للزوجات فقط.. كيف تتعاملين مع الزوج غير المتعاون؟

إن ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ بما فيها من منعطفات، تُشكّل بحساسيتها، ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻼ‌ﻗﺘﻬﺎ، تناغمًا وانسجامًا، تعتمد عليه المؤسسة الفكرية لطرفي العلاقة، من أجل الوفاء بالالتزامات والواجبات الهامة؛ فحجر الأساس لمنزل الزوجية يقوم على مبدأ التعاون، توزيع الأدوار والمهام الحياتية، وحرص الطرفان على تطبيقها، لزيادة أواصر المحبة بينهما.

لكن عندما يتعلق الأمر بالمهام المنزلية، فإن المرأة تعاني من عدم التزام الزوج بمبدأ المشاركة، والتعاون في الإطار الذي يزيد من أهمية الحياة الزوجية، وفي هذا الصدد تُقدّم الدكتورة إيمان عبدالله؛ خبيرة الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريحات خاصة لمجلة "الجوهرة"، أهم النصائح التي تساعد الزوجة على إظهار روح التعاون داخل شريك حياتها، والتي جاءت كالتالي..

[caption id="attachment_6313" align="alignleft" width="259"] د/ إيمان عبدالله[/caption]

الرجال لا يقبلون الأوامر

أفادت دكتورة إيمان عبدالله، بأن الكثير من الرجال يرفضون تقديم يد المساعدة، نظرًا لضغوط الحياة والعمل، وهنا قد تكون المشاركة ليست منزلية، ولكن هناك مساعدة دينية أو روحانية تكتمل معها الفضائل، وليتخذ الرسول – صلّ الله عليه وسلّم – قدوة له في دعم زوجاته.

كما أكدت على أهمية الحوار بين الزوجين، مشيرة إلى أن قوة الاتصال يعتبر بمثابة علاج يوجّه الزوج بأن التعاون مع زوجته، لا يُقلل من شأنه، دون أن تخاطبه بصيغة الأمر، لأن الرجال يرفضون تلك الطريقة، ويلجأون إلى العند مع زوجاتهم.

الاتفاق قبل الزواج

وقالت الدكتورة إيمان عبدالله، إن الزوجة يتوجب عليها أن تعي ما تريده من زوجها، موضحة أن الاتفاق قبل الزواج على الأمور الهامة، منها حق الطرفين على بعضهم البعض، والمشاركة الفعّالة في الكبيرة والصغيرة، من أهم ضروريات الحياة، حتى تترسخ لديه فهم القيم التي تضمن الاستمرارية في تلك الرابطة على أسس السعادة.

وهناك القواعد الفكرية المشتركة التي تربط بين الزوجين، والعاطفية التي من خلالها تكون رغبة البقاء معًا، ومنها تنبت روح التعاون، بالإضافة إلى المشاركة الأسرية، والتخطيط لتربية الأطفال، والميزانية، دون أن يغفل التنزه، والأمور الأخرى التي تساهم في استمرارية الحياة الزوجية.

المساعدة بالحب

وأضافت خبيرة الإرشاد الأسري: "هناك المساعدة بالحب، أي مشاركة الزوجين بالمحبة التي بينهم؛ فالحب غاية تجعلهم يبحثون عن الراحة معها."

و يزدهر الحب بين الزوجين، عندما يحددان الأهداف المشتركة بينهما، وترسيخ مبدأ الاستمتاع معًا في كل الأمور الحياتية.

كيف تجعلين زوجك متعاون؟

حرصت خبيرة الإرشاد الأسري على مخاطبة المرأة، قائلة: "الإنسان لا يتحرك بدون دوافع، لذلك عزيزتي الزوجة، إذا كنت تريدين مساعدة الزوج، قدّمي له الحوافز دائمًا، و ذلك بناءًا على معرفتك الجيدة به؛ فإذا كنتِ تعرفين مدى اتقانه لشيء ما، لتكن تلك المهام من نصيبه بكل بساطة."

الذكاء العاطفي

ولتعزيز المشاركة الإيجابية بين الطرفين، أوضحت: "لتتمتع الزوجة بالذكاء العاطفي، هي من تتحكم بزمام الأمور، لتختار المساعدة على أساس فهمها لشخصيته، والتأكيد على عمق الاحترام بينهما، دون أن ينتقدا ما يقومان بفعله."

و أضافت: "ولأن الزوج يحب التقدير، تذكري أن تقومي بمدحه في الإطار المعتدل، وشكره على مساعدتك."

