كيف تجعلين منزلكِ مريحًا وصحيًا؟

جدة:ـ هند حجازي الاهتمام بالصحة وأسلوب الحياة يساعدكِ في عيش يوم صحي سليم، بجو يمدُّكِ بروح وطاقة سليمة، وذلك يبدأ من منزلك.

فهناك قواعد أساسيَّة لجعل المنزل مسكنًا مريحًا يشبه ساكنيه، يبهر العين، ويريح النفس والروح، ويزيل عنها كل كدر وتوتر.

قواعد اختيار المنزل

وهناك اعتبارات عديدة يجب أخذها في الحسبان عند إنشاء أو اختيار منزلك؛ من اختيار الألوان، والطراز، والاهتمام بالتنفيذ المعماري للمنزل بدراسة حركة الرياح الصحيَّة.

والاهتمام بالإضاءة الطبيعيَّة، والسماح بدخول أشعة الشمس لأكبر مساحة ممكنة في المنزل.

فالمنزل هو أمان الإنسان وملاذه، فيه يقضي معظم وقته، وإن كان مبنيًّا بطريقة عشوائيَّة غير مدروسة، فسيؤثر سلبيًّا في صحته، وراحته النفسيَّة.

وبمناسبة احتفاء العالم خلال شهر أبريل الماضي، باليوم العالمي للصحة العالميَّة، تُسلط «الجوهرة» الضوء على كيفيَّة تصميم ديكور المنزل بطريقة صحيَّة وسليمة.

فكان لنا هذا اللقاء مع مهندسة الديكور وعد باجنيد؛ التي أوضحت القواعد الأساسيَّة التي لا بُدَّ من اتباعها لتصميم منزل صحي.

في البداية تقول «وعد»: لا بُدَّ من تقسيم المنزل إلى مرحلتين: مرحلة دراسة وتخطيط للفراغ بمخططات معماريَّة، وتصميم هندسي، ومرحلة التشطيب والإكساء.

• مرحلة الدراسة والتخطيط للفراغ بمخططات معماريَّة وتصميم هندسي

أكدت وعد أن هذه من المراحل المهمَّة لإنشاء منزل صحي سليم؛ حيث إنَّه يُفضَّل دائمًا -من البداية- أن يتم التخطط للمنزل بصورة صحيحة ومناسبة.

ولا مانع -بل يُفضَّل- من أن يشارك أفراد العائلة الرأي مع المهندس المعماري؛ لأنَّه في نهاية الأمر هم مَن سيعيشون فيه، فيجب أن يكون ملجأ مريحًا لهم.

وهناك عدَّة نقاط أساسيَّة لابُدَّ أن يراعيها المهندس بشكل عام عند التخطيط للمنزل، سواء في تقاسيمه المعماريَّة الداخليَّة أو الخارجيَّة؛ منها:

1- مراعاة اتجاهات الرياح المحببة للتهوية المستقبليَّة للمنزل، واتجاهات الشمس؛ حتَّى لا يحصل انعكاس.

2- مراعاة الفتحات المعماريَّة ذات الحجم المناسب لدخول الإضاءات الطبيعيَّة، وتختلف أنواع الفتحات؛ من فتحات معماريَّة جداريَّة كالشبابيك، إلى سقفيَّة كالقبب، والإسكاي لايت، حيث كلَّما كان المنزل تدخله إضاءة طبيعيَّة كان ناجحًا وصحيًّا للإنسان.

3- مراعاة موقع المناظر الطبيعيَّة خارج المنزل، واستغلالها بصورة جيدة لارتباط الإنسان بالطبيعة.

4- استغلال عمل حدائق خارجيَّة في منطقة الحوش، أو السطوح في المنازل؛ لما فيها من المتعة لأفراد العائلة.

وأصبحت هذه الثقافة الخارجيَّة منتشرة حاليًا، فكثرت تصاميم اللاندسكيب الخارجي للبيوت؛ لأهميَّته وارتباط الإنسان بالطبيعة، بما يعود عليه بالمنافع النفسيَّة والصحيَّة.

