روز العودة تكتب: النَّقْد البنَّاء

"مَن نظر في عيب نفسه، اشتغل عن عيب غيره"؛ مقولة سطرها التاريخ للإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه؛ كي تكون لنا دستورًا ومنهاجًا، فمنْ لا يستطيع أن يؤدب نفسه، ويبعدها عن طريق شهواتها ولذاتها، فليبتعد عن تنصيب نفسه إمامُا وهاديًا ومرشدًا للناس.

كلنا لا يحب انتقاد الآخرين له، ولكن مع الأسف فالانتقادات من الحقائق الموجودة في حياتنا اليومية، وأحيانًا ما تؤذي الشخص، وأحيانًا ما تصيبه بالعزلة والخوف من مواجهة المجتمع، بل أحيانًا ما تصيبه بالاكتئاب!

النقد، لا يهدف دائمًا إلى مهاجمتك وإحباطك، فربّما يكون سببه مساعدتك على النموّ والتطوّر في عملك وحياتك.

في كلّ مرّة تتعرّض فيها للانتقاد، حاول تحديد نوعه، ما إذا كان بنَّاءً، أم مدمّرًا، فإن كان الأخير فتجاهله؛ لأن الخوض في نقاش مع منتقد يسعى لتدميرك، ليس سوى معركة خاسرة، لا نفع منها.

والنقد البنَّاء، هو ما يفنّد ويبيّن المساوئ والعلل ويضع لها الحلول المناسبة، ولا يتعرض لكرامة الناس بتوجيه كلمات نابية والتشهير بأخطائهم، مع الابتعاد عن مواطن الانحراف؛ وذلك باستخدام الأسلوب الحسن والوداعة في الكلمة؛ لقوله تعالى: " وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

ويسهم النقد البنَّاء، في تطوّر الفرد، ومساعدته على التعلّم بشكل أسرع؛ لذا لابدّ من تقبّله بروح رياضية، والسعي للاستفادة منه.

وعادةً ما يأتي النقد المدمر في شكل هجوم مباشر على الشخص وعلى شخصيته؛ إذ غالبًا ما يستخدم المنتقد عبارات مُحبِطة تقلّل من قيمة الفرد، وتهدف إلى النَّيْل من شخصيته، فإن واجهت مثل هذه الانتقادات، فتأكّد من أنّ هناك شيئًا خاطئًا خلفها، وأنّ هناك خللًا في موجّه هذا الانتقاد.

لا شك في أنَّ الشخص الواعي، لا يوجه الانتقاد بعبارات جارحة، ولا يجب عليك في مثل هذه المواقف أن تأخذ مثل هذه الانتقادات على محمل الجد، بل تجاهلها، ولاتدع لها فرصة للتأثير عليك.

روز العودة ريس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: الإحساس بالآخر.. كيف تدعم مَنْ حولك؟