رحلة في عالم القهوة.. من الحبة إلى الفنجان

رحلة في عالم القهوة.. من الحبة إلى الفنجان
رحلة في عالم القهوة.. من الحبة إلى الفنجان

تعد القهوة من المشروبات الأكثر شعبية في العالم، فهي ليست مجرد مشروب ساخن يمنحنا الطاقة، بل ثقافة وتاريخ ورحلة ممتعة من الحبة إلى الفنجان. في هذا المقال، يقدم لكِ موقع ومجلة “الجوهرة” تاريخ القهوة، وكيفية زراعتها، وأنواعها، وفوائدها وأضرارها، بالإضافة إلى رحلتها من المزرعة إلى فنجانك.

اكتشاف القهوة وتاريخها

بحسب موقع” daily mail”، مشروب القهوة يعد من بذور البن المحمصة، وينمو في أكثر من 70 بلدًا. خصوصًا بالمناطق الاستوائية في أمريكا الشمالية والجنوبية وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وأفريقيا.

بينما يقال أن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولًا بالعالم بعد النفط الخام. ونظرًا لاحتوائها الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثيرًا منبهًا للبشر. حيث تعد اليوم واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.

ويعتقد أن أول من اكتشفها هم قبيلة الأورومو في إثيوبيا، الذين لاحظوا تأثيرها المنشط. حيث انتشرت تدريجيًا من إثيوبيا إلى اليمن، ومن ثم إلى بقية العالم، ووصلت إلى أوروبا في القرن الخامس عشر.

أنواع القهوة

أنواع القهوة
أنواع القهوة

 

ويوجد نوعان رئيسان للحبوب، وهي:

  • أرابيكا: تتميز بنكهة غنية وحموضة لطيفة، وتزرع في المناطق المرتفعة.

وهي أشهر أنواع حبوب البن؛ حيث تمثل أكثر من 60% من الأصناف المنتجة حول العالم. وتعد مجموعة أرابيكا من حبوب البن عالية الجودة. وهي معروفة بجسمها اللامع. كما تتميز حبوب أرابيكا بمجموعة متنوعة من النكهات والروائح الرائعة. غالبًا ما تقدم القهوة التي تحتوي أرابيكا باللون الأسود أو مع القليل من الحليب.

  • روبوستا: تتميز بمذاق قوي ومرارة أعلى، وتحتوي كمية أكبر من الكافيين، وتزرع في المناطق المنخفضة.

وتحتل حبوب الروبوستا المرتبة الثانية بعد أرابيكا من حيث الشعبية. ويتميز هذا النوع من حبوب القهوة بأن له ملمس ناعم وحموضة منخفضة. وتحتوي حبوب روبوستا أيضًا لمحات من نكهات الشوكولاتة؛ ما يجعلها التنوع المثالي لمشروبات القهوة، التي تحتوي الحليب والقشدة.

زراعة القهوة

تزرع شجيرات البن بالمناطق الاستوائية، وتحتاج إلى ظروف مناخية خاصة. وتقطف الثمار يدويًا، ثم تجهز الحبوب وتجفف قبل تحميصها.

رحلة من الحبة إلى الفنجان
رحلة من الحبة إلى الفنجان

 القهوة السعودية

وقد شهد هذا القطاع في المملكة العربية السعودية تحولًا نوعيًا بفضل الدعم الكبير الذي يقدمه برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف”. وقد نجح البرنامج خلال سنوات قليلة في تعزيز مكانة القهوة السعودية كمنتج واعد، وفتح آفاقًا جديدة لنمو هذا القطاع الحيوي.

بينما استطاع برنامج “ريف” أن يحقق إنجازات ملموسة في دعم المزارعين، حيث زاد الإنتاج على نحو ملحوظ، وارتفع عدد المستفيدين من البرنامج. وتشير التوقعات إلى نمو مستمر في الإنتاج خلال السنوات القادمة؛ ما يعزز من مكانة المملكة كمنتج رئيس للقهوة بالمنطقة.

القهوة السعودية
القهوة السعودية

 

ويركز البرنامج على مجموعة من المحاور الرئيسة لتحقيق أهدافه، منها:

  • تطوير البنية التحتية الزراعية: عبر إنشاء مشاتل ومزارع نموذجية، وتوفير التمويل اللازم، وتطبيق أحدث التقنيات الزراعية.
  • تعزيز سلاسل القيمة: من خلال إنشاء مراكز تسويق للقهوة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال التصنيع والتعبئة.
  • بناء القدرات: عبر تقديم التدريب والتأهيل للمزارعين، ونقل المعرفة والخبرات اللازمة.
  • الحفاظ على البيئة: من خلال تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية.

يهدف برنامج “ريف” إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من أهمها:

  • زيادة الإنتاج المحلي: لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير فرص عمل جديدة.
  • تحسين جودة القهوة السعودية: لتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية.
  • زيادة دخل المزارعين: لتحسين مستوى معيشتهم.
  • تعزيز التنمية المستدامة في المناطق الريفية: عبر توفير فرص اقتصادية جديدة، والحفاظ على البيئة.