5- مراعاة ترابط الطرز داخليًّا ببعضها، وعدم الإكثار من النقوش أو الأشكال الهندسيَّة الكثيرة؛ حتَّى لا يحدث ضيق في المكان فسيولوجيًّا.

6- عدم الإكثار من التقاسيم المعماريَّة، والزوايا الحادَّة داخل المنزل؛ لإعطاء المكان السعة والانشراح، وإشعار النفس بالراحة والانطلاق.

7- البعد عن المناور الداخليَّة، والاعتماد على الفتحات المعماريَّة.

8- يُفضَّل ألاَّ تقل ارتفاعات الأسقف عن 3 م كحد أدني؛ لما له من تأثير سلبي في صحة الإنسان. 9- لا بُدَّ من مراعاة مساحات الغرف -حسب وظيفتها- وألاَّ تكون ضيِّقة أو كبيرة، فتصبح مساحات مهدرة.

10- مراعاة توزيع المنزل وتجزيئه بطريقة مريحة مرتبة، من حيث قسم غرف النوم، وقسم الطبخ، وقسم المعيشة بجميع خدماتها.

وقسم الضيوف بسفر الطعام، مع توزيع الحمامات فيما بينها، ولا بأس من عمل مناطق دخول، أو نقطة في منتصف المنزل تجمع التوزيعات هذه كلها، تُطلق عليها الـ(hall)، أو اللوبي مثل الفنادق.

وتُطبَّق غالبًا هذه الفكرة في حالة ما إذا كانت المنازل كبيرة، أو حسب نوع الطراز للمنزل، مثلًا الطراز الأندلسي القديم يتميَّز بهذه النقطة، كوجود الفناء الداخلي في منتصف المنزل تمامًا، وغالبا ما يكون مفتوحًا، وبه مصدر ماء كالنافورة، وهو يجمع كل مناطق المنزل.

11- أمَّا المنزل من الخارج -كما ذكرت- فيُرجى مراجعة الرياح المحببة، والرياح الضارَّة، وانعكاس الشمس، وحلها -غالبًا- يكون بزراعة النباتات.

مرحلة التشطيب والإكساء:

أضافت "باجنيد": تتم مرحلة التشطيب بعد مرحلة التأسيس أو اللياسة، وتكون بوضع مواد عزل، ودهانات مناسبة، وتأسيس كهرباء؛ من توزيع إضاءات بطريق صحيَّة صحيحة، وإكساء الأرضيَّات بمختلف أنواعها، وتلبيس بعض الجدران والأسقف.

مواصفات التشطيب:

مرحلة الدهانات:

هنا يتم تدخل الشخص المناسب «مهندس الديكور للتصميم الداخلي» والعمل على اختيار المواد الصحيحة بالمواصفات العالية، أو حسب احتياجات أفراد العائلة.

ودائمًا ما يتم تنسيق الديكور بالاعتماد على طبيعة أفراد الأسرة، فمن ناحية الدهان أولاً وآخرًا لابُدَّ أن يكون دهانًا صحيًّا ضد الرطوبة، وضد الجراثيم، إن وجدت مشكلات صحيَّة لدى العائلة.

وأشارت إلى أن الدهان لا بد من أن يكون سهل التنظيف، ويناسب وجوده مساحة الفراغ، وحسب الطراز، ويُفضَّل دائمًا استخدام الدهانات ذات الألوان الباردة للشعور براحة نفسية في المنزل، وأن يبقى استخدام الألوان الدافئة مجرَّد تطعيمات في الفراغ.

مواد العزل:

لا بُدَّ أن يكون نوع العزل متناسبًا مع طبيعة المبنى خارجيًّا؛ حيث عزل الضوضاء، وأحوال الطقس حسب اختلاف كل مكان عن غيره.

