في ذكرى اليوم الوطني السعودي الـ91.. خطوات متسارعة نحو تمكين المرأة وفق رؤية 2030

[caption id="attachment_149065" align="alignnone" width="997"] اليوم الوطني السعودي الـ91 اليوم الوطني السعودي الـ91[/caption]

ـ استنارة المرأة السعودية بدأت مع تأسيس المملكة ـ الجيل المؤسس من السعوديات وضع الأساس لنهضة المرأة ـ المملكة تمنح المرأة حقوقها لتكون جزءًا من صناعة المستقبل

تقرير: سميح جمال

ظلت المرأة في العالم كله وإلى وقت طويل، هي "ست البيت"، بمعنى يتفاوت في درجته ونسبته من دولة إلى أخرى، فهي من تهتم بشؤون البيت والأبناء ليتفرغ الزوج لشؤون الحياة من تدبير المعاش وخوض الحروب.

اليوم الوطني السعودي الـ91

وليس صحيحًا أن المرأة العربية أو السعودية، هي من كانت محظورة، فالانفتاح جاء في وقت متزامن بين دول العالم، بعد الحرب العالمية الثانية، فأتاحت السعودية، الاستنارة للمرأة منذ بواكير تأسيس المملكة الأولى؛ وذلك بإنشاء كتاتيب تعليم البنات في عدد من المدن والقرى؛ إذ تشير وثيقة تاريخية إلى مساندة الملك عبدالعزيز لمشروع تنموي قُدِّم إلى مجلس الشورى في 21 صفر 1350هـ الموافق 7 يوليو 1931، يتناول إصلاح كتاتيب البنات في منطقة الحجاز والاستزادة منها، ومعاونتها قدر الإمكان؛ حيث بلغ عدد كتاتيب تعليم المرأة في بداية عهده إلى أكثر من 180 دارًا في مختلف المناطق؛ فكانت تمثل المرحلة الأولى للتعليم في المملكة للذكور والإناث على حدٍ سواء.

وفي المرحلة الثانية، جاءت المدارس المنزلية أو شبه النظامية في عام 1360هـ الموافق 1941م، واستمرت إلى تاريخ إنشاء المدارس النظامية لتعليم البنات في عام 1379هـ الموافق 1959م.

وبعدها بدأت مدارس البنات النظامية عام 1379هـ، ووفرت جامعة الملك سعود التي أنشئت عام 1957، أول فرصة للفتاة السعودية للالتحاق بالتعليم العالي، منذ عام 1961 لينتشر بعدها التعليم النسوي في المملكة حتى اليوم.

عظيمات الوطن

استمرت مسيرة نجاح المرأة السعودية؛ حيث صنع الجيل المؤسس من السعوديات، النواة الأولى لنهضة المرأة، وكان لهن دور بارز وقيادي في نهضة المملكة.

ويذكر التاريخ بكل تقدير واحترام دور سارة بنت أحمد السديري، والدة الملك عبدالعزيز، والتي مثلت السند الحقيقي للمؤسس حين عزم على توحيد المملكة.

ويقف التاريخ إجلالًا واحترامًا للوالدة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود؛ شقيقة الملك عبدالعزيز، والتي كان لها عامل مهم في شحذ همّة أخيها في السعي نحو توحيد البلاد، ودور الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود، عمة الملك عبدالعزيز، صاحبة مقولة "عليك أن تحيي عظمة بيت ابن سعود"، وهي الكلمات التي رددتها على مسامع المؤسس منذ طفولته عندما كان في حجرها.

ويذكر تاريخ المملكة، غالية البقمي، المرأة التي وقفت بشجاعة وحزم في المعركة ضد حملة محمد علي باشا الغازي، وقيل عنها "أمست دار غالية خالية".

ويذكر التاريخ أيضًا، هيا بنت صالح الشاعر؛ صاحبة "كتاب الخطيبة هيا"؛ أشهر الكتاتيب بمنطقة حائل لتدريس القرآن الكريم في العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري، وموضي البسام التي قيل فيها "إن جاك ولد سمه موضي"؛ إذ ضُـرب فيها المثل لشخصيتها القوية وإرادتها الصلبة، ومساهمتها في إيواء العديد من المقـاتلين في معركتي الصريف والبكيرية.

وتحوي سيرة المرأة السعودية، الجوهرة بنت عبدالله بن معمر؛ مساعدة الإمام محمد بن سعود؛ مؤسس الدولة السعودية الأولى، حينما نزل بأمانها أثناء محاولة حاكم العيينة الغدر به، وكذلك موضي بنت أبي وهطان؛ أول امرأة تحدث المؤرخون عن دورها في مناصرة الدعوة الإصلاحية، وساهمت في دعم الحركة العلمية في تلك الحقبة؛ بتشجيعها طلاب العلم، ونورة بنت سليمان الرهيط، التي مارست دورها التعليمي عندما افتتحت كُتَّابًا في منزلها وهي بعمر السادسة عشرة، وتعد من الأوائل اللاتي بدأن مسيرة التعليم النظامي في مدينة عنيزة.

