شراهة الأكل، تلك العادة المزعجة التي تؤرق الكثيرين، ليست مجرد عادة سيئة بل قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل السمنة وأمراض القلب. وهناك العديد من الطرق التي تساعدك على التخلص من هذه العادة، وتحقيق وزن صحي.
ما شراهة الأكل؟
شراهة الأكل هي اضطراب في الأكل يتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، غالبًا مصحوبًا بشعور بالخروج عن السيطرة. قد يكون هذا النهم ناتجًا عن عوامل نفسية أو بيولوجية، أو مزيج من كليهما، حسب ما ورد على موقع “هيلث لاين”.
أضرار شراهة الأكل
- السمنة: الزيادة المفرطة في الوزن هي من أبرز نتائج شراهة الأكل؛ ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والضغط.
- أمراض القلب: شراهة الأكل مرتبطة بارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم؛ ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتصلب الشرايين.
- مشاكل نفسية: غالبًا ما ترتبط شراهة الأكل بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وقد تؤدي إلى انخفاض في احترام الذات.
كيف تتخلصين من شراهة الأكل؟
- التغذية الصحية: اتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
- تناول وجبات منتظمة: لا تتركي نفسك جائعة لفترة طويلة، فذلك قد يحفزك على الإفراط في الأكل.
- التركيز على الإشارات الجسدية: استمعي إلى جسدك، وتناولي الطعام عندما تشعرين بالجوع، وتوقفي عندما تشعرين بالشبع.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على حرق السعرات الحرارية، وتحسين المزاج، وتقليل التوتر.
- الحد من الإجهاد: مارسي تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل للمساعدة في إدارة التوتر والقلق.
- طلب المساعدة: إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التغلب على شراهة الأكل، فلا تترددي في طلب المساعدة من متخصص في التغذية أو طبيب نفسي.
- احتفظي بدفتر يوميات: سجلي ما تأكلين وشعورك قبل وأثناء وبعد الأكل.
- تناولي الطعام ببطء ومضغ جيد: هذا يساعد على الشعور بالشبع بكميات أقل من الطعام.
- تجنبي الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية: هذه الأطعمة غنية بالسعرات الحرارية والسكريات وقد تزيد من الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
- احيطي نفسك بأشخاص داعمين: يمكن للأصدقاء والعائلة أن يقدموا لك الدعم والتشجيع الذي تحتاجينه.
أسباب شراهة الأكل النفسية والبيولوجية
كما أن الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة متنوعة ومتشابكة، وتشمل عوامل نفسية وبيولوجية واجتماعية. منها:
- الضغط والتوتر: يعد الضغط النفسي أحد الأسباب الرئيسية لشراهة الأكل. عندما يشعر الشخص بالتوتر أو القلق، قد يلجأ إلى الطعام كآلية للتكيف والهروب من المشاعر السلبية.
- انخفاض احترام الذات: الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات قد يستخدمون الطعام كوسيلة لتخدير مشاعرهم السلبية أو كعقاب لأنفسهم.
- المشاعر السلبية: قد تؤدي المشاعر القوية مثل الحزن والغضب والوحدة إلى نوبات الشراهة في تناول الطعام.
- الأحداث المؤلمة: التجارب المؤلمة في الطفولة أو المراهقة، مثل الإساءة الجنسية أو العاطفية، قد تزيد من خطر الإصابة بشراهة الأكل.
- اضطرابات المزاج: الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق هم أكثر عرضة للإصابة بشراهة الأكل.
- خلل في الناقلات العصبية: تشير بعض الأبحاث إلى أن خللًا في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، اللذين يرتبطان بالمزاج والشهية، قد يلعب دورًا في شراهة الأكل.
- العوامل الوراثية: قد تلعب الجينات دورًا في زيادة خطر الإصابة بشراهة الأكل؛ حيث تشير الدراسات إلى وجود استعداد وراثي لدى بعض الأفراد.
- التغيرات الهرمونية: قد تؤثر التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء، على الشهية وتزيد من خطر الإصابة بشراهة الأكل.
- العوامل الاجتماعية: الضغوط الاجتماعية المتعلقة بمظهر الجسم المثالي قد تساهم في تطوير سلوكيات الأكل المضطربة.
- العادات الغذائية: اتباع أنظمة غذائية قاسية أو تقييدية بشكل متكرر قد يؤدي إلى نوبات الشراهة.
- العلاجات الدوائية: بعض الأدوية قد تسبب زيادة الوزن أو تغييرات في الشهية.
أعراض شراهة الأكل
- نوبات الأكل الشره: تتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة كبيرة، حتى مع الشعور بالشبع.
- فقدان السيطرة على الأكل: الشعور بالعجز عن وقف الأكل رغم الرغبة في ذلك.
- الأكل السريع: تناول الطعام بسرعة كبيرة دون تذوقه أو الانتباه إليه.
- الأكل حتى الشعور بالانزعاج: الاستمرار في الأكل حتى يصل الشخص إلى حد الانزعاج الجسدي.
- الأكل بمفردك: التجنب من تناول الطعام أمام الآخرين بسبب الشعور بالخجل أو الإحراج.
