يعتبر الكبد بمثابة مصنع كيميائي داخل الجسم؛ حيث يؤدي مجموعة واسعة من الوظائف الحيوية؛ أبرزها تصفية الدم من السموم والمواد الضارة.
وفي ظل نمط الحياة العصري المتسارع وتناول الأطعمة المصنعة يزداد الضغط على الكبد. ما يستدعي اتخاذ إجراءات لدعم وظائفه وإزالة السموم من الجسم.
لذا نوضح طرق الحفاظ على صحة الكبد وفقًا لموقع iherb.
أهمية إزالة السموم ودور الكبد
عندما يتعرض الجسم لكميات كبيرة من السموم، سواء كانت من البيئة أو النظام الغذائي، فإنه يحاول التخلص منها عبر الكبد والكلى. إلا أن الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والسكرية والكحول، بالإضافة إلى التعرض للملوثات، قد يضع عبئًا زائدًا على الكبد ويؤثر في قدرته على أداء وظائفه بشكل فعال.
كما تتعدد الآثار السلبية لتراكم السموم في الجسم، وإلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق قد تظهر أعراض أخرى مثل: الانتفاخ، واضطرابات الهضم، والصداع، وحتى مشاكل جلدية. وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي تراكم السموم إلى أمراض مزمنة مثل: أمراض الكبد، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
طرق إزالة السموم
هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن اتباعها لدعم عملية إزالة السموم وتعزيز صحة الكبد؛ منها:
- تعديل النظام الغذائي: التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، والحد من تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة.
- ترطيب الجسم: شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم يساعد على طرد السموم من الجسم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تحسن الرياضة الدورة الدموية وتعزز عملية التمثيل الغذائي؛ ما يدعم عملية إزالة السموم.
- النوم الكافي: يعتبر النوم ضروريًا لإصلاح الجسم وتجديد طاقته.
- الحد من الأطعمة المصنعة: قللي من استهلاكك للأطعمة المصنعة، والتي تحتوي على الكثير من الدهون الضارة والكربوهيدرات والمواد المضافة.
- تقليل استهلاك الكحول والسكر: في حين أنه من الجيد الإفراط في تناولها في بعض الأحيان، حاولي تقليل أو إيقاف استخدامك للكحول والمشروبات السكرية أثناء عملية إزالة السموم من الجسم.
- تقليل التوتر: يمكن للتأمل واليوغا وغيرها من تقنيات الاسترخاء أن تساعد على تقليل التوتر الذي يؤثر سلبًا في صحة الكبد.
مكملات غذائية لدعم صحة الكبد
بالإضافة إلى تغييرات نمط الحياة يمكن للمكملات الغذائية التالية أن توفر دعمًا إضافيًا لصحة الكبد:
1. شوك الحليب:
يحمي خلايا الكبد ويعزز تجددها. فهو مكمل عشبي مشهور تم استخدامه لقرون لدعم صحة الكبد. والمادة الفعالة هي سيليمارين، وهو مركب فلافونويد معروف بحماية خلايا الكبد من التلف وتعزيز التجدد.
بينما كشفت دراسات عن أن شوك الحليب قد يكون فعالًا في علاج أمراض مثل: مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) والتهاب الكبد.
2. الكركم:
يمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، وهو نوع من التوابل الصفراء الزاهية يستخدم غالبًا في المطبخ الهندي. ويحتوي على الكركمين المضاد للأكسدة والالتهابات.
وللكركمين تأثيرات مفيدة في صحة الكبد عن طريق تقليل الالتهاب وتحسين وظائف الكبد والحماية من تلف الكبد الناجم عن السموم.
في حين وجدت دراسة أن مكملات الكركمين قد تساعد على تقليل التهاب الكبد وتحسين حالة مضادات الأكسدة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، وهو شكل أكثر شدة من مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
3. جذر الهندباء:
مدر للبول ويساعد على إزالة السموم. ويستخدم تقليديًا لدعم صحة الكبد والهضم. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث يشير بعض الدراسات إلى أن جذر الهندباء قد يساعد على إزالة السموم من الجسم ودعم وظائف الكبد.
