دراما رمضان 2019 | خالد القيش و"دقيقة صمت" في حرم الإبداع

كتبت – لمياء حسن

صوت معبّر، أداء كالمخضرمين ينتمي إلى مدرسة العملاقة من نجوم الفن في العالم، ممثل كالحرباء، فتلوٌن خالد القيش سيطر على دراما رمضان 2019 بقوة، وبث الحياة في شخصية تراقصت على الأوراق؛ احتفالًا بأداء متقن، لم يول اهتمامًا سوى لأهمية التفاصيل.

قام بتغيير ملامحه، وارتدى قناع القسوة، وغرقت لمعة عيونه في بحر من الألغاز، وبات "العميد عصام" في المسلسل الدرامي "دقيقة صمت"؛ الشرير الوضيع، وعلى أوجاع البشر عُشق الظالم، علامات تعجٌب هنا، والكثير من المفاجآت هناك، كان بطلها النجم خالد القيش الذي استطاع أن يتحكم في الزمان في كل حلقة من المسلسل، فلا يفيق المشاهد من نشوته سوى بتيتر النهاية.

منذ انطلاق شارة البداية لمسلسل "دقيقة صمت" لفت الأنظار مزيج الفن المطروح، بداية من صوت الفنان الثائر معين شريف، وكلمات علي المولى القوية، وألحان صلاح الكردي المليئة بالشجن، مع بطولة نجوم السهل الممتنع عابد فهد، وفادي صبيح مع مجموعة من كبار الفنانين، وإخراج شوقي المجاري؛ المقامر في اختياراته، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت مع خالد القيش، فقد أعاد الساحة الفنية العربية، إلى حقبة كانت تتغزّل بالشرير.

شخصية كُتبت لرجل ستيني، حملت معها مخاوف المؤلف "سامر رضوان" على "العميد عصام"، والتي تغلّب عليها رهان المجاري، في إسنادها إلى خالد القيش المبدع الفذ الذي أطلق شرارة جديدة لمسيرته التمثيلية، بعد أن شهدت مشاركات عدة أظهرت قدرته في اختيار التنويع ما بين "ملوك الطوائف"، "غزلان في غابة الذئاب"، و"التغريبة الفلسطينية"، وغيرها.

وفي دراما رمضان للعام، نجح القيش في إثبات هويته أمام الجماهير، وعلى مسرح المنافسة، أكد أنه العاشق للفن، لا يسعى لتقديم فلسفة فارغة، بل يجتهد لإصابة مرمى الاتقان؛ بحثًا عن تقديم وجبة فنية دسمة ما بين الحقير الذي أباح قتل البريء، ورب الأسرة، والإنسان المفكر، وفي النهاية كانت التلبية لمناشدته، فقد أصبح الجمهور العربي يقف دقائق من الصمت في حرم إبداعه، منتظرين المزيد ليُشبع تعطشهم إلى رقي المعادلة المقدّمة، ومثالية الأداء.

من جهته، أكد الدكتور سامح نصّار؛ الناقد الفني وأستاذ بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة الأسكندرية، في تصريحاتٍ خاصة لـ "الجوهرة"، أن الفنان خالد القيش تميّز بأداء سلس ومميّز.

وقال الدكتور سامح نصّار: "إن القيش اعتمد على البساطة، والأداء المتوازن دون التكلٌف، والصريخ دومًا لأداء الانفعال، مضيفًا أن العمل تم تقديمه معتمدًا على تقنية فائقة الجودة من كاميرات تصوير بأداء 4k؛ أي أنها تقترب لكاميرات السينما، بالإضافة إلى الدرجة اللونية للعمل التي امتازت بالنعومة، وتقليل الحدة الصارخة في التشبٌع اللوني، مما كشف عن عمل متقن احترافي جذّاب للمشاهد".