يعد واقي الشمس خطوة أساسية في أي روتين للعناية بالبشرة، فهو ضروري لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، ومنع حروق الشمس، وإبطاء الشيخوخة المبكرة، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ومع ذلك، يتطلب اختيار واقي الشمس المناسب لأصحاب البشرة الحساسة توخي الحذر الشديد. حيث تحتوي العديد من واقيات الشمس على مكونات كيميائية قد تسبب تهيجًا وجفافًا، وحتى ردود فعل تحسسية.
يقول الخبراء إن فهم كيفية تأثير المكونات المختلفة على البشرة الحساسة أمر بالغ الأهمية. وذلك وفقًا لما ذكرته news18.
المكونات الكيميائية التي يجب الحذر منها
قالت الدكتورة نيروباما بارواندا، أخصائية الأمراض الجلدية ومؤسسة عيادة زولي للبشرة، إنه يجب على الأشخاص ذوي البشرة الحساسة أن يكونوا حذرين بشكل خاص من بعض المرشحات الكيميائية الموجودة عادةً في واقيات الشمس. أحد هذه المكونات هو أوكسي بنزون، الذي أثار انتقادات شديدة بسبب مخاطره الصحية المحتملة.
كما أوضحت أن الدراسات أظهرت أن أوكسي بنزون قد يخترق الجلد ويدخل مجرى الدم، ماةيسبب اختلالات هرمونية، وتأثيرات على الجهاز المناعي، وردود فعل تحسسية”. إذ يعاني الأشخاص الحساسون من تهيج أو حساسية متزايدة بسبب قدرته على اختراق الجلد بعمق.
ومن المواد الأخرى مادة الأفوبنزون. فرغم اعتبارها بديلًا أكثر أمانًا من الأوكسي بنزون، إلا أن الأفوبنزون قد يسبب تهيجًا للبشرة الحساسة.
وأضافت الدكتورة بارواندا: “عند التعرض لأشعة الشمس، يتحلل الأفوبنزون، مولدًا جذورًا حرة قد تؤدي إلى تفاقم الالتهاب وتثير الحساسية”.
دور المواد الحافظة والكحول
كما يتم استخدام المواد الحافظة، مثل البارابين، على نطاق واسع في منتجات العناية بالبشرة، بما في ذلك واقيات الشمس، لمنع نمو البكتيريا وتلفها. ومع ذلك، تشير الدكتورة بارواندا إلى أن البارابين أثار مخاوف بشأن آثاره المحتملة على تنظيم الهرمونات والصحة الإنجابية.
وبالمثل، قد تسبب واقيات الشمس التي تحتوي على الكحول “مثل كحول SD، أو الإيثانول، أو كحول الأيزوبروبيل” مشاكل. تقول الدكتورة بارواندا: “يمكن للكحول أن يزيل حاجز الرطوبة الطبيعي للبشرة، مما يؤدي إلى الجفاف والتقشر والتهيج، وهي عوامل قد تؤثر بشدة على البشرة الحساسة”. وتوصي باختيار واقيات الشمس الخالية من الكحول التي ترطب البشرة وتوفر حماية واسعة النطاق من الأشعة فوق البنفسجية.
المرشحات الفيزيائية مقابل المرشحات الكيميائية.. أيهما أفضل للبشرة الحساسة؟
وفي إطار التأكيد على أهمية تركيبة واقي الشمس، أكد الدكتور كاشيش كالرا، الحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة ودكتور في الطب وطبيب الأمراض الجلدية ومؤسس عيادة الدكتورة كارلا للجلد، على ضرورة التمييز بين المرشحات الفيزيائية والكيميائية عند اختيار واقي الشمس المناسب.
وقال الدكتور كالرا: “تعد واقيات الشمس الفيزيائية، التي تستخدم أكاسيدًا معدنية مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم، أكثر أمانًا للبشرة الحساسة. تستقر هذه المكونات على سطح الجلد وتعكس الأشعة فوق البنفسجية بدلًا من امتصاصها، ما يقلل من خطر التهيج أو ردود الفعل التحسسية”.
اقرأ أيضًا: العناية بالبشرة خلال فصل الصيف.. نصائح لرقة وجاذبية أكثر
ومن ناحية أخرى، تعمل واقيات الشمس الكيميائية، التي تحتوي على مكونات مثل أوكسي بنزون، وأوكتينوكسيت، وهوموسالات، وأوكتوكريلين، عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية. ويحذر الدكتور كالرا من أن “الأوكسي بنزون، على وجه الخصوص، يرتبط باضطرابات الهرمونات وردود الفعل التحسسية. كما أنه ضار بالنظم البيئية البحرية، ما يجعل واقيات الشمس الفيزيائية خيارًا أكثر مراعاةً للبيئة”.