يشهد عالم المسرح الخليجي حدثًا ثقافيًا بارزًا بعودة مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة إلى الرياض بعد انقطاع دام عشر سنوات. هذا الحدث الذي استضافته المملكة العربية السعودية في سبتمبر 2024، حمل معه آمالًا عريضة بإحياء المشهد المسرحي الخليجي وتطويره، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي بين دول الخليج.
مهرجان يعيد الحياة إلى المسرح الخليجي
وفي حديثًا له خلال المؤتمر الصحفي تحدث سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، عن أهمية عودة مهرجان المسرح الخليجي إلى الرياض حيث وصفه حدثًا بالغ الأهمية، حيث يمثل نقطة تحول في مسيرة المسرح الخليجي، ويعكس الاهتمام المتزايد الذي توليه المملكة العربية السعودية للثقافة والفنون. فقد شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تحولات جذرية في مجال الثقافة، حيث تم تخصيص ميزانيات ضخمة لدعم المشاريع الثقافية والفنية، وإنشاء مؤسسات ثقافية متخصصة.
رؤية طموحة لتطوير المسرح الخليجي
كما أكد البازعي أن الهدف من عودته هو تطوير المشهد المسرحي الخليجي، وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الفنانين المسرحيين، وتعزيز التعاون الثقافي بين دول الخليج.
وكشف أن هناك دراسة جارية حاليًا لتطوير نظام المهرجان بهدف تحسين الأداء المسرحي ودعم الفرق الأهلية، وكذلك لتشجيع النشاط المسرحي على الاقتراب من الجمهور وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، فمسؤولية تطوير النشاط المسرحي في دول الخليج تقع على عاتق الجهات المسرحية في كل دولة، والهيئة تواصلت مع هذه الجهات ووجدت لديهم استعدادا للتطوير.
تحديات وفرص
ومن الجدير بالذكر أن الفرق المسرحية الأهلية في دول الخليج قد واجهت العديد من التحديات، من بينها قلة الدعم المادي والإداري، وصعوبة الوصول إلى الجمهور، وعدم وجود بنية تحتية مناسبة. ومع ذلك، فإن عودة مهرجان المسرح الخليجي تمثل فرصة ذهبية لتجاوز هذه التحديات، من خلال توفير منصة لعرض الأعمال المسرحية، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الفنانين، وبناء شبكات علاقات بين المؤسسات الثقافية في دول الخليج.
دور المملكة في دعم المسرح الخليجي

وقد لعبت المملكة دورًا محوريًا في إحياء مهرجان المسرح الخليجي، حيث قدمت الدعم اللازم لتنظيم هذا الحدث الكبير. كما قامت بإنشاء العديد من المؤسسات الثقافية التي تساهم في تطوير المشهد الثقافي السعودي والخليجي، مثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
مستقبل واعد للمسرح الخليجي
مع عودة مهرجان المسرح الخليجي، يتطلع الفنانون والمثقفون في دول الخليج إلى مستقبل واعد للمسرح الخليجي. فمن خلال التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية، يمكن للمسرح الخليجي أن يشهد نهضة جديدة، ويصبح قوة ثقافية مؤثرة على مستوى المنطقة والعالم.
في الختام، يعد مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة حدثًا فارقًا في تاريخ المسرح الخليجي. فهو ليس مجرد مهرجان فني، بل هو رسالة أمل وتفاؤل بمستقبل مشرق للمسرح الخليجي، وبرهان على التزام المملكة العربية السعودية بدعم الثقافة والفنون.