روز العودة تكتب: البساطة

خلال الأيام الماضية وبعد عودة الحياة إلى طبيعتها، كانت الكلمة المتداولة لأي اجتماع هي البساطة، فما هو مفهوم البساطة؟ هل تكمن في الجلسة، أم المكان، أم عدد الأشخاص، أم العشاء، أم غير ذلك؟

أرى أن مفهوم البساطة يختلف من شخص لآخر، فلكل إنسان طبعه الذي يختلف عن غيره، فللبساطة تدرج وقواعد، ولا يقدر فرد على انتقاد غيره ببساطة.

وبالنسبة لبساطة المكان فالبعض يقولون إننا أحيانًا نكون داخل خيمة ويتصف المكان بالبساطة، بينما الجلسة تكون الجلسة غير ذلك، لكن بساطة الأرواح هي الأهم، بأن تسعد من تستأنس بالجلوس معهم، ويكون من تجالسهم بسيطين وعفويين ومحبين للحياة، فالحياة لديهم بسيطة وغير معقدة، حتى إن الضحكة تكون بعفوية دون تكلف، ومواضيع النقاش لطيفة؛ حيث يتسامرون في أمور الحياة ونعم الله عليهم، فهم ممتنون لمن خلقهم.

والبساطة تكون بحب الجميع والمساواة بين البشر.. البساطة في جمال الماضي وعدم التذمر منه.. البساطة في أن يكون كل إنسان ناجحًا بدأ من الصفر وصعد الدرج مع مرور الوقت فوصل لما هو عليه الآن، متذكرًا أن بدايته كانت من أسفل، لكن الله أنعم عليه بالتدرج بنعمه الغزيرة، التي يشكره عليها.

البساطة في محبة الناس، وفي الملبس، فكل إنسان يختلف عن غيره بهندامه، فهناك من يحب المزركش والمطرز والملابس الفاخرة، وهناك من يحب غير ذلك، فهي أذواق.

وليس من حقي انتقاد مظهر أي شخص، فهو من يختار ملابسه وما يحب؛ حتى إن هناك من يهتمون بملابسهم في المنزل، علمًا بأن الحالة المادية في زماننا هذا لا علاقة لها بطريقة ارتداء الملابس، فهي ذوق لا أكثر ولا أقل.

وفيما يتعلق بالطعام، فيختلف كل أهل بيت في طريقتهم واهتمامهم بالطعام، وطبائعهم في إكرام الضيف، لكن لكل إنسان مقياس؛ فعلى سبيل المثال: نجد شخصين يطلبان من مطعم عن طريق الإنترنت، فتختلف طلبات كل منهما؛ لأن احتياجهما أو استمتاع كل منها بالطعام مختلف.

والبساطة تكون كذلك في ترتيب المكان، فتجد الناس مختلفين أيضًا، فمنهم من يضع الورد الطبيعي في بيته، ويهتم به، ويستمتع به، فكيف أنتقد حبه للورد؟

وهناك من يدلل ضيوفه بالطريقة التي يحبها من منبع الحب والعطاء؛ لإسعادهم، فهو يدلل أحبته، بأن يعطي لأبعد الحدود، وبعفوية ومشاعر صادقة، بعيدًا عن التكلف، فالبساطة سر علاقات الود والحب بين الناس.

البساطة هي أن أقول لك: "أحبك في الله".. أن تدخل البيت مستشعرًا أنه بيتك.. وأن تجلس بأريحية وترتدي ما يحلو لك.. وأن تتكلم بما في خاطرك.. وأن تعتذر لصديق ضايقته يومًا ما.. وألا تنتقد الناس.. وأن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك.

سألت أحبتي: ما مفهوم البساطة لديكم؟ فكانت بعض الردود جميلة كالتالي:

-الحمد لله من قبل ومن بعد.. البساطة هي عفوية اللقاء بكل تفاصيله، أماكن وأشخاص، والأهم نوايا طاهرة غير متكلفة.

-البساطة في العشاء والملابس، وقبل كل شيء بساطة الروح.

-البساطة هي أنه كلما لان جانبنا ازددنا حبًا، وكلما كنا بسيطين في المأكل والمشرب والملبس بعيدًا عن البهرجة والتكلف.. هكذا أراها.

-البساطة في رأيي هي التعامل والعلاقات والأرواح، فكلما كانت بسيطة كانت أحلى، بغض النظر عن الباقي: العشاء أو المكان، فهذه مجرد أدوات.

*شرين الزعيم -البساطة هي الحب وتقبل الآخر في كل الظروف، وإعطاؤه الحرية، كل حسب مفهومه.

*فدوة الصالح -إذا كانت صاحبتك ملكة وبسيطة ستكونين سعيدة معها.

*لمياء الشمري مفهوم البساطة عندي هو أن نكون على سجيتنا.. لا نتظاهر بما هو ليس فينا ولا نتقمص غير شخصياتنا ولا نستعرض قدراتنا سواء الفكرية أو المادية، ويكون هدف اللقاء هو أن يقضي الجميع وقتًا ممتعًا يزيل من الأنفس ما تراكم من هموم وروتين الحياة اليومية؛ بحيث عندما تنتهي الجلسة ونعود إلى بيوتنا نكون في مزاج رائق مليء بالبهجة.. ونتشوق إلى إعادة اللقاء، وبالتالي لا توجد عندي أهمية كبيرة لعدد معين أو مكان معين طالما توفرت بالجلسة ما ذكرته. والبساطة في المواضيع والمشاعر، وليست بالأكل والشرب؛ لأنها نسبية.

*نورة عبد المنعم الراشد أعتقد أن البساطة هي أن يشعر الجميع بالراحة دون تكلف في الكلام ولا مجاملات، وقد يكون عدد الأشخاص في الجلسة سببًا في أن تكون بسيطة.. ومن المؤكد أن روح قائد الجلسة مهمة.. كذلك طريقة الجلسة، بحيث يكون الناس جالسين بالقرب من بعضهم البعض، فهذا ما يجعل الجلسة أكثر بساطة.

                                                                                                                                   روز العودة                                                                                                                                  رئيس التحرير

 

اقرأ أيضًا.. فيديو| «تصرفات صبيانية وهمجية».. مشاهير السوشيال يُثيرون ضجة على متن رحلة الكروز