لم تكن المرأة سابقًا على علم بالعديد من المسميات الغريبة للأمراض النفسية أو العقلية، ولعل المسمى الأكثر شيوعًا مؤخرًا وهو مرض ADHD، لفت انتباه العديدات خاصة بعد معرفة إمكانية إصابة البالغات به.
عندما تقتربين من منتصف العشرينيات، تبدأين في النظر إلى الحياة بجدية وكأنك على وشك اكتشاف طريقك فيها؛ لكن عندما تبلغين العقد الرابع من العمر، فأنت تدركين أن كل ما مررتِ به لم يكن سوى لحظات لم يكن من الضروري القلق بشأنها، وتبدأين في رؤية العالم بمنظور جديد، وعدسة أوضح إلى حدٍ ما، وما كان من الصعب حله سابقًا بات سهلًا؛ لكن العديد من الأمور ازدادت صعوبة.
فالصحة العامة عندما تبلغين العشرين، تعتمد على الجسم بشكل عام؛ إلا أنه وعندما تدركين أنك تقتربين بخطوات ثابتة بعد الثلاثين، تبدأ صحتك النفسية في إطلاق جرس إنذار، والتي تتأثر بها صحتك العقلية، ولعل الأمور في الوقت المعاصر أكثر واقعية مما كان الوضع عليه من سنوات مضت؛ حيث أصبح متاحًا معرفة الكثير من أمراض مختلفة، مع ازدياد الوعي للمرأة، وهو ما كشف عن مرض ADHD الذي عانت منه الكثيرات دون أن يشعرنّ!.
هل استمتعتِ بالموسم الرمضاني خلال فترة حافلة بالتحديات – متمثلة في جائحة كورونا المستجد – مع الموازنة مع الأمور الحياتية اليومية؟ لعلك الآن تتذكرين المسلسل غير التقليدي المعنون بـ "خلي بالك من زيزي"، هذا العمل الدرامي الذي سلّط الضوء على أزمة حياتية، قد تعاني منها الكثيرات وهي مرض ADHD، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
ومن أجل الحصول على رؤية أوضح حول مرض ADHD، وإمكانية إصابة البالغات به، كان لنا في "الجوهرة" هذا الحديث مع الدكتورة أمل عبد الحميد؛ أخصائية الطب النفسي والصحة العقلية، التي أكدت أن الأمر يتضمن مجموعة من المشكلات المستمرة التي قد تعاني منها المرأة باستمرار.
وأضافت: "قد يصيب البالغات؛ حيث يشمل مجموعة من الأعراض المتمثلة في صعوبة الانتباه، وفرط الحركة، فضلًا عن السلوك الاندفاعي الذي قد يؤدي إلى معاناة المرأة من علاقات اجتماعية غير مستقرة، الذي ينعكس بالضرورة على حياتها الشخصية، وبالتالي تتأثر حياتها العملية سلبيًا، والذي يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس؛ ما يضاعف من خطورة الإصابة الاكتئاب والتي يتسبب في إقدام الشخص على الانتحار".
أوضحت أخصائية الصحة العقلية أن مرض ADHD لا يُشخص إلا بعد البلوغ، مؤكدة أن أعراض الاندفاع وتشتت الانتباه تكون موجودة بشكل دائم منذ الصغر، قائلة: "تظهر على الجميع في فترة ما في الحياة أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة أو النشاط؛ لكنها ليست بالضرورة المرض الذي نتحدث عنه، فقد يكون حدثًا عابرًا وتغيرًا مؤقتًا يتمثل في اضطراب قلقي أو مزاجي؛ إلا أن الوضع ينقلب رأسًا على عقب عندما تزداد المشاكل التي تساهم في الإصابة بهذا المرض، وهنا يجب أن نعود إلى ذكريات الطفولة مع المصاب ومعرفة أسباب الوصول إلى تلك المرحلة".
• الجينات الوراثية: يمكن أن يكون مرض ADHD متوارثًا بين العائلات. • العوامل البيئية: هناك عوامل معينة أيضًا يمكنها أن تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض. • وجود مشكلات أثناء النمو: يمكن لوجود مشكلات في الجهاز العصبي المركزي في أوقات أساسية من النمو أن يلعب دورًا في ذلك.
اقرأ أيضًا: في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. 6 مقولات خاطئة عن الرضاعة