بين الأصالة والفخامة.. حكاية صناعة السروج في المملكة العربية السعودية

بين الأصالة والفخامة.. حكاية صناعة السروج في المملكة العربية السعودية
بين الأصالة والفخامة.. حكاية صناعة السروج في المملكة العربية السعودية

لطالما ارتبطت الخيل بالجزيرة العربية ارتباطًا وثيقًا، فهي رمز للأصالة والشجاعة والاعتزاز. ولم تقتصر هذه العلاقة على استخدامها في التنقل والحروب فحسب، بل امتدت لتشمل فنونًا حرفية دقيقة تجسدت في صناعة سروج الخيل.

بينما تعد صناعة السروج في المملكة العربية السعودية إرثًا ثقافيًا عريقًا، يجمع بين المهارة اليدوية والذوق الفني الرفيع، ويحمل في طياته بصمات ملكية وشعبية على حد سواء. حسب ما ورد على موقع “العربية”.

السروج الملكية.. فخامة تعكس عراقة الأصالة

كما تتميز السروج الملكية السعودية، بفخامتها وجودة موادها ودقة صناعتها. غالبًا ما تصنع هذه السروج من أجود أنواع الجلود الطبيعية، وتزين بنقوش وزخارف يدوية دقيقة تعكس الهوية والتراث السعودي الأصيل.

وقد تشمل هذه الزخارف تطريزات بخيوط ذهبية أو فضية. أو ترصيعات بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة. مما يضفي عليها لمسة من الأبهة والجلال.

فيما تولي الأسر المالكة في المملكة اهتمامًا خاصًا بجودة هذه السروج. حيث تعتبر جزءًا من مظاهر العناية بالخيل العربية الأصيلة التي تحظى بمكانة مرموقة في الثقافة السعودية.

وغالبًا ما تحمل هذه السروج شعارات أو رموزًا ملكية تميزها وتعكس ارتباطها الوثيق بالتاريخ.

السروج الشعبية.. حرفية أصيلة تلبي احتياجات الفروسية

إلى جانب السروج الملكية الفاخرة، تزدهر في المملكة صناعة السروج الشعبية التي تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع من محبي الخيل والفروسية.

كذلك، تتميز هذه السروج بمتانتها وعمليتها، مع الحفاظ على اللمسة الجمالية التي تعكس الذوق الشعبي.

تصنع السروج الشعبية عادةً من جلود أكثر عملية وتحملًا، وتزين بنقوش وزخارف بسيطة ولكنها معبرة، تعكس البيئة المحلية والتراث البدوي. وقد تتضمن هذه الزخارف أشكالًا هندسية أو رموزًا مستوحاة من الطبيعة أو الحياة اليومية.

تعتمد صناعة سروج الخيل السعودية، بنوعيها الملكي والشعبي، على مهارة الحرفيين السعوديين الذين توارثوا هذه الحرفة أبًا عن جد.

ويتطلب إتقان هذه الصناعة صبرًا ودقة وحسًا فنيًا عاليًا، بدءًا من اختيار أجود أنواع الجلود وتصميم القالب المناسب، مرورًا بعمليات القص والخياطة والتطريز والنقش، وصولًا إلى التجميع والتشطيب النهائي.

علاوة على ذلك، يحرص هؤلاء الحرفيون على استخدام أدوات تقليدية أصلية؛ ما يضفي على السروج طابعًا فريدًا وأصالة لا تضاهى.

كما أنهم يواكبون التطورات الحديثة في مجال صناعة الجلود والتصميم، مع الحفاظ على جوهر الحرفة وتقاليدها العريقة.

مستقبل واعد لهذه الصناعة

تواجه صناعة سروج الخيل في المملكة، تحديات عديدة في ظل التطورات العصرية والمنافسة من المنتجات المستوردة.

إلا أن الاهتمام المتزايد بالخيل العربية الأصيلة والفروسية. بالإضافة إلى جهود الحفاظ على التراث الحرفي. يبشر بمستقبل واعد لهذه الصناعة.

