توفي الفنان السعودي القدير محمد الطويان عن عمر ناهز 80 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا زاخرًا بالأعمال الدرامية والمسرحية التي شكلت جزءًا من الذاكرة الثقافية والفنية في المملكة ودول الخليج.
وُلد الطويان في بريدة عام 1945، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، لكنه عاد ليبدأ مسيرته الفنية في عام 1970. على مدار عقود، شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، البرامج الفنية، والمسرحيات، وكان له دور مهم في اكتشاف وتقديم فنانين ومخرجين موهوبين.
انطلاقته الفنية وبصمته في الدراما
بدأ الطويان مشواره الفني من خلال تقديم سهرات تلفزيونية مميزة، لعل أبرزها سهرة “السعد وعد”، حيث جسد شخصية “حظيظ”، وهو الدور الذي منحه شهرة واسعة وظل محفورًا في ذاكرة الجمهور السعودي والخليجي.
لم يكتفِ الطويان بالتمثيل فحسب، بل كان رائدًا في تقديم العديد من الأعمال الأولى من نوعها في السعودية، فقد كان أول من قدم مسلسلاً كوميديًا سعوديًا بعنوان “أحلام سعيدة يا حسن”، كما كان وراء تقديم أول مسرحية تلفزيونية مقتبسة عن أعمال مولير تحت عنوان “طبيب بالمشعاب”، بالإضافة إلى أول مسرحية إسلامية في المملكة، وهي “سقوط الحساب”.
قائمة من الأعمال الخالدة
طوال مسيرته الطويلة، تألق الطويان في العديد من المسلسلات التلفزيونية، ومن أبرزها:
“عودة عصويد”
“فرج الله والزمان”
“أحلام سعيدة”
“أصايل”
“لعبة الكبار”
“خلك معي”
“أبو رش رش”
“طاش ما طاش”
“غشمشم”
“سلفي”
“مكان في القلب”
أما على المسرح، فقد قدم مسرحيات خالدة مثل “طبيب بالمشعاب” و**”سقوط الحساب”**، والتي عززت من مكانته كممثل بارع يتمتع بقدرة استثنائية على تقديم شخصيات مختلفة بإتقان.
السينما.. تجربة ناجحة
رغم أن معظم أعماله كانت في التلفزيون والمسرح، إلا أن الطويان خاض تجربة سينمائية ناجحة عام 2023 في فيلم “مندوب الليل”، الذي أثبت من خلاله أن موهبته تتجاوز حدود الدراما والمسرح لتصل إلى السينما السعودية الحديثة.
الاعتراف بخوفه من مشاهدة أعماله
على الرغم من غزارة أعماله وشعبيته الكبيرة، كشف الطويان في أحد لقاءاته أنه لا يفضل مشاهدة أعماله، حيث كان يشعر بالاضطراب والخوف عند متابعة أدائه، وهي صفة قلّما نجدها لدى الفنانين الكبار.
تكريم مستحق في المهرجان السينمائي الخليجي
في أبريل 2024، حظي الطويان بتكريم خاص في افتتاح الدورة الرابعة من المهرجان السينمائي الخليجي، حيث مُنح جائزة تقديرية عن مجمل مسيرته الفنية وإسهاماته البارزة في إثراء الدراما والمسرح السعودي.
وداع نجم أثرى الساحة الفنية
برحيل محمد الطويان، تفقد الساحة الفنية السعودية والخليجية واحدًا من أعمدتها البارزين، لكن إرثه سيبقى خالدًا في ذاكرة محبيه، وفي سجل الأعمال الدرامية والمسرحية التي قدمها طوال أكثر من نصف قرن.