تحتفي الفنانة العراقية الشهيرة عفيفة لعيبي، بست عشرة امرأة مسلمة بارزة طواها النسيان، عبر لوحتها الجديدة “عالم رائع”، التي تم إنجازها بتكليف من مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة.
وستعرض هذه التحفة الفنية في بيت الحكمة بالشارقة حتى نهاية شهر رمضان، قبل أن تنقل إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
اللوحة هي قطعة مصاحبة للعمل الفني الشهير “علماء إسلاميون” للفنان السوري الراحل محمود حماد، الذي أبدعه عام 1988، وكرم فيه 16 عالمًا وطبيبًا بارزًا. من بينهم ابن سينا وابن رشد. وللمرة الأولى، يتم عرض العملين معًا، ليقدما تذكيرًا قويًا بالإسهامات الفكرية والعلمية للرجال والنساء في الحضارة الإسلامية.
تكريم لنساء طواهن النسيان
تجسد “لعيبي” في لوحتها شخصيات نسائية بارزة بمجالات الطب، وعلم الفلك، والشعر، والعلوم، والتعليم، والقيادة العسكرية، عشن بين القرنين السابع والسابع عشر في العالم العربي، والأندلس، والهند، وإفريقيا. ومن بينهن:
- السلطانة رضية (القرن الـ13)، أول امرأة تحكم سلطنة دلهي في الهند.
- صفية بنت عبد الله الري (القرن الـ11)، خطاطة وشاعرة ماهرة بالأندلس.
- ولادة بنت المستكفي، الشاعرة الأندلسية المتمردة التي أسست صالونًا أدبيًا جمع أصواتًا نسائية وذكورية.
- رفيدة الأسلمية، التي يعتقد أنها أول طبيبة وجراحة في الإسلام.
- ضيفة خاتون، إحدى الشخصيات النسائية البارزة في الحكم الإسلامي.
تحديات البحث عن التاريخ المنسي
كشفت “لعيبي” عن التحديات التي واجهتها في أثناء العمل على هذه اللوحة، مشيرةً إلى ندرة المصادر التاريخية والأدبية حول بعض النساء اللاتي تم تكريمهن؛ حيث لم يرد عن بعضهن سوى سطرين أو ثلاثة أسطر فقط.
لوحة زاخرة بالرموز
تميزت اللوحة بعناصر رمزية غنية، مثل الطاووس الفخور الذي يرمز إلى القوة والجمال، ومكتبة الكتب التي تعكس الإرث الفكري لهؤلاء النساء.
كما وضعت الشخصيات أمام مناظر طبيعية هادئة، لتعكس طابعًا تأمليًا يبرز قوة المعرفة والإبداع النسائي في الحضارة الإسلامية.
“عالم رائع” ليست مجرد لوحة، بل شهادة فنية تعيد الاعتبار لنساء صنعن التاريخ، وترك بصمتهن في مجالات شتى، رغم أن أسماءهن كادت تُنسى بمرور الزمن.