روز العودة تكتب: مملكة العطاء تؤسس لاستدامة أعمال الخير

ارتبطت أعمال الخير بالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، بعطاء على مستوى الأفراد، وعطاء مجتمعي امتد وتطور وتوسع؛ حتى أصبح ثقافة مجتمعية ارتبطت بالمواطن السعودي، وصارت جزءًا من أسلوب حياته.

وتحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على وضع خطط وبرامج متكاملة؛ بهدف تأسيس وتطوير مجتمع مثالي خال من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية؛ بالتركيز على كل القطاعات، والدفع بمبادرات متميزة تجاوزت إطار الأعمال الخيرية إلى ما يشبه عمل مؤسسي يتوجه إلى تنمية المجتمع بأكمله؛ لترسيخ قيم أعمال الخير.

وبعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– حفظه الله-، جاء إطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في عامها الثاني، استكمالًا لجهود ترسيخ ونشر قيم ومبادئ أعمال الخير في المملكة.

وحسبما ترافق مع إعلان انطلاق الحملة، فإنَّ الهدف من إطلاقها هو التعريف بدور "منصة إحسان" في تعزيز قيم العمل الخيري لدى أفراد المجتمع؛ بالحث والتشجيع على التبرع، وتفعيل الدور التكافلي والتكاملي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) التي انطلقت منها الحملة مع مختلف الجهات الحكومية والقطاعات المهتمة، وهي خطوات مهمة لتفعيل نشاطات كل الجهات مع نشاطات المجتمع في مجال العمل الخيري لتحقيق الاستدامة.

إنها خطوة رائعة، بدأها الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتبرعات سخية تخطَّى بُعدُها إجمالي التبرعات البالغة مليار و300 مليون ريال، فيما تفاعل مع "منصة إحسان" ملايين الزوار واستفاد منها أكثر من نصف مليون شخص عبر أكثر من 200 جهة رسمية شريكة وكانت 99 % من التبرعات من داخل المملكة.

تؤكد هذه المؤشرات على أن المجتمع السعودي على المستوى الرسمي وغير الرسمي، مستعد بالفطرة للمساهمة في أعمال الخير في كل زمان ومكان؛ لذا يأتي إطلاق صفة مملكة الخير على المملكة العربية السعودي، انعكاسًا لسلوك وأسلوب أفراد المجتمع.

إنَّ إطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري حدث يمكن أن يتخطي الأهداف المعلنة المراد تحقيقها، وهو في الواقع اتجاه لتمكين القطاع غير الربحي وزيادة أثره، وتفعيل مضاعف لدور المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص وفي كل المجتمع.

ولا شك في أنَّ هذه الحملة سوف تساهم في رفع مستوى الموثوقية والشفافية في تنفيذ برامج العمل الخيري، وتتطور من أعمال خيرية تقليدية إلى تقديم خدمة كاملة للمجتمع باستخدام أفضل الطرق لإيصال هذه الأعمال والمبادرات إلى مستحقيها في مناطق تواجدهم؛ إذ لاتقتصر مجالات ونشاطات المسؤولية الاجتماعية على قطاع دون آخر، بل تمتد إلى كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الثقافية.

روز العودة رئيس التحربر

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: أهلًا رمضان.. شهر العبادة والتسامح