كورونا الجديد.. هل يستحق كل هذا الهلع؟

كورونا عبارة عن فيروس يصيب الجهاز التنفسي تتراوح أعراضه ما بين خفيفة، مثل نزلة البرد إلى التهاب رئوي قد يسبب متلازمة الضائقة النفسية الحادة، والتي قد تؤدي للوفاة في بعض الحالات.

احصائيًا:

عدد الحالات بازدياد يوميًا، لكن لاتزال نسبة حالات الوفاة ضئيلة جدًا، مقارنة نسبة لعدد الحالات المصابة.

وحسب إحصائية المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها بالسعودية بلغ مجموع الحالات المؤكدة بالعالم حتى الآن (128,343) منهم 4% فقط بحالة حرجة، 53% تمت تشافيها، أما نسبة الوفاة حتى الآن 3.6%، والنسبة المتبقية لحالات مستقرة وقليلة الخطورة.

إذًا؛ لماذا كل هذه الاحترازات والإجراءات الصارمة التي تبذلها الوزارة؟

كما هو معلوم كورونا الجديد سريع الانتشار، والاجراءات الصارمة هي وقائية تعمل على تأخير انتشار المرض والحد منه؛ حتى يستطيع الجهاز الصحي التعامل معها.

دعونا نفترض إصابة 50 حالة في وقت واحد في مستشفى بسعة 40 سريرًا وبفرض 10 منهم من الموظفين بالصحة؛ فسيكون هناك ضغط على هذه المنشأة لقصور الطاقم وزيادة الحالات، وبالتالي إجهاد الجهاز الصحي وربما زيادة الوفيات.. ولكن بعمل الإجراءات الاحترازية ربما تكون هناك 40 حالة في فترة أطول شهر كامل مثلا تتعافى حالات وتأتي حالات، والجهاز الصحي ما زال يمكنه التعامل مع هذا العدد خلال فترة زمنية أطول والرعاية بالشكل الأمثل تستمر.

ماهي مصادر انتشاره؟

انتشار مباشر: العدوى المباشرة من الشخص المصاب إلى آخر عن طريق القرب منه أثناء السعال أو العطس، أو مصافحة الأيدي.

انتشار غير مباشر: وذلك بالأماكن العامة، كعربات التسوق، مقابض الأبواب وأجهزة الدفع بالبطاقة، ولوحات المفاتيح العامة، وغيرها، فالفيروس ينتشر عن طريق الرذاذ من الشخص المصاب، ويبقى فعال فترة من الزمن على الأسطح قد تصل لأيام حسب نوع السطح.

كيف يمكن الحد من انتشاره؟

باتباع إجراءات السلامة، منها: الابتعاد عن الأماكن العامة، لا تقترب من الأشخاص بالأخص من يملك أعراض تنفسية، ولاتنسى إذا كنت تعاني من أعراض تنفسية أن ترتدي القناع؛ لتحمي المجتمع، مع ضرورة طهي الطعام جيدًا.

وكون الفيروس غير قاتل؛ لا يعني الاستهانة بصحة الآخرين، فمعظم الحالات المتوفية لأشخاص كبار بالسن أو لديهم أمراض مزمنة أخرى كأمراض القلب والرئتين ومرض السكري، مثل هذه الحالات قد يحتاج فيها الشخص إلى تنفس صناعي؛ حتى ينتصر الجسم على الفيروس وربما لاينجو!

المسؤولية على الجميع المنشأت العامة: وضع معقم الأيدي أمام المداخل، وعند المحاسب؛ لتفادي دخول الفيروس أو خروجه عن طريق الأيدي لها.

دور كل فرد سليم: الحرص على اتباع التعليمات وغسل الأيدي بشكل منتظم.

دور كل فرد مصاب أو مشتبه بإصابته: لبس الكمامة عند الأعراض لحماية الآخرين، التبليغ حال وصوله من المناطق المنتشر بها المرض، استعمال المناديل عند العطاس والتخلص منها أو استعمال المرفق عن طريق ثني الذراع؛ للحد من تواجد الفيروس على باطن الكف.

مافائدة العزل المنزلي؟

عند الالتزام بالعزل مع أعراض بسيطة أو خلال الرجوع من السفر كاحتياط؛ ستحمي مجتمعك، وستحد من انتشار الفيروس ليتمكن جسمك منه، ولن يتمكن الفيروس من النجاة على الأسطح لفترة طويلة وبهكذا يتم القضاء عليه لكن وجوده كل مرة في جسم جديد يمنحه وقت أكثر للتكاثر والانتشار حتى يصل لشخص يضره بشدة!

تذكر دائمًا.. تأكيد حالة واحدة متهاونة أو جاهلة بالاجراءات الاحترازية ستكون قد خالطت العديد من الأشخاص والأشخاص خالطوا آخرين فلن يكون من السهل تباطؤ انتشاره بعد ذلك، ففي حال وجود حالة مؤكدة لاشك سيتبعها سلسلة من الحالات المؤكدة من المخالطين لها، وهذا ماتشير له الحالات الجديدة كل يوم.

وبعد ماعرفت كل هذا، هل يستحق كل هذا الهلع؟ الجواب لا، ولكن لاشك أنك الآن وصلت إلى أنه فعلا يستحق كل هذه الاحترازات لحماية أقاربنا ومجتمعنا ممن قد يفتك بهم المرض.

أخي القارئ.. تابع تعليمات وزارة الصحة، حالات الوفاة ليست مجرد أرقام، استهتارك قد يعني معاناة شخص مسن، وليس أي مسن؛ فقد يكون قريبك!

د. أحمد المسلمي طبيب مقيم باطنة