالحبكة والتعقيد هي أهم ما يميز هذه الأعمال.
ففي السجن سيكون له حكايات، لن تكف المحققة لورينا عن العودة إليها على طول المسلسل وعرضه، لكن لا تظن أن مشاكله ستحل بمجرد أن يخرج من السجن؛ فهو رجل منحوس، انقلب عليه الحظ تمامًا.
وهو أشبه ما يكون ببطل رواية «عائلة بسكوال دوارت» لـ «كامليو خوسيه ثيلا»، والتي قال فيها معبرًا عن هذا الحظ العاثر لأحد شخصيات روايته: «مر بعض الوقت من دون أن يفجع من جديد، لكن وبما أن من يلاحقه القدر لا يسلم حتى ولو اختبأ تحت الحجارة، جاء يوم لم يُعثر عليه في مكان وظهر غارقًا في خابية زيت».
تخبر زوجها أنها ستسافر إلى عمل ما، وستتغيب لمدة أسبوع، وهنا يصل المسلسل إلى ذروته، وكل ما يلي ذلك سيسير في اتجاه حل هذه العقدة أو العقد المختلفة التي ينطوي عليها المسلسل.
والحق أن أوليفيا لم تسافر، وإنما كانت في محاولة لقطع علاقتها بالماضي، عبر لقاء بعض الأشخاص الذين يمثلونه في أحد الفنادق.
ومن الممكن القول إن أوليفيا هذه كانت صادقة حقًا في الخلاص من ماضيها _ كانت تعمل كعاهرة في ملهى ليلي _ لكن ماضيها كان أشد إخلاصًا له من صدقها في الخلاص منه.
ولا يكتشف الواقعة إلا ابنته الطفلة لورينا، التي عادت لإحضار بعض أغراضها، لتجد أبوها غارقًا في دمائه.
تشب هذه الفتاة وتصبح محققة شرطية؛ لأهداف لها علاقة باحترامها لأبيها ذاك المنتحر يأسًا. وفي الأثناء تقتل قديسة، كانت على معرفة وطيدة بأوليفيا، والتي كانت شريكتها في العمل في ذاك الملهي الليلي.
نقاط ضعف وقوة لورينا تظهر هنا، أثناء تحقيقها في هذه القضية، والتي سوف يعيرها بها المحقق تيو الذي سيتم جلبه، من قبل جهة عليا، للتحقيق في قضية قتل القديسة التي كانت على دراية بمكان تخبئة الأشرطة المصورة التي سجل عليها فيديوهات لأناس من علية القوم وهو يمارسون الرذيلة، ومن بينهم تيو نفسه.
وحتى عندما قرروا، كلٌ على حدة، في الخلاص من ماضيهم، آثر هذا الماضي لا أن يخلص لهم فحسب، وإنما أن يتلاعب بهم، ويتخذهم دمى بين يديه.
اقرأ أيضًا: العلا على موعد مع فعاليات ثقافية وفنية وحفلات موسيقية مبهرة