هناك مساعٍ لتطوير هذه الحرفة من خلال دعم الحرفيين وتدريب جيل جديد. وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة في التصميم والإنتاج مع الحفاظ على الطابع اليدوي الأصيل.

كما أن هناك فرصًا لتسويق هذه المنتجات الفريدة على المستوى المحلي والدولي، باعتبارها تعبر عن جزء مهم من الهوية الثقافية السعودية.

كذلك، يعد اختيار الجلود الجيدة، خطوة حاسمة في صناعة السروج الملكية؛ إذ يضمن المتانة والفخامة والجمالية التي تميز هذا النوع من السروج.

وإليك أبرز المعايير التي يتم على أساسها اختيار الجلود المستخدمة في صناعة السروج الملكية:

1. نوع الجلد:

  • الجلود الطبيعية عالية الجودة: يتم التركيز على استخدام أجود أنواع الجلود الطبيعية، مثل: جلد البقر أو الجاموس المدبوغ بطرق تقليدية أو حديثة تحافظ على خصائصه الطبيعية.
  • الابتعاد عن الجلود الصناعية أو ذات الجودة المنخفضة: لا تستخدم الجلود الصناعية أو الأنواع الرخيصة التي تفتقر إلى المتانة والمظهر الفاخر المطلوب للسروج الملكية.

2. سماكة الجلد:

  • السماكة المناسبة: بينما يتم اختيار جلود ذات سماكة مناسبة لتحمل الاستخدام الشديد. وتوفير الدعم اللازم للراكب والحصان. يجب أن تكون السماكة كافية؛ لضمان عدم تمزق الجلد أو تمدده بشكل غير مرغوب فيه مع الاستخدام الطويل.

3. جودة الدباغة:

  • الدباغة الممتازة: كما تعتبر عملية الدباغة من أهم المراحل في إعداد الجلد. ويتم اختيار الجلود التي خضعت لعملية دباغة عالية الجودة. تضمن الدباغة الجيدة مرونة الجلد ومتانته ومقاومته للعوامل الجوية والرطوبة والتآكل.
  • أنواع الدباغة: قد يتم استخدام أنواع معينة من الدباغة التي تعطي الجلد مظهرًا ولمسة فاخرة، مع الحفاظ على قوته.

4. مظهر الجلد وملمسه:

  • المظهر الخارجي النظيف: يتم اختيار الجلود التي تتمتع بمظهر خارجي نظيف وخالٍ من العيوب الظاهرة. مثل: الندوب العميقة أو العلامات غير المرغوب فيها أو التشققات.
  • الملمس الناعم والمتين: يجب أن يكون ملمس الجلد ناعمًا وفاخرًا عند اللمس. وفي الوقت نفسه متينًا وقادرًا على تحمل الاستخدام.
  • اللون الموحد والعميق: غالبًا ما يتم تفضيل الجلود ذات اللون الموحد والعميق الذي يعكس الجودة والفخامة.

5. المرونة والمتانة:

  • المرونة الكافية: يجب أن يتمتع الجلد بمرونة كافية لتشكيله وتطويعه بسهولة. في أثناء عملية الصناعة دون أن يتشقق أو يتلف.
  • المتانة العالية: تعد المتانة من أهم الخصائص المطلوبة في جلود السروج الملكية. لضمان عمر افتراضي طويل وتحمل الاستخدام المكثف.

6. مصدر الجلد وسمعته:

  • الموردون الموثوق بهم: غالبًا ما يتم الحصول على الجلود من موردين متخصصين وموثوق بهم. يشتهرون بتوفير جلود عالية الجودة.
  • السمعة الجيدة للمصدر: يتم تفضيل الموردين الذين يتمتعون بسمعة جيدة. في توفير الجلود المناسبة للصناعات الفاخرة.

7. الفحص الدقيق:

  • فحص كل قطعة بعناية: قبل استخدام أي قطعة جلد في صناعة السرج الملكي. يتم فحصها بعناية للتأكد من خلوها من أي عيوب خفية قد تؤثر في جودة السرج ومتانته على المدى الطويل.
الرابط المختصر :