- الشعور بالذنب والإحراج: الشعور بالأسف أو الندم بعد نوبات الأكل.
- التغيرات المزاجية: قد يعاني الشخص من تقلبات مزاجية، الاكتئاب، القلق، أو الشعور بالوحدة.
- مشاكل جسدية: قد تظهر بعض المشاكل الجسدية مثل زيادة الوزن، مشاكل في الجهاز الهضمي، أو ارتفاع ضغط الدم.
دور العلاج السلوكي المعرفي في علاج شراهة الأكل
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد أكثر العلاجات فعالية لعلاج شراهة الأكل. ويركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط السلوكية والأفكار السلبية التي تساهم في هذا الاضطراب. ويعمل العلاج السلوكي المعرفي في علاج شراهة الأكل من خلال:
- تحديد الأنماط السلوكية: يعمل المعالج مع المريض لتحديد الأنماط السلوكية التي تسبق وتلي نوبات الشراهة. قد يشمل ذلك تحديد الأطعمة التي يتم تناولها، والمواقف التي تحدث قبل وبعد نوبات الشراهة، والأشخاص الذين يكونون حول المريض.
- تغيير الأنماط السلوكية: بعد تحديد الأنماط السلوكية، يعمل المعالج مع المريض لتغيير هذه الأنماط. قد يشمل ذلك تعلم مهارات جديدة مثل تناول الطعام ببطء، وتحديد أجزاء مناسبة من الطعام، وتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى نوبات الشراهة.
- تحدي الأفكار السلبية: غالبًا ما يرتبط شراهة الأكل بأفكار سلبية حول الذات والجسم والطعام. يعمل المعالج مع المريض لتحدي هذه الأفكار وتطوير أفكار أكثر واقعية وإيجابية.
- تعلم مهارات جديدة للتعامل مع الإجهاد: يساعد العلاج السلوكي المعرفي المرضى على تعلم مهارات جديدة للتعامل مع الإجهاد والمشاعر السلبية، والتي يمكن أن تكون عوامل محفزة لنوبات الشراهة.
فوائد العلاج السلوكي المعرفي لشراهة الأكل
- تحسين التحكم في تناول الطعام: يساعد العلاج السلوكي المعرفي المرضى على تطوير عادات غذائية صحية والتحكم في الرغبة في تناول الطعام الزائد.
- تقليل نوبات الشراهة: يمكن أن يؤدي العلاج السلوكي المعرفي إلى تقليل عدد وشدة نوبات الشراهة.
- تحسين المزاج وتقدير الذات: يساعد العلاج السلوكي المعرفي المرضى على تحسين مزاجهم وتقديرهم لذاتهم؛ ما يساهم في تحسين جودة حياتهم بشكل عام.
- تطوير مهارات جديدة للحياة: يزود العلاج السلوكي المعرفي المرضى بمهارات جديدة يمكنهم استخدامها للتعامل مع التحديات في حياتهم اليومية.
أهمية الدعم الاجتماعي في التعافي من شراهة الأكل
الدعم الاجتماعي هو ركيزة أساسية في رحلة التعافي من شراهة الأكل. يشمل هذا الدعم مجموعة متنوعة من العلاقات والاتصالات التي تقدم الدفء والتشجيع والمساعدة اللازمة للتغلب على هذا التحدي.
لماذا هو مهم؟
- التقليل من الشعور بالوحدة والعزلة: غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من شراهة الأكل بالوحدة والعزلة؛ ما يعزز الرغبة في اللجوء إلى الطعام كآلية للتكيف. الدعم الاجتماعي يساعد على كسر هذا الشعور ويعزز الانتماء.
- زيادة الشعور بالمسؤولية: وجود شبكة دعم قوية يشجع الفرد على الالتزام بخطة العلاج والتعافي؛ حيث يخشى خذلان الأشخاص الذين يهتمون به.
- تحسين تقدير الذات: الكلمات الإيجابية والتشجيع المستمر من الأصدقاء والعائلة تساعد على بناء الثقة بالنفس، وتحسين الصورة الذاتية.
- توفير الدعم العاطفي: يمكن للأصدقاء والعائلة تقديم الدعم العاطفي اللازم خلال الأوقات الصعبة؛ ما يساعد على تقليل التوتر والقلق.
- تبادل الخبرات والمعرفة: يمكن للأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة تبادل الخبرات والنصائح؛ ما يوفر شعورًا بالانتماء والتفهم.
- توفير الدافع والتحفيز: يمكن للأصدقاء والعائلة توفير الدافع والتحفيز اللازمين للاستمرار في رحلة التعافي، خاصة في الأوقات التي يشعر فيها الفرد بالإحباط.
أشكال الدعم الاجتماعي:
- العائلة والأصدقاء: هم الخط الدفاع الأول، ويمكنهم تقديم الدعم العاطفي والعملي.
- مجموعات الدعم: تتيح هذه المجموعات الفرصة للتواصل مع أشخاص يمرون بتجارب مماثلة وتبادل الدعم والمعلومات.
- المستشارون والمعالجون: يقدمون الدعم المهني والإرشاد اللازم للتغلب على التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بشراهة الأكل.
- المجموعات عبر الإنترنت: تتيح هذه المجموعات التواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم يعانون من نفس المشكلة.