عبد الرحمن الذبياني يكتب: المراوغة الذهنية

تعتمد المراوغة الذهنية على مجابهة التفكير بالتفكير، فتحدث مراوغة ذهنية باطنية عالية المستوى بين طرفي الحق في سبيل أخذ حق أو تركه؛ بهدف إكمال مستحق يتعلل به كلٌ منهما في سبيل مصلحة مشتركة.

وفي إحدى الدول الخليجية تزامن بناء فندق، في مرحلته الأخيرة، شعور العمال بأنهم قد يفقدون وظائفهم بعد الانتهاء من إنشاء هذا الفندق فبدأوا يماطلون في تسليم المبنى، فتارة يتعللون بظروف الطقس التي لا تسمح بالعمل وتارة يتحججون بأن وقت صب (الإسمنت) غير مناسب، وتارة "إضراب" وتارة أخرى طلبوا زيادة في الرواتب؛ وكل ذلك من أجل طلب توقيع عقود عمل طويلة الأجل.

وأدرك أحد المسؤولين بالشركة أن تلك المبررات التي يتحجج بها العمال ليس إلا محاولة منهم لتعطيل العمل؛ خوفًا من عدم تجديد عقودهم، ولأن فترة تسليم المشروع قد حانت؛ طلب المسؤول عقد اجتماع سريع مع مدرائه وأخبرهم بالأمر.

واستمر الاجتماع لمدة 4 ساعات للبحث عن مخرج لتلك المشكلة وللأسف لم يخرجوا بحل مثمر وقرروا رفع الأمر للرئيس التنفيذي بالشركة، والذي عند عرض المشكلة عليه ابتسم قائلًا: هل أبلغتموهم بأننا لدينا 3 مشاريع سيبدأ العمل بها بعد 8 أشهر؟! فأجابوا بلا فقال: أبلغوهم الآن.. وبالفعل تم إبلاغهم، فما كان منهم إلا أن أنجزوا بناء هذا الفندق -أو المتبقي منه- خلال سبعة أشهر فقط. وكان ذلك تحولًا غريبًا ومثمرًا بسبب تفكير الرئيس التنفيذي، علمًا بأنه لم تكن هناك ثلاثة مشاريع سيبدأ العمل بها بعد 8 أشهر، ولم يتم فسخ عقود العمال!

إذًا، لا تبالغ في مشاكلك حتى يصعب عليك حل الأسهل منها فتتراكم ويصعب حلها، أعطِ للمشكلة وقتًا للتفكير لتستطيع الإلمام بكل تفاصيلها التي تعينك على حلها، شارك الآخرين مشكلتك عندما لا تجد حلًا مناسبًا ، ثق في أن لكل مشكلة حلًا فالأبواب الكبيرة تُفتح بمفاتيح صغيرة.

عبد الرحمن الذبياني @aldbyani2013 مدرب معتمد محليًا ودوليًا في التطوير الإداري

اقرأ أيضًا: «أماني السبيعي».. أول سعودية تحصل على زمالة القسطرة القلبية التداخلية