4. “ن-أسيتيل سيستين”:
يحمي الكبد من التلف ويحسن وظائفه. وهو أحد الأحماض الأمينية التي تحوي الجلوتاثيون، مضاد الأكسدة القوي الذي يلعب دورًا أساسيًا في حماية الكبد من التلف.
فيما وجدت إحدى الدراسات أن مكملات NAC قد تعمل على تحسين وظائف الكبد وتقليل الإجهاد التأكسدي لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي المزمن B. وأثبتت فعاليتها في علاج حالات مثل جرعة زائدة من الأسيتامينوفين وتليف الكبد.
5. فيتامينات “ب”:
ضرورية للعديد من العمليات الأيضية، بما في ذلك إزالة السموم. وللعديد من العمليات الأيضية، منها: إزالة السموم من الكبد.
كما أظهرت الدراسات أن فيتامينات “ب”، خاصة “ب 6″ و”ب 12” وحمض الفوليك تؤدي دورًا في صحة الكبد.
على سبيل المثال: وجدت إحدى الدراسات أن مكملات حمض الفوليك يمكن أن تحسن وظائف الكبد وتخفف الالتهاب لدى مرضى التهاب الكبد الوبائي “سي” المزمن.
6. أحماض أوميجا 3 الدهنية:
تقلل الالتهاب وتحسن وظائف الكبد؛ حيث تعتبر أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية وبذور الكتان وبذور الشيا ضرورية للصحة العامة. ولها أيضًا تأثيرات مفيدة في وظائف الكبد.
بينما تشير دراسات إلى أن أحماض أوميجا 3 تقلل الالتهاب وتحسن وظائف الكبد وتحمي من أمراض الكبد. كما وجدت دراسة تحليلية أن مكملات أحماض أوميجا 3 الدهنية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
7. البيتين:
يحمي الكبد من التلف ويحسن وظائفه. ومعروف أيضًا باسم TMG، علاوة على ذلك فهو مركب موجود بشكل طبيعي في البنجر والأطعمة الأخرى.
في حين ثبت أن له خصائص وقائية للكبد؛ ما يعني أنه يساعد على حماية الكبد من التلف. يمكن أن يساهم البيتين أيضًا في تقليل التهاب الكبد وتحسين وظائف الكبد.
ووجدت دراسة أن مكملات البيتين تحسن إنزيمات الكبد وتقلل الالتهاب لدى المرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
8. حمض ألفا ليبويك:
هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكنها حماية الكبد من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي. كما يمكنه المساعدة على تحسين وظائف الكبد وتقليل الالتهابات.
فيما أكدت إحدى الدراسات أن مكملات حمض ألفا ليبويك يمكن أن تحسن وظائف الكبد وتخفض الإجهاد التأكسدي لدى المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن “سي”.
9. جذر عرق السوس:
يحسن وظائف الكبد والهضم. وهو علاج عشبي تقليدي يستخدم منذ عصور لتحسين وظائف الكبد والهضم. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث تشير بعض الدراسات إلى أن جذر عرق السوس له خصائص تحمي الكبد وتحسن وظائفه.
ومع ذلك من المهم ملاحظة أن تناول الكثير من جذر عرق السوس يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية، لذلك من الأفضل استشارة إخصائي الرعاية الصحية قبل استخدامه كمكمل.
ممارسات إضافية لدعم إزالة السموم
- الساونا وغرف البخار: تساعد على التخلص من السموم من خلال التعرق.
- التنظيف بالفرشاة الجافة: يحسن الدورة الدموية ويقشر الجلد.
- تمارين التنفس العميق: تزود الجسم بالأكسجين وتقلل التوتر.
- الصيام المتقطع: يعزز الصحة الأيضية ويقلل الالتهاب.
- العلاج المائي: يحفز الدورة الدموية ويعزز التخلص من السموم.
- حمامات الملح الإنجليزي: تساعد على استرخاء العضلات وتقليل الالتهاب.
- اليوغا والتأمل: يقللان التوتر ويعززان الاسترخاء.
وفي النهاية تتطلب إزالة السموم من الجسم اتباع نمط حياة صحي ومتوازن. وعن طريق الجمع بين تغييرات النظام الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام والنوم الكافي، بالإضافة إلى استخدام المكملات الغذائية المناسبة، يمكننا دعم صحة الكبد وتعزيز قدرته على أداء وظائفه بشكل فعال.