أهمية التعاون بين الزوجين

نوّهت خبيرة الإرشاد الأسري، بأن المشاركة الزوجية الفعّالة هي تعاون ثنائي، فهي تضفي على العلاقة معانيها، وقدسيتها، وقيمها، ومعها يشعر الزوجان بالحنان والدفء، كما أنها تُحفز الشريك على مزيد من العطاء، مؤكدة أن الدراسات الأمريكية أشارت إلى أن الأزواج المتعاونين هم الأكثر تحسنًا في علاقاتهم الاجتماعية، ويتطوّرون دائمًا نحو الأفضل.

كما شددت على أن المرأة مخلوقًا حسّاسًا، وعندما تجد الرجل في المطبخ يساعدها، أو يجهز معها طاولة الطعام، فذلك يزيد من تجديد مشاعر الإعجاب بينهما.

و أخيرًا، على الرجل أن يعي أن الأعمال المنزلية، وتربية الأبناء ليست حكرًا على الزوجة، بل عليهما معًا، وأن مشاركته في الأهداف، الفنون، الهوايات، والروحانيات، يضمن زواجًا ناجحًا و سعيدًا مدى الحياة، ومن خلاله يتعلم الأبناء المشاركة وتكوين أسرة مترابطة، ومجتمع قوي متماسك.

تجديد عهود الإعجاب

وعلى جانب آخر، قالت الدكتورة ناعمة الهاشمي؛ خبيرة التأهيل الأسري، إن الحياة الزوجية تحتاج إلى سلوكيات عالية الذوق، تزيد من أواصر المحبة بين الطرفين، كما تُجدّد عهود الإعجاب بينهما، وتختم علاقتهما برابطٍ قوي، تتحقق معه الأحلام التي تتطلع إليها كل امرأة.

ولذلك، فعليها أن تطلب دائمًا مساندة زوجها، وتشعره بأنها في أمس الحاجة لمن يشرح لها بعض القضايا، للاستفادة منه، الأمر الذي يُحفزه لتقديم المساعدة إليها.

"الزوج طفل أنتِ عالمه"

كما شددت الهاشمي على أهمية تجنب الزوجة لتحمّل مسؤوليات زوجها، أو إبداء قدرتها على تدبّر الأمور بمفردها، فلابد أن يشعر بوجود مهام لا تتم بدونه، قائلة: "ذلك هو سلاح المرأة الذكية، وتذكري أن زوجك ما هو إلا طفل أنت كل عالمه."

و يجب أن تتخلى المرأة القوية، عن الحصون التي تحيط بها من كل جانب؛ فلابد أن تُشعر زوجها باحتياجها إليه، واعتمادها عليه في بعض الأمور الفكرية المعقدة، التي يفك الرجل ألغازها بفطنته وسرعة تصرفه، فلابد وأن يعلم أنها باتت مسؤولة منه.

تحتاج الزوجة في تعاملها مع زوجها، إلى المهارة الفكرية والذكاء؛ لتكسبه في الحياة شريكًا دائمًا، يمد يد التعاون إليها دون أن تطلب.

ومهما كانت الأمور الحياتية – من وجهة نظرك – بسيطة أو تافهة، لا تحتكرِ التفكير واستهلاك العقل، بل قومي بمشاركته بطريقة ذكية حتى يتعاون معكِ بشكل فعّال.

"زوجك على ما تعوديه"، هكذا اعتادت الأمثال أن تُعبّر عن الأشخاص الذين خاضوا معركة الحياة، ومن تجاربهم لازال المجتمع يستفيد بعد مرور السنوات؛ فليس من العيب أن يعتاد الزوج على مهام بعينها، بتوجيه من زوجته، لتغدو أسلوبًا لحياتهما، تحيط بهما بالطاقة الإيجابية.

أخطر المعوقات في طريق التعاون

تواجه المراة أخطر المعوقات في طريق تعاون زوجها، حيث تختلق له الأعذار، في محاولة منها للرأفة بحاله من كثرة الالتزامات، فتقوم بصورة تلقائية بمشاركته في حمل الأعباء، لتقتل أجمل شعور لدى الزوج بأنه مسؤول عنها وعن أسرته، لكنها يجب أن تُمسك العصا من المنتصف، ويتمثل دورها في تهيئة البيئة المناسبة، التي تساعده على التحمّل، و القيام بواجباته على أكمل وجه.