صبحة بغورة تكتب: نظرة في أولويات الحياة الزوجية

كشفت العديد من الدراسات، أجريت مؤخرًا، أن عمر الزواج الافتراضي في العالم الغربي أصبح لا يتجاوز في المتوسط 9 أعوام وأربع أشهر.

وبناء على هذا الرقم المخيف، بدأ علماء الاجتماع يدرسون نماذج لأكثر الزيجات الناجحة، في محاولة للوصول إلى عوامل إطالة عمر الزواج لأكثر من العمر الافتراضي المذكور.

ومن خلال ما أجراه العلماء من دراسات مكثفة، وجدوا أن الحب ليس عنصرًا أساسيا للحفاظ على تماسك الزواج إنما كان الأكثر أهمية من ذلك هو كيفية تعامل الزوجين مع مشاعرهما، وكيف يتم التواصل بينهما بعد الزواج.

لقد تم تحديد أهم القواسم المشتركة، التي تمثل في حقيقتها أولويات يمكن أن تضمن علاقة زوجية ناجحة وكانت كما يلي:

* أن يفهما أن قرار الزواج الذي اتخذاه، هو أكثر القرارات أهمية في حياتهما، ويكون كلا منهما راغب بصدق في إقامة حياة زوجية دائمة.

* يكونان صديقين لبعضهما قبل أن يكونا حبيبين، وأن يكونا على وعي تام وتقدير عميق لمشاعر كل منهما تجاه الآخر، ولديهما الاستعداد لعمل كل ما هو ضروري لإقامة علاقة يملؤها الحب والعاطفة الصادقة.

* يجيدان الاستماع لبعضهما البعض، وأن يكون لديهما ثقة متبادلة في بعضهما، وقدرة على التعامل الناضج مع المشاعر السلبية والعمل على تجاوزها.

* أن يجيد كلا منهما كيفية التعامل مع الآخر دون أن يحرجه في موقف أو يجرحه برأي، أو يوجه إليه انتقادات مسيئة لشخصه، بل أن يسود بينهما الاحترام المتبادل.

* يتمتعان بقدر كبير من المرونة تكفي للتكيف السريع مع دواعي التغيير وفق ظروف المرحلة الحياتية التي يمران بها، وأن يكون لديهما القدرة والرغبة لتقبل هذا التغيير والقبول بمتطلباته.

* تكون بينهما هوايات مشتركة واهتمامات متنوعة يتقاسمونها، وأن يحرصا على عمل الأشياء التي تجعل كلا منهما ينجذب نحو الآخر.

قد يهمك: صبحة بغورة تكتب: صراع التربية بين هدوء الخلاف وحدة الاختلاف

* الابتعاد عن الغيرة المدمرة، وتوخي التعامل الهادئ مع أسباب الغضب بطريقة صحيحة عن طريق الحوار.

* عدم وضع العلاقة الجنسية في أولويات الحياة الزوجية، والمحافظة قدر الإمكان على خصوصية كل منهما وعدم التدخل فيها.

* غلق المجال أمام محاولة أي طرف خارجي التدخل بينهما، مهما كانت درجة قرابة أو علاقة هذا الطرف بالزوجين.

* يجب أن يشعر الرجل بزوجته ويراعي أحاسيسها ويحترم رأيها، ولا يشعرها أو يترك في نفسها أي انطباع بإهماله لها أو تجاهله لحديثها معه أو استصغار شأنها.

* على الزوجين تغيير نمط حياتهما اليومي كلما كان ذلك ممكنا؛ لمكافحة الرتابة في العيش، كالخروج في نزهات أو لتناول العشاء في أحد المطاعم الفاخرة ففي ذلك تنشيطا للفكر وخلق الحيوية في العقل وإنعاش الجسد وبعث شعورًا بالحرية لدى المرأة بعدم إحساسها أنها حبيسة المطبخ والمنزل.

إن من شأن مثل هذه الاعتبارات كلها أن تعوض الفراغ العاطفي للنساء، خصوصا اللاتي تجاوزن سن الأربعين، فالمتفق عليه أن عمر الأربعين من أهم مراحل حياة المرأة؛ حيث سيكون عليها مواجهة الحقيقة التي لا مفر منها والتعامل مع معطيات واقع جديد تحولت فيه من الشابة المدللة الجذابة إلى أم جادة ومسؤولة، قد تشعر بأنها فقدت شيئا ما في مسيرة حياتها وهنا مكمن صعوبة تعاملها مع ذاتها في هذه المرحلة.

ولكن ما يعوضها ويسر خاطرها، أن تتوفر لها في هذه المرحلة كل أسباب السعادة في ظل زواج ناجح وأولاد صالحين، وعمل مستقر وصحة جيدة ومنزل جميل، وشبكة من العلاقات والأصدقاء، وهدف أسري يجمع شمل كل أفراد العائلة.

وتتميز هذه المرحلة بطبيعة خاصة بالنسبة للمرأة؛ إذ لديها ما ترضى عنه وما تخاف عليه، وأيضًا ما تقلق بشأنه خاصة بالنسبة إلى طبيعة ردة فعلها تجاه ما تركته السنين من آثار على ملامحها يمكن أن تدفعها للعودة إلى سلوكيات الفتاة ابنة العشرين، سواء كان بشكل عفوي مرح أو مصطنع.

ومع دخول المرأة سن الأربعين، تكون قد حولت اهتمامها إلى أطفالها وبيتها، وقد تتركهم يفعلون ما كانت تتمنى أن تفعله في صغرها فتغرق في بحر الذكريات، وإذا ما كانت لديها ابنة تخطو نحو مرحلة الشباب وتكبر أمام عينيها، فإنها ترى نفسها في ابنتها، ترقبها وتتأملها ثم تطلق لخيالها العنان عندما تجعل الفروق العمرية خطوطا وهمية أقل أهمية، وحينها ستكون أولوية حياة المرأة هي حين تضع نفسها مكان ابنتها، تساعدها في استكمال زينتها وضبط أناقتها، لأنها ستكون عنوان منزلها، ويجب أن تكون صورة جميلة لأسرتها .

صبحة بغورة متخصصة في كتابة المقالات السياسية والقضايا التربوية

اقرأ أيضًا: صبحة بغورة تكتب: ملامح فارس أحلام المراهقات