تأسيس الكهرباء:

أن يتم دراسة تأسيس الكهرباء على المخطط المفروش معماريًّا؛ حتى يكون التوزيع مناسبًا؛ حيث إنَّ كل فراغ له سياسة معيَّنة في التوزيع بالنسبة للكهرباء.

فغرف النوم تختلف في توزيعها عن غرف المعيشة، أو غرف الدراسة، أو الممرات، مع مراعاة اختيار اللمبات العاكسة للضوء بالنسبة للعين، وغير مصدرة للحرارة، وذلك بشكل عام.

كسوة الأرضيات:

تكسية الأرضيات بمختلف الأنواع من مواد السيراميك، أو الرخام، أو الباركيه، أو الموكيت وجميعها تعتمد على رغبة صاحب المنزل، ولكن هناك غرف لا يُحبَّذ بها بعض التكسيات مثل الرخام في غرف النوم؛ لأنَّها تبعث برودة، وسهل الانزلاق عليها.

عند اختيار الموكيت لبعض الغرف، وخاصة غرف الأطفال، يُفضَّل تغييره كل سنة؛ حيث إنَّه عازل ممتاز، ويجمع الميكروبات ما لم يُطهَّر بالبخار بين كل فترة وأخرى.

أمَّا السيراميك، فيُجدَّد بمجرد إزالة البلاطة المتضرِّرة وتغييرها بواحدة جديدة.

الباركيه -أيضًا- يتبع هذه السياسة، وله طريقة معيَّنة في التنظيف، خصوصًا إذا كان من قشور خشب طبيعيَّة.

تلبيس الجدران:

قالت وعد: تُكسى الجدار إمَّا بالجبس، أو بالخشب، أو بالحجر حسب الجو العام للطراز في الفراغ، وكل تلك الكسوات إيجابيَّة لحصول العزل الإضافي.

وأشارت إلى أن هناك فراغًا دائمًا ما نتغافل عنه في المنزل، ولا يتم إعطاؤه حقَّه في التوزيع الصحيح، ودائما لا يُذكر كثيرًا من ناحية كيف يتم عمله صحيَّا، وهو «فراغ المطبخ»، ويتم استغلاله كالتالي:

معماريًّا، لا بُدَّ أن يتم توزيعه بناء على مثلث الحركة، الذي يشمل عناصر أساسيَّة، هي: «الثلاجة والبوتاجاز، أو منطقة الطبخ، والمغسلة» بمجرَّد أن يتم تحديد هذه العناصر الثلاثة يتم وضع الدواليب على أساسها، فهي تمثِّل رؤوس مثلث الحركة.

لا بُدُّ أيضًا أن يتم تحديد موقع المطبخ، ووضعه في منطقة مكشوفة للرياح الداخلة للمنزل؛ حتَّى لا تزعج روائح الطبخ المقيمين فيه.

يجب توفير إضاءة لأماكن الطبخ والتقطيع بشكل مناسب؛ حتَّى لا تُحدِث إصابات.

أما بالنسبة للمفروشات أو الأقمشة المتعلِّقة بالأثاث، فأكدت "وعد" أن هناك نوعين رئيسين؛ وهما:

الأقمشة الطبيعيَّة:

تصنَّع من المنتجات الحيوانيَّة، أو النباتيَّة الطبيعيَّة كالصوف والقطن وغيرهما الكثير، ويتم توظيفه في الفراغ حسب الحاجة إليه.

الأقمشة الصناعيَّة:

هي أي قماش يتدخل في صنعه الإنسان بمواصفات معيَّنة صحيَّة وغيرها، وجميعها يتبع المكان أو الوظيفة التي تم وضعه لأجلها.

ودائمًا اختيارات المواد تعتمد على خدمة الإنسان وصحته، وهنا لا بُدَّ أن يبتعد الشخص عن المواد الجامعة للأغبرة أو البكتيريا، وأن يكون اختياره ذكيًّا وصحيًّا، وكل ذلك الوعي أصبح موجودًا في زمن التحديات الحالي.

5 طرق بسيطة لتعزيز ديكور منزلك في رمضان