كيف يمكن للآباء تغيير أنماط التفكير السلبي عند أبنائهم؟

غالبًا ما تؤدي أنماط التفكير السلبية إلى إحداث تأثيرات كبيرة في عواطفنا وسلوكياتنا ووجهات نظرنا للعالم، ويسميها خبراء الصحة العقلية "التشوهات المعرفية"، ويشار إليها أحيانًا بالأخطاء المعرفية أو أخطاء التفكير.

يقول "جيف ديروش"؛ أخصائي اجتماعي إكلينيكي: "إن قدرًا من التشويه المعرفي أمر طبيعي، فكلنا نرتكب أخطاء في التفكير. وعندما يكون هذا النوع من التفكير مزمنًا ومتجذرًا فمن المحتمل أن تؤثر تلك الأفكار في حياة الطفل العاطفية. لم أرَ شخصًا يعاني تحت وطأة أي نوع من المشاكل الصحية السلوكية ولا يرتكب أخطاءً معرفية بشكل منتظم تمامًا".

وفي العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يتم تعليم الأطفال التعرف على التشوهات المعرفية الشائعة التي قد تجعلهم يشعرون بالسوء، ولكن سواء كان طفلك يخضع للعلاج أم لا يمكن أن يساعد هذا في التعرف والتغلب عليه.

وفيما يلي 8 أنماط ونصائح عن التفكير السلبي:

1 ـ التفكير العاطفي

ما هو التفكير العاطفي؟ هو تفكير يفترض أن ما تشعر به يجب أن يكون صحيحًا، حتى في حالة عدم وجود دليل آخر غير الشعور. على سبيل المثال: أشعر بالوحدة لذلك لا أحد يحبني. أو أشعر بالخوف من دخول المصعد وبالتالي فإن المصاعد أماكن خطرة.

2 ـ التعميم المفرط

ما هو التعميم المفرط؟ أخذ حدث أو تفصيل سلبي واحد حول موقف ما وجعله نمطًا عالميًا يمثل حقيقة عن حياتك كلها. على سبيل المثال: هذا الشخص لا يريد الخروج معي، لا أحد يريد الخروج معي أبدًا. أو لقد فشلت في امتحان الكيمياء اليوم، أنا لا أفعل أي شيء صحيح أبدًا.

3 ـ حدد أنماط التفكير السلبي

انتبه إلى طريقة تفكيرك بشكل عام وكيف تتحدث أو ترد على الآخرين، هل كل ما تقوله كئيبًا إلى حد ما؟ هل تظن السوء في الناس؟ هل تفترض دائمًا أن شيئًا سيئًا سيحدث؟.. هذه هي أنماط التفكير السلبي، فإذا كنت قد تعرفت عليها يمكنك الانتقال إلى طريقة أخرى للتعامل مع هذه المشكلات.

4 ـ مصادر التفكير السلبي

يرتبط التفكير السلبي أو التوقع السلبي لدى الفرد إما بالماضي، نتيجة حدث سابق أو القلق بشأن المستقبل. لتقسيمها إلى مصطلحات أبسط: إذا كانت لديك مشاعر سلبية تجاه موقف ما، فقد يكون السبب في ذلك هو تحول موقف مشابه خلال ماضيك إلى موقف سيئ، ويمكن التخلص من هذا الأمر من خلال التركيز على التفكير في الوقت الحاضر من خلال ممارسة التأمل.

التفكير السلبي

5 ـ واجه سلوكياتك السلبية

في بعض الأحيان لا تلاحظ السلوك السيئ والعادات السلبية التي تمارسها، ولكن حان الوقت لمواجهة هذه الأشياء، لن تكون المواجهة مع مشاكلك وأفكارك السلبية سهلة أبدًا، ولكن إذا تم إنجازها مرة واحدة يمكنك القيام بذلك مرارًا وتكرارًا؛ حتى تتغير نظرتك إلى حد ما. عندما تواجه هذا السلوك، اسأل نفسك عن أهمية سلبيتك، واكتشف لماذا يمكن أن تكون النتيجة الإيجابية أفضل من السلبية؟.

قد يهمك: اضطرابات المزاج والمراهقات.. كيف نتعامل مع هذا الوضع؟

6 ـ امتلك توقعات إيجابية

على الرغم من أنك قد لا تكون قادرًا على التحكم في كل شيء بالحياة، يمكنك البدء في التفكير بشكل أفضل، حاول أن تتوقع كيف سيكون مستقبلك ولكن بشكل إيجابي، تمامًا مثل ممارسة التمرين الذي تقوم من خلاله بتصور نفسك وكأنك تتمتع بنتيجة إيجابية في موقف مروع، وحاول ممارسة هذا التنبؤ أكثر وأكثر حتى تصبح هذه النظرة طبيعية أكثر. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتدريب نفسك على التفكير بهذه الطريقة؛ لذلك عليك التحلي بالصبر.

7 ـ الجأ للدعم ممن حولك

في حين أن العزلة يمكن أن تكون سيئة جدًا لتغيير نمط التفكير السلبي، إلا أن اختيار الأصدقاء الخاطئ قد يكون بنفس السوء؛ لذلك من أجل التوقف عن الخوض في المشكلات والتفكير السلبي، يجب عليك البحث عن النوع المناسب من نظام الدعم لمساعدتك في تذكر أهدافك الإيجابية. فأنت تحتاج إلى أصدقاء يدعمونك لكنهم يساعدونك في تصحيح أخطائك، ولا ينبغي أن يكون هؤلاء الأصدقاء من الذين ينتقدونك دائمًا.

8 ـ اترك السلبية وراءك

الحياة مليئة بالمشاكل، فهي تواجهنا كل يوم بما هو سلبي، لكن فكر مرة أخرى، تذكر كل المشكلات التي واجهتك في الماضي وكيف نجوت من هذه الأشياء بطريقة أو بأخرى، هذه وسيلة أخرى للتوقف عن العيش في مشاكلك وأفكارك السلبية.

كيف يمكن للوالدين مساعدة الأطفال؟

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأطفال في تحديد تفكيرهم وتحديه وإعادة هيكلته في نهاية المطاف؛ حتى يتمكنوا من عيش حياة أكثر صحة وأفضل تكيفًا. ومن خلال العلاج المعرفي السلوكي، يمكن للوالدين أيضًا مساعدة الأطفال في التعرف على التشوهات المعرفية وتقليل شدتها.

الهدف هو أن تصنع لأطفالك نموذجًا يؤكد أننا جميعًا نرتكب أخطاء في التفكير، وعادة ما يكون تدوين الملاحظات وإجراء التصحيحات برفق والتعاطف مع الذات هو أفضل دواء.

الأهم من ذلك: إذا كان طفلك لديه العديد من التشوهات المعرفية، أو إذا كان تفكيره صارمًا للغاية، أو توقعاته سلبية بشكل مزمن، أو كانت مشاعره قوية جدًا؛ بحيث لا يمكنه التفكير في أخطاء تفكيره، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من الخبراء. من الرائع التعاون مع طفلك في تعلم وتحديد التشوهات المعرفية -لا سيما كمكمل للعلاج الجيد- ولكن الطفل الذي يعاني بشدة قد يحتاج إلى علاج من أخصائي الصحة العقلية.

اقرأ أيضًا: سلاح ذو حدين.. فوائد ومخاطر المضادات الحيوية على المراهقين