استشاري متخصص يكشف سر الإصابة بالغثيان والقيء بعد تركيب دعامة القلب

"قلبك بأمان: نصائح وتحذيرات حيوية لمرضى القلب من استشاري القسطرة"
"قلبك بأمان: نصائح وتحذيرات حيوية لمرضى القلب من استشاري القسطرة"

تعد عملية تركيب دعامة القلب، من الجراحات الدقيقة التي يتبعها آثار حانبية وأعراض غير مريحة لدى المرضى. ولا سيما الشعور المستمر بالغثيان والقيء. فما سبب هذا الشعور وهل يمكن علاجه؟

الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين. يؤكد وجود ثلاثة أسباب رئيسية محتملة لظهور أعراض الغثيان والقيء لدى المرضى بعد يومين من إجراء عملية تركيب الدعامة في القلب.

أسياب الغثيان 

وأوضح الدكتور النمر استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي بكلية الطب، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» أن السبب الأول قد يعود إلى التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدمة بعد العملية. وتحديدًا الأسبرين والبلافكس. فهذه الأدوية، التي تلعب دورًا حيويًا في منع تجلط الدم حول الدعامة. قد تؤثر سلبًا على جدار المعدة وتسبب تهيجًا يؤدي إلى الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.

أما السبب الثاني الذي أشار إليه الدكتور النمر فيرتبط بشكل مباشر بصحة القلب والأوعية الدموية. فقد يكون الغثيان والإقياء علامة على نقص في تروية عضلة القلب. كما أن هذا النقص قد يحدث إما بسبب وجود مشكلة في تدفق الدم عبر الدعامة المثبتة حديثًا، أو نتيجة لضيق أو انسداد في شرايين أخرى لم يتم علاجها بعد.

السبب الثالث المحتمل الذي ذكره الدكتور النمر يتعلق بوظائف الكلى. ففي بعض الحالات، قد يؤدي استخدام الصبغة الطبية خلال عملية القسطرة إلى حدوث فشل حاد في وظائف الكلى. ونتيجة لهذا الخلل، قد تظهر أعراض مثل الغثيان والاستفراغ كإحدى العلامات على تأثر الكليتين.

"قلبك بأمان: نصائح وتحذيرات حيوية لمرضى القلب من استشاري القسطرة"
“قلبك بأمان: نصائح وتحذيرات حيوية لمرضى القلب من استشاري القسطرة”

تحذير لمرضى القلب ..جلطات القلب ليست دائمًا مؤلمة

وفي سياق متصل .وجه الدكتور خالد النمر، ،تحذيرًا هامًا بشأن الصورة النمطية لجلطات القلب. فخلافًا لما قد يظهر في الأعمال الدرامية، أوضح الدكتور النمر عبر حسابه على منصة «إكس» أن الأعراض التقليدية لألم الصدر المصاحب لجلطة القلب لا تظهر دائمًا. حيث أن ما يقارب 30% من المرضى الذين يعانون من جلطات قلبية قد لا يشعرون بأي ألم في الصدر على الإطلاق.

وأشار الدكتور النمر إلى أن هذه الجلطات الصامتة قد تتجلى في أعراض أخرى أقل وضوحًا، مثل ضيق التنفس المفاجئ، أو الشعور بتعب وإرهاق غير مبرر، أو التعرق الزائد. وقد تكون هذه الأعراض هي العلامات الوحيدة التي تنذر بحدوث جلطة قلبية، خاصة لدى مرضى السكري وكبار السن، مما يستدعي ضرورة الانتباه لأي تغيرات غير معتادة في هذه الفئات العمرية.

كما، حذر الدكتور النمر بشدة من الانسياق وراء الادعاءات غير المثبتة علميًا حول فعالية علاج الأوزون في فتح شرايين القلب المسدودة. وأكد أن مثل هذه العلاجات، التي تروج لها بعض المصحات في شرق آسيا، لا تستند إلى أي أساس علمي ولا يمكن أن تحل محل العلاجات الطبية المثبتة لانسداد الشرايين.

من جانب آخر، تطرق الدكتور النمر إلى العلاقة بين الصحة النفسية وأعراض القلب. وأوضح أن ظهور أعراض عضوية للقلق، مثل الشعور بألم في الصدر، أو خفقان القلب، أو ضيق التنفس، قد يكون مؤشرًا على شدة حالة القلق التي يعاني منها الشخص، ويستدعي ضرورة التوجه لطلب العلاج النفسي المتخصص للتعامل مع هذه الحالة.

وبذلك، يسلط الدكتور النمر الضوء على أهمية الوعي بالأشكال غير التقليدية لجلطات القلب. وخطورة الاعتماد على علاجات بديلة غير موثوقة، وأخيرًا، على الترابط الوثيق بين الصحة الجسدية والنفسية وتأثير القلق على القلب.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور خالد النمر على الأهمية القصوى لدور الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات. فالمهمة الأساسية للطبيب تكمن في التشخيص الدقيق لتحديد السبب الجذري وراء ظهور هذه الأعراض. ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة على حدة لضمان تعافي المريض وسلامته بعد العملية.

الرابط المختصر :