فاطمة اليوسف.. لبنانية مناضلة على عرش الصحافة المصرية

كسرت قواعد المألوف و التي كانت تسلب المرأة كثيرًا من حقوقها حينها، استطاعت أن تؤسس واحدة من أعرق الصحف في مصر، وأدت أدورًا في عشرات الأعمال الفنية ، من بينها مارجريت جوتيه في رواية غادة الكاميليا، كما كانت أبرز نجوم فرقة " رمسيس" التي أثرت المسرح المصري حينها. أنها الفتاة اللبنانية فاطمة اليوسف، والتي بدأت حياتها هربًا إلى الإسكندرية ، لتدخل عالم الفن في العاشرة من عمرها على يد الفنان عزيز عيد ، وعملت في بدايتها كومبارس في العديد من الأدوار ، وكانت هذا المرحلة نقطة فاصلة في حياتها مهدت لكل ما وصلت إليه فاطمة أول كما تلقب " روز" بعد ذلك. ووصلت فاطمة اليوسف إلى قمة مجدها أثناء عملها مع يوسف وهبي ، بعد تأسيسه لفرقة رمسيس عام 1923 ، وأدت أدوارًا عديدة مع الفرقة منها غادة الكاميليا ، وأوبريت العشرة الطيبة ، و دافيد كويرفيلد، والتاج والفضيلة. و لم يقدر لها أن تستمر في عالم الفن ، لتنتقل إلى عالم موازي وهو " الصحافة، ، حيث أعتزلت " فاطمة" التمثيل عام 1925 بعد خلاف مع يوسف وهبي، واستطاعت بمواردها المحدودة ومساندة أصدقائها في الوسط الفني أن تنشأ مجلة "روز اليوسف"، والتي بدأت كمجلة أدبية ثقافية ، قبل أن تتحول إلى الطابع السياسي في صحيفة ورقية بعد 10 سنوات ذاقت خلالهم مرارة الفشل عدة مرات. وواجهت فاطمة خلال مسيرتها العديد من العقبات ، تحملت خلالها السجن والاعتقال ، وواجهت فيها حكومة الوفد بسبب انضمام عباس العقاد، ومحمود عزمي للكتابة بها ، وحكومة النحاس باشا التي اتخذت قرار بإلغاء ترخيص صحيفة " روز اليوسف" ، ولكنها تحدت هذة الضغوط واستمرت في مسيرتها. وارتبط اسمها بالعديد من المشاهير، أبرزهم ابنها " إحسان عبد القدوس" الأديب المصري المعروف، وتزوجت أيضًا من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة، ومن قبلهما تزوجت المسرحي زكي طليمات.

إعداد / مصطفى صلاح