كذبة أبريل.. قصتها ومنشأها والجانب المظلم لها

تُعد كذبة أبريل مناسبة تقليديَّة في عدد من الدول؛ حيث اعتاد الكثيرون، في أول يوم من أبريل، إطلاق النكات، وخداع بعضهم بعضًا، فهم يقولون الشائعات أو الأكاذيب، ويُطلقون على مَن يُصدِّقها "ضحية كذبة أبريل".

كذبة أبريل، أو كذبة نيسان (April Fools' Day) هي مزحة مُنتشرة في غالبيَّة دول العالم، وذهب أغلبية الباحثين إلى أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح، يتم مبادلتها بين الأصدقاء، والعائلة، وزملاء العمل.

وهو يُسمّى "يوم كذبة نيسان"، أو "يوم الحمقى"؛ حيث اتَّخذ هذا اليوم اسمه من ممارسة النِّكات والحِيَل والخدع بين الأصدقاء والمقرّبين.

أصل كذبة أبريل

لا توجد حقيقة مؤكَّدة لأصل هذه العادة، ورجَّحت بعض الآراء أنَّ أصل هذا اليوم هو أنَّ الكثير من مدن أوروبا ظلَّت تحتفل ببداية السنة في الأول من أبريل، وذلك وفقًا لمرسوم رسمي صدر في فرنسا عام 1564؛ ليصبح هذا العرف سائدًا إلى اليوم.

ويرى آخرون أنَّ هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل، وبين عيد "هولي" المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يؤدي بعض البسطاء مهامًا كاذبة لمجرد اللهو والدعابة، ولا يكشفون عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلاَّ مساء اليوم الأول من أبريل.

وأول مَن كتب قصصًا عن تاريخ الأول من أبريل والأكاذيب هو الشاعر الإنجليزي جيفري تشوسر؛ الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، مؤلِّف المجموعة القصصيَّة والشعريَّة باسم "حكايات كانتربري"، وهو ما يشير إلى قدم هذه المناسبة. أشهر الأحداث العالمية عن كذبة أبريل:

* رومانيا

الشعب الروماني شغوف جدًّا بأكاذيب أول أبريل؛ حيث نشرت إحدى الصحف خبرًا جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة سقط على المئات من المسافرين، وقتل العشرات، وأصاب المئات بإصابات خطيرة، وسبَّب هذا الخبر المفزع -الذي لم تتحرَّ الصحيفة منه قبل نشره- توترًا وذعرًا شديدين.

وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة، الذي تدارك الموقف بسرعة وذكاء، فأصدر ملحقاً كذَّبَ فيه الخبر، وقال في تكذيبه: كان يجب على المسؤولين قبل أن يطالبوا بمحاكمتي، أن يدققوا في قراءة صدور العدد، الذي نُشر فيه هذا الخبر! فقد كان في الأول من أبريل، ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.

* إنجلترا

هناك كذبة كان يتم تداولها خلال أول أبريل في بريطانيا، وهو أن يبعث أحد المواطنين بـ 200 رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة، يطلب منهم أن يتَّصلوا برقم تليفون يحدده في رسائله لأمر مهم جدًّا وعاجل، ويحدد موعد الاتصال فيما بين الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول أبريل، وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم التليفون المذكور مشغول بالرد على مكالمات واستفسارات المديرين طوال يوم أول أبريل، وضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنجليزي لها.

الجانب المأساوي في كذبة أبريل

إلى جانب المواقف المضحكة، هناك مآسٍ باكية وقعت بسبب كذبة أبريل، فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن، فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة، ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد، إذ كان ذلك اليوم صباح أول أبريل.

وأخيرًا، كذبة إبريل عادة غير محبَّذة، وغير إسلامية؛ لأن فيها ما يسبب الهلع والجزع، ويسبب كوارث نفسيَّة وبدنيَّة.