روز العودة تكتب: رمضان.. شهر الرحمة

بعد أيامٍ معدودات، يهل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة؛ ما يجعلنا في أمسِّ الحاجة إلى أن نتكاتف جميعًا لإحياء وتجديد سنة التراحم والتعاطف فيما بيننا.

إنَّ التراحم والتعاطف، قيمة أخلاقية في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، وسمة حضارية وإنسانية، لها أثر بالغ في حياتنا الاجتماعية، ودور كبير في بث روح التضامن والتكافل والترابط بيننا، كما أنها سبب لنزول رحمة الله.

ومن الصفات الحسنة، أن يحس المرء بمعاناة إخوانه في رمضان وغيره، وأن يسعى لتخفيف الآلام عنهم، وأن يتقاسم معهم الهموم والأحزان؛ تحقيقًا لوصف النبي صلى الله عليه وسلم، بأن المسلمين كالجسد الواحد في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم، إِذا اشتكى منه عضو، تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى.

والتراحم بين الخلق يعني نشر الرحمة بينهم، يعني التآزر والتعاطف والتعاون، يعني بذل الخير والمعروف والإحسان لمن هو في حاجة إليه.

إنَّ شهر رمضان فرصة يجب أن نغتنمها جميعًا؛ لتدريب النفس على الرحمة؛ حتى نكون رحماء فيما بيننا، وأن نكثف في هذا الشهر المبارك الزيارات العائلية، وصلة الأرحام، وكفالة اليتيم، ومساعدة المحتاج.

ويجب أن نرسخ في نفوس أبنائنا صفة التراحم؛ فكلما زاد البعد عن فضيلة التراحم، انخفض مؤشر أمان المجتمع واستقراره؛ ما يدفعنا جميعًا؛ أفرادًا ومؤسسات إلى تتبنى برامج تغيير اجتماعي وطنية، تعمل على تنشئة اجتماعية، تؤدي إلى خصائص اجتماعية فُضْلى، تشارك فيها كل الأطياف والجهات.

كذلك، من المهم أن يقوم الفن بتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، والحرص على أن ينقل للمشاهد صورًا تركز في أذهانهم من خلال الدراما والأعمال السينمائية حول ذلك الابن الذي كان رحيمًا بوالديه، كافلًا لأيتام جيرانه، وإبراز أثر فضيلة العمل الصالح والأخلاق الفاضلة من خلال جميع الأعمال الفنية.

في النهاية، إن كنا نسأل الله تعالى أن يتولانا برحمته وعطفه؛ فعلينا أن نَرْحَم؛ حتى نُرْحَم، فقد جُعلت الرحمة الأرضية سببًا للرحمة الإلهية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: بلاد الحرمين.. أرض العزة