غرفة نوم آمنة لكبار السن.. ضرورة صحية ونفسية ضمن رعاية الأسرة

تُعدّ غرفة النوم من أهم أماكن المنزل، لتأثيرها المباشر في صحة الإنسان النفسية والجسدية، ولأن كبار السن يقضون فيها معظم أوقاتهم، فإن تأمين هذه الغرفة بظروف صحية وسليمة ضرورة لا غنى عنها.

فمع التقدم في العمر، تزداد حساسية الأفراد تجاه المحيط والبيئة، وتصبح الحاجة إلى الراحة والسكينة والنظام والنظافة من أولوياتهم التي لا يستهان بها.

الضوء والحرارة والتهوية.. متطلبات أساسية لصحة أفضل

من أبرز عناصر الراحة لكبار السن هي الإضاءة، إذ يجب أن تكون معتدلة ومتوازنة، بحيث تضمن لهم رؤية جيدة دون أن تعيق نومهم ليلًا.

فالإضاءة الخافتة أو غير المباشرة تساعد على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم الطبيعي، بينما تسبب الأنوار القوية اضطرابات في النوم، خصوصًا لدى من يعانون الأرق أو القلق.

ولا تقل درجة الحرارة أهمية، ويوصى بأن تتراوح ما بين 21 و22 درجة مئوية، وهي الدرجة المثالية التي تمنح شعورًا بالدفء والراحة، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة، مثل: اضطرابات القلب أو الغدة الدرقية.

كما تعد تهوية الغرفة يوميًا وفتح النوافذ لمدة نصف ساعة على الأقل ضرورة صحية لطرد الرطوبة وتجديد الهواء ومنع تراكم الملوثات، ويستحسن تنظيف مرشحات أجهزة التكييف لضمان تنقية الهواء باستمرار.

نظافة غرفة النوم وتفاصيلها الخفية

غرفة النوم لا تكتمل عناصر سلامتها دون نظافة دقيقة، فالأغطية، والوسائد، والفرش، يمكن أن تكون بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات والبكتيريا والفطريات.

ولهذا، يجب استخدام أغطية وواقيات جيدة التهوية تمنع امتصاص السوائل وتقلل من تراكم الجراثيم.

وتؤكد دراسات علمية وجود أكثر من 16 نوعًا من البكتيريا والفطريات داخل الوسائد؛ ما يستدعي غسلها وتبديلها دوريًا.

أما السجاد والأرضيات فهي مستودع للبكتيريا، إذ تحتوي على نحو 100 ألف بكتيريا في كل سنتيمتر مربع؛ ما يحتم تنظيفها بالمكنسة الكهربائية ومسح الأرضيات الصلبة بالمطهر عدة مرات أسبوعيًا، مع عدم إغفال تنظيف الستائر والنوافذ ومقابض الأبواب ومفاتيح الإنارة، وكل الأسطح التي تلمس باستمرار.

راحة الفراش وتوزيع الأثاث بذكاء

الوسائد المثالية المحشوة بالقطن النظيف تؤدي دورًا كبيرًا في استقرار الرقبة والمحافظة على العمود الفقري في وضعية سليمة أثناء النوم، مما يخفف من آلام الرقبة والظهر والشخير.

كما أن خلو الغرفة من الأثاث الزائد أو الضخم يُسهم في تقليل فرص التعثر والسقوط ليلًا، وهو أمر بالغ الأهمية لكبار السن.

يفضل أن يكون السرير في مكان يسهل الوصول إليه، وأن توضع الأدوات الأساسية مثل: الهاتف، والأدوية، وكوب ماء، ومصباح يدوي، على منضدة بجانبه. كما يستحسن التخلص من أي أسلاك أو توصيلات كهربائية قد تعرضهم للتعثر.

العناية النفسية.. لا تقل أهمية عن العناية الجسدية

إضافة إلى العوامل المادية داخل الغرفة، لا يمكن إغفال أهمية الحالة النفسية لكبار السن، إذ إن الشعور بالوحدة أو الإهمال حتى لو دون قصد يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق. لذلك؛ فإن التقدير والمعاملة اللطيفة والتفاعل الإيجابي معهم يعزز من حالتهم المعنوية ويشعرهم بأهميتهم داخل العائلة.

تقدير الماضي والوفاء لصناعه

رعاية كبار السن، لا تقتصر على تقديم العلاج أو الطعام، بل تمتد لتشمل أدق التفاصيل مثل نظافة وترتيب غرف نومهم، وتوفير وسائل الراحة التي تحفظ كرامتهم وتلبي احتياجاتهم الخاصة.

إن تخصيص الوقت والجهد للعناية بهم هو اعتراف بفضلهم ووفاء لصنيعهم عبر السنوات. توفير السلامة في غرف نومهم هو أقل ما يمكن تقديمه لهم من برّ وإحسان وتقدير عميق.

 

الرابط المختصر :