تعليم البنات

التحقت المرأة السعودية في ذلك الزمان بالكتاتيب والمدارس في عدد من المدن والقرى؛ حتى تأسست الرئاسة العامة لتعليم البنات؛ حيث أنشئت المدارس بمراحلها المختلفة، ثم الكليات فالجامعات، وصولًا إلى برامج الابتعاث، ثم افتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ الجامعة الأكبر على مستوى العالم للطالبات.

تاريخ من العمل المضني للقيادة الرشيدة في السعودية؛ لدعم حركة المرأة وتطور المجتمع عبرها، وحرص هائل على منحها حقوقها وتقديمها لتكون جزءًا من صناعة المستقبل.

كفاءات نسوية

برزت المرأة السعودية كقيادية منذ وقت طويل، فكانت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد، التي تقلدت منصب مدير جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إضافة للدور القيادي للمرأة السعودية التي تستطيع قيادة المؤسسات وفق مفهوم مؤسسي واقتدار.

وفي خطوة جديدة، حمل لنا العام 2009 نبأ تقدم المرأة السعودية لتشغل مناصب قيادية في الحكومة، فكان تعيين الأستاذة نورة الفايز نائبة وزير بوزارة التعليم.

وفي إطار رؤية 2030، يُعد العام 2017م، هو عام تمكين المرأة السعودية؛ حيث صدرت قوانين منحت المرأة حق قيادة المركبات في عام 2018م وإقرار قانون التحرش، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، والسماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة.

[caption id="attachment_149067" align="aligncenter" width="997"] اليوم الوطني السعودي الـ91 اليوم الوطني السعودي الـ91[/caption]

تمكين المرأة السعودية

في العام 2019م، تبوأت المرأة منصب "سفير"؛ لتصبح ممثلة للسعودية وسياساتها وقراراتها في الخارج، وسط إعجاب السعوديات بالإنجازات الواحدة تلو الأخرى ووسط امتنان كبير لسمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مهندس رؤية المملكة 2030.

وتسعى قيادة المملكة، إلى تعزيز دور مشاركة المرأة ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل بنسبة 30 %، مع منحها مناصب سياسية، وإتاحة مشاركتها في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتولي المناصب العليا في قطاع التعليم، والترشيح لعضوية رئاسة البلدية؛ لتكون شريكةً أساسية في البناء والتنمية.

العمل الدبلوماسي

اتضح دور المرأة السعودية، من خلال العمل الدبلوماسي؛ إذ تولت الدكتورة ثريا عبيد منصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وعُينت صاحبة السمو الملكي؛ الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز، سفيرة لدى الولايات المتحدة بمرتبة وزير، تأكيدًا لثقة القيادة الرشيدة في دور وإمكانيات وملكات المرأة السعودية.

رعاية المرأة

ولم يقتصر الأمر على دعم القياديات والقيادات الوسيطة منهن فقط، بل امتد ليشمل الجميع؛ فقدمت الحكومة خدمات دعم الإسكان لذوات الأولوية القصوى كالمطلقات والأرامل والمرأة المعيلة لأسرتها؛ بمنحهن نقاطًا إضافية تزيد من أولويتهن في الحصول على دعم الإسكان، كما شكّل نظام الحماية من الإيذاء ونظام مكافحة التحرش في المملكة سياجًا قانونيًا لحماية النساء من جميع أشكال العنف.

كما أُنشئ "سجل وطني" لتسجيل ورصد حالات العنف ضد الأطفال والنساء بالقطاع الصحي؛ للخروج بإحصائيات سنوية تسهم في إعداد رؤية متكاملة لصانعي استراتيجيات الحماية في المملكة، وضمان تطبيق آليات الحماية في جميع القطاعات المعنية، وإنشاء لجنة تعنى بالحماية الأسرية لمراقبة أداء الجهات والتنسيق بينهما؛ للتأكد من الالتزام بالأنظمة والقوانين وجودة التطبيق، وتطوير حملات إعلامية في هذا الشأن؛ وذلك صيانةً لخصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية.

السعودية العظمى

تمضي الأعوام وتتطور المملكة، وتصبح دولة عظمى، تقود دول العالم الأكثر تأثيرًا في اقتصاد العالم، فترأست مجموعة العشرين في العام 2020م.

لقد بات طبيعيًا وجود المرأة بالمناصب القيادية والإدارية، وحيث تطلب الأمر وجود كفاءة كانت المرأة السعودية منافسًا رئيسًا في تلك الوظيفة، ترسيخًا لسياسات المملكة وتوجهها نحو تقلد الموقع القيادي على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا: السعوديات يقتحمن رياضة المبارزة بنجاح مبهر