الحياة مليئة بالتجارب، بعضها جميل ومفرح، والآخر مؤلم ومحزن. ومن الطبيعي أن نتأثر بهذه التجارب، لكن في بعض الأحيان قد تترك وراءها ندوبًا عميقة في نفوسنا؛ مثل الصدمات النفسية والذكريات السيئة. هذه الندوب قد تؤثر سلبيًا على حياتنا، وتمنعنا من الاستمتاع بلحظاتنا الحاضرة. وهو ما يسمى بـ”التروما”.
كيف تتخلصين من “التروما” والذكريات السيئة؟
هناك طرق فعالة للتخلص من “التروما”، هذه المشاعر السلبية واستعادة حياتِك. ونستعرض في السطور التالية 7 نصائح مهمة تساعدك على التغلب على الصدمات النفسية والذكريات السيئة، وعيش حياة أكثر سعادة وراحة. حسب ما ورد على موقع «روسيا اليوم». وهي:
1. تقبلي مشاعركِ:
الخطوة الأولى للتغلب على الصدمات النفسية والذكريات السيئة هي تقبل مشاعركِ. لا تحاولي قمعها أو تجاهلها؛ بل اعترفي بها وحاولي فهمها. فمن الطبيعي أن تشعري بالحزن أو الغضب أو الخوف بعد تجربة مؤلمة، ولا بأس في ذلك.
2. تحدثي مع شخص تثقين به:
التحدث مع شخص تثقين به، مثل صديقة أو أحد أفراد عائلتكِ أو معالجة نفسية، يمكن أن يساعدكِ في معالجة مشاعركِ والتعبير عنها. قد يكون من الصعب عليكِ التحدث عن تجربتكِ المؤلمة، لكن هذا يمكن أن يكون له تأثير علاجي كبير.
3. ابحثي عن أنشطة تستمتعين بها:
ممارسة الأنشطة التي تستمتعين بها؛ مثل الهوايات أو الرياضة أو الفن، يمكن أن تساعدكِ في صرف ذهنكِ عن الأفكار السلبية وتحسين مزاجكِ. هذه الأنشطة تمنحكِ شعورًا بالإنجاز وتساعدكِ على استعادة الثقة بنفسكِ.
4. اعتني بصحتكِ الجسدية:
الصحة الجسدية والعقلية مرتبطان بصورة وثيقة. تأكدي من حصولكِ على قسط كافٍ من النوم وتناول طعام صحي وممارسة ةالرياضة بانتظام. هذه العوامل تساعد في تحسين مزاجكِ وتقليل التوتر.
5. تعلمي تقنيات الاسترخاء:
تقنيات الاسترخاء؛ مثل التأمل والتنفس العميق واليوجا، يمكن أن تساعدكِ في تهدئة عقلكِ وجسمكِ وتقليل التوتر والقلق. هذه التقنيات يمكن أن تكون مفيدة، خاصة في التعامل مع الذكريات السيئة.
6. كوني صبورة مع نفسكِ:
التغلب على الصدمات النفسية والذكريات السيئة يستغرق وقتًا وجهدًا. لا تتوقعي أن تشفي بين عشية وضحاها. كوني صبورة مع نفسكِ ولا تيأسي إذا لم تري نتائج فورية.
7. اطلبي المساعدة المهنية إذا لزم الأمر:
إذا كنتِ تعانين من صعوبة في التغلب على الصدمات النفسية والذكريات السيئة بمفردكِ؛ فلا تترددي في طلب المساعدة المهنية. ويمكن للمعالجة النفسية أن تقدم لكِ الدعم والإرشاد والأدوات اللازمة للتعامل مع مشاعركِ واستعادة حياتكِ.
أضرار “التروما” والذكريات السيئة
تأثير “التروما” والصدمات النفسية والذكريات السيئة يمكن أن يكون له آثار عميقة ودائمة على الصحة الجسدية والعقلية. إليك بعض الأضرار المحتملة:
1. اضطراب ما بعد الصدمة “PTSD”:
- أعراضه: ذكريات الماضي المؤلمة، الكوابيس، تجنبي الأماكن أو الأشخاص الذين يذكرون بالصدمة، الشعور بالانفصال أو التبلد، صعوبة في النوم، سرعة الغضب والاستثارة، صعوبة في التركيز، الشعور بالذنب أو العار.
- التأثيرات: يمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية والعمل والحياة اليومية كثيرًا.
2. الاكتئاب:
- الأعراض: حزن مستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة، تغيرات في الشهية والنوم، التعب والإرهاق، صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، الشعور باليأس وانعدام القيمة.
- التأثيرات: يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والتفكير في الانتحار.
3. القلق:
- الأعراض: قلق مفرط وتوتر، صعوبة في الاسترخاء، أعراض جسدية؛ مثل تسارع ضربات القلب وضيق التنفس، الشعور بالخوف أو الرهبة.
- التأثيرات: يمكن أن يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية، نوبات الهلع، الخوف من الأماكن المفتوحة أو المغلقة.
4. مشاكل في العلاقات:
- التأثيرات: صعوبة في الثقة بالآخرين، مشاكل في التواصل، الغضب والاستياء، العزلة الاجتماعية.
5. مشاكل صحية جسدية:
- التأثيرات: آلام مزمنة، مشاكل في الجهاز الهضمي، ضعف الجهاز المناعي، مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
6. تعاطي المخدرات والكحول:
- الأسباب: استخدام المواد كآلية للتكيف مع المشاعر السلبية والتجارب المؤلمة.
- التأثيرات: يمكن أن يؤدي إلى الإدمان ومشاكل صحية ونفسية إضافية.
7. مشاكل في الذاكرة والتركيز:
- التأثيرات: صعوبة في تذكر الأحداث، صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
8. تدني احترام الذات:
- التأثيرات: الشعور بالعار وعدم القيمة، صعوبة في تحقيق الأهداف.
9. سلوكيات مدمرة للذات:
- الأمثلة: إيذاء النفس، التفكير في الانتحار.
أهمية تمتع المرأة بصحة نفسية جيدة والتخلص من “التروما”
تتمتع المرأة بصحة نفسية جيدة لها أهمية كبيرة وتأثيرات إيجابية متعددة على حياتها وحياة أسرتها والمجتمع. إليكِ بعض الجوانب التي تبرز أهمية تمتع المرأة بصحة نفسية جيدة:
1. الصحة العامة:
- الجسدية: ترتبط الصحة النفسية ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية؛ فالنساء اللواتي يتمتعن بصحة نفسية جيدة غالبًا ما يتمتعن بصحة جسدية أفضل. حيث إن التوازن النفسي يساهم في تقوية جهاز المناعة. كما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- العاطفية: يساعد التمتع بصحة نفسية جيدة المرأة على التعامل مع التحديات والضغوطات الحياتية بصورة أفضل؛ ما يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.
2. العلاقات الاجتماعية:
- الأسرة: عندما تكون المرأة بصحة نفسية جيدة؛ فإنها تكون أكثر قدرة على بناء علاقات صحية وإيجابية مع أفراد أسرتها. وهذا يعزز من الترابط الأسري ويحسن من جودة الحياة داخل الأسرة.
- المجتمع: تساهم المرأة التي تتمتع بصحة نفسية جيدة في بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة؛ حيث أنها تكون أكثر إنتاجية وإيجابية في تفاعلاتها مع الآخرين.
3. التطور الشخصي:
- الثقة بالنفس: عندما تكون المرأة بصحة نفسية جيدة؛ فإنها تتمتع بثقة أكبر بنفسها وقدراتها. وهذا يساعدها على تحقيق أهدافها وطموحاتها في مختلف جوانب حياتها.
- الإنتاجية: تساهم الصحة النفسية الجيدة في زيادة إنتاجية المرأة في العمل وفي الحياة الشخصية؛ حيث أنها تكون أكثر تركيزًا وإبداعًا.
4. الأمومة:
- الحمل والولادة: تلعب الصحة النفسية دورًا هامًا في فترة الحمل والولادة. حيث إن النساء اللواتي يتمتعن بصحة نفسية جيدة يكونون أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ومشاكل نفسية أخرى قد تؤثر على الأم والطفل.
- تربية الأطفال: عندما تكون الأم بصحة نفسية جيدة؛ فإنها تكون أكثر قدرة على توفير بيئة صحية وداعمة لأطفالها. وهذا يساعدهم على النمو والتطور بصورة صحية وسليمة.
5. المجتمع:
- المساواة: عندما تتمتع المرأة بصحة نفسية جيدة، فإنها تكون أكثر قدرة على الدفاع عن حقوقها والمساهمة في تحقيق المساواة بين الجنسين في مختلف جوانب الحياة.
- التنمية: تساهم المرأة التي تتمتع بصحة نفسية جيدة في تنمية المجتمع وازدهاره؛ حيث أنها تكون أكثر إنتاجية ومشاركة في مختلف المجالات.