كيفية توعية المراهقين بأهمية التسامح والسلام

تنشئة المراهق أو من هم تحت العشرين على الحب والسلام، من العادات المهمة التي تساعدهم في حياتهم المستقبلية فيما بعد؛ لذلك يجب توعية الطفل منذ الصغر على ضرورة نبذ كل أشكال العنف، فهم يشاهدونه في وسائل الإعلام وفي المدرسة والشارع أو في بعض الأوقات داخل الأسرة، وهذا هو الخطر الأكبر الذي يجعلهم يمارسون العنف مع أقرانهم.

وقد أشارت دراسة عالمية عن صحة طلبة المدارس إلى أن العنف يحتل المرتبة الرابعة بين أسباب الوفاة الرئيسية للمراهقين حول العالم؛ حيث يتسبب في وفاة مراهق واحد من أصل كل ثلاثة في البلاد النامية.

وأكدت الدراسة أن 42% من المراهقين و37% من المراهقات يتعرضون للتنمر، وهذا يجعلهم يمارسون العنف الجسدي.

ويتسبب العنف خلال فترة المراهقة إلى المعاناة فيما بعد من مشاكل في الصحة النفسية، والتقصير في التحصيل الدراسي، وأحيانًا يهرب بعضهم من المدرسة إذا كانت هي السبب في جعلهم يتسمون بالعنف.

لذلك السبب، جاءت فكرة أن يكون هناك يوم عالمي تقوم فيه البلاد بالتوعية ضد العنف وأضراره على الأفراد، وبشكل خاص على المراهقين؛ من أجل تنشئتهم تنشئة سليمة.

اليوم العالمي للاعنف

وأكد قرار الجمعية العامة العامة للأمم المتحدة، الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف، والرغبة في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم في كل دول العالم.

وكان المهاتما غاندي؛ زعيم حركة استقلال الهند، من رواد الفلسفة وصاحب استراتيجية اللاعنف؛ حيث قال: «إن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية، فهو أعتى من أعتى سلاح في أسلحة الدمار، وتم التوصل إليه بواسطة إبداع الإنسان».

مبدأ اللاعنف، الذي يعرف أيضًا باسم «المقاومة اللاعنفية»، يقوم برفض استعمال العنف الجسدي من أجل تحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي وغيره، فالعنف يؤثر في الأجيال ويجعلهم ينشئون على سلوكيات خاطئة تسبب لهم العديد من المشكلات النفسية.

كيفية حماية المراهقين من العنف بجميع أِشكاله

تحاول العديد من المجتمعات تغيير ثقافة العنف بين أفرادها؛ من خلال عقد العديد من الندوات وإطلاق المبادرات في اليوم العالمي للاعنف؛ من أجل حث الجميع على أهمية التسامح والسلام.

وهناك عدد من الاستراتيجيات الخاصة بالوقاية وحماية المراهقين والأطفال من العنف؛ وذلك عن طريق تعزيز الممارسات التربوية للوالدين وتعليمهم كيف ينشئون أبناءهم على السلام والحب ونبذ فكرة العنف نهائيًا.

ومن أهم الأسس التي يجب تربية المراهقين عليها، هي احترام العائلة لبعضها البعض، وعدم مشاهدة أي شكل من أشكال العنف بين أفرادها، كالخلافات التي تحدث بين الأم والأب أو بين أحد الوالدين وبقية الأبناء، والتي من الممكن أن تصل أحيانًا للضرب، فهذا الأسلوب يجب التوقف عنه أمام الأطفال لأنهم يقومون بتقليد ما يشاهدونه.

ومن الممكن استبدال العقاب بالضرب أو العنف الجسدي بطرق أخرى في حالة خطأ أي أحد من أفراد الأسرة؛ لكي يتعلم الطفل أن العنف ليس الشكل الوحيد للعقاب.

اليوم العالمي للاعنف

ومن الأسس المهمة، تنمية الجانب الاجتماعي؛ عن طريق علاقة الآباء بالأبناء، فهي من الخطوات المهمة التي تساهم في تنشئتهم بشكل سليم.

ولا بد كذلك من مكافحة ظاهرة التنمر في المدارس والقضاء عليها، ووضع برامج لتنمية المهارات الحياتية والاجتماعية، واتباع مناهج مجتمعية سليمة قائمة على قواعد تحترم الآخر، بالإضافة لزيادة الأنشطة الترفيهية في المدرسة ومشاركة الجميع فيها دون تفرقة.

التنمر بين الطلاب في المدرسة، قد يسبب لهم مشاكل نفسية، مثل: الاكتئاب وممارسة سلوكيات عنيفة عدوانية بين بعضهم البعض، والانعزال عن باقي المجتمع، وقد تؤدي للانتحار.

ولا يجب أن نغفل أهمية تعليم الأطفال في المدرسة وأيضًا في البيت على أهمية التسامح ونشر ثقافة السلام والتماس الأعذار والتحكم في سرعة الغضب؛ لتنشئتهم أسوياء نفسيًا.

اقرأ أيضًا: تأثير التلفزيون على الأطفال.. احترسي من مخاطره