تحميص القهوة سر النكهة الساحرة

إن عملية تحميص حبوب القهوة هي المفتاح لهذا المشروب السحري. فخلال هذه العملية، تخضع الحبوب لتحولات كيميائية وفيزيائية معقدة، تنتج عنها تلك النكهات والأرومة التي نستمتع بها. وتتنوع درجات التحميص من الخفيفة، التي تتميز بنكهة حمضية منعشة، إلى المتوسطة التي تجمع بين الحمضية والقوة، وصولًا إلى الداكنة، التي تتميز بطعمها القوي والمُر، لتمر بعد ذلك على آلة القهوة والتي لها دور كبير في إخراجها بصورة جيدة ومستساقة.

طريقة الصنع بنكهات مختلفة
طريقة الصنع بنكهات مختلفة

الفوائد

لطالما ارتبطت القهوة بفوائد صحية عدة، فقد أظهرت الكثير من الدراسات أن شربها بانتظام قد يسهم في تحسين المزاج واليقظة، وحماية الدماغ، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. مثل: السكري والزهايمر.

ومع ذلك، فإن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، مثل: الأرق، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز الهضمي. لذلك ينصح بتناولها باعتدال والاستماع إلى إشارات الجسم.

الفوائد الصحية
الفوائد الصحية

طقوس عبر الثقافات

تختلف طقوس شربها وتقديمها باختلاف الثقافات. نجد الشرق الأوسط، يُقدم القهوة العربية في فناجين صغيرة وتُرافق بالتمر في ركن القهوة الخاص غالبًا، وفي إيطاليا تحظى الإسبريسو بشعبية كبيرة، أما فرنسا تقدم مع الكرواسان. وهكذا، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعوب وتراثها.

طقوس عبر الثقافات
طقوس عبر الثقافات

القهوة وأضرارها الوجه الآخر للمعادلة

على الرغم من فوائدها الكثيرة، فإن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، مثل: الأرق، والقلق، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز الهضمي. لذلك ينصح بتناولها باعتدال والاستماع إلى إشارات الجسم. علاوة على ذلك. قد تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي فأن شربها بكميات كبيرة يؤدي لحرقة المعدة أو الإسهال.

وفي النهاية هي مشروب معقد وغني بالتاريخ والثقافة. يمكن أن تكون جزءًا صحيًا من نظام غذائي متوازن، ولكن يجب الاعتدال في استهلاكها، وتجنب الإفراط فيها، خاصة قبل النوم أو للأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية معينة.

أندر أنواع القهوة

 

كوبي لواك (Kopi Luwak) – إندونيسيا:

تُعرف أيضًا باسم الزباد، وهي واحدة من أغلى وأندر الأنواع  في العالم. تُصنع من حبوب البن التي تتغذى عليها حيوانات الزباد ثم تُجمع بعد مرورها عبر الجهاز الهضمي للحيوان. تتميز بنكهة فريدة بفضل عملية التخمير الطبيعية.

هاواي كونا (Hawaiian Kona Coffee) – هاواي:

تُزرع في منطقة صغيرة على المنحدرات البركانية في هاواي، وتعتبر من أكثر الأنواع نقاءً وجودة. نكهتها المتوازنة والمعتدلة تجعلها مميزة جدًا.

بلو ماونتن (Jamaican Blue Mountain) – جامايكا:

تُزرع في جبال بلو ماونتن في جامايكا على ارتفاعات شاهقة، وتُعتبر واحدة من أكثر الأنواع طلبًا. تتميز بنكهة ناعمة وخالية من المرارة، وهي غالية الثمن ونادرة التوفر.

سانت هيلينا (St. Helena Coffee) – جزيرة سانت هيلينا:

تُزرع في جزيرة سانت هيلينا في المحيط الأطلسي. من الصعب إنتاج هذا النوع بسبب الموقع الجغرافي النائي، مما يجعلها نادرة. تتميز بمذاقها الفاكهي والحلو.

جيشا (Gesha Coffee) – إثيوبيا وبنما:

تُزرع في الأصل في إثيوبيا ثم انتقلت إلى بنما، وتعتبر من أندر وأغلى أنواعها. وتُعرف بنكهتها المعقدة والفواكهية، مع لمسات من الحمضيات والياسمين.

بلاك إيفوري (Black Ivory Coffee) – تايلاند:

تُنتج من حبوب البن التي تتغذى عليها الأفيال ثم تُجمع بعد خروجها من الجهاز الهضمي للأفيال. عملية الإنتاج طويلة وصعبة مما يجعلها نادرة وغالية جدًا. تتميز بنكهة سلسة وقليلة المرارة.

ليبرتاد (Hacienda La Esmeralda) – بنما:

تُزرع في مزارع خاصة على مرتفعات جبال بنما. تشتهر بقهوة جيشا التي تنتجها، وتُعد من بين أغلى الأنواع في المزادات العالمية.

واينشانا (Wild Kopi Luwak) – إندونيسيا:

مشابهة لكوبي لواك، ولكن حبوبها تُجمع من فضلات حيوانات الزباد البرية، مما يجعلها أندر وأغلى.

كونا بيبيري (Peaberry Coffee) – هاواي:

تُنتج من حبوب نادرة تُشكل 5% فقط من إنتاج قهوة كونا. تتميز هذه الحبوب بشكل دائري مميز ونكهة غنية ومكثفة.

مولوكاي (Molokai Coffee) – هاواي:

تُزرع في جزيرة مولوكاي في هاواي، وهي نادرة بسبب الإنتاج المحدود والموقع الجغرافي. تتميز بطعمها الناعم والغني.

تتميز هذه الأنواع بجودة عالية وإنتاج محدود، مما يجعلها نادرة ومميزة في عالم القهوة.

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر :