المخدرات المستحدثة؛ التي تعتمد بصورة أساسية على مادة الدوبامين، هو مصطلح جديد، من أخطر التحديات التي تواجه مجتمعنا؛ فالدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن تنظيم المزاج والسلوك. وعندما يزيد بإفراط داخل الجسم، قد يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية عقلية خطيرة. خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالأمراض النفسية.
تأثير المخدرات المستحدثة على العقل والسلوك
في هذا السياق، يتحدث لمجلة الجوهرة، الدكتور جمال فرويز؛ استشاري الطب النفسي عن خطورة تلك المواد وتأثيرها على المخ. وقال: “تعتمد المخدرات المستحدثة بصورة أساسية على مادة الدوبامين، وهي المادة الفعالة الرئيسية فيها؛ فعندما تزيد نسبة الدوبامين في الجسم. وخاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالأمراض النفسية.
وتبدأ الأعراض المرضية العقلية بالظهور؛ مثل الهياج والهلوسات (السمعية والبصرية والحسية) واضطرابات التفكير وصعوبة السيطرة عليه”.
وتابع أستشاري الأمراض النفسية، أن هناك مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية والعقلية، تسببها المخدرات بما في ذلك:
- الهياج: يظهر الشخص المصاب بحالة من الهياج الشديد والانفعال الزائد. وقد يتصرف بشكل غير متوقع وغير مسيطر عليه.
- الهلوسات: يعاني المريض من هلوسات سمعية وبصرية وحسية، حيث يسمع ويرى أشياء غير موجودة في الواقع، وقد يشعر بأحاسيس غريبة وغير مبررة.
- اضطرابات التفكير: يعاني المريض من صعوبة في التفكير بوضوح. وقد تظهر لديه أفكار مشوشة وغير منطقية، بالإضافة إلى صعوبة في السيطرة على الأفكار المتطفلة.
- العنف الشديد: يصبح المريض عدوانيًا وعنيفًا بشكل غير مبرر. كما قد يتورط في أعمال عنف خطيرة؛ مثل القتل: “بدافع من الهلوسات والأفكار المشوشة التي تسيطر عليه”.
وأشار الدكتور “جمال” إلى العديد من الحوادث الاخيرة التي حدثت في مجتمعتنا العربية نتيجة تناول هذة الأنواع من المخدرات.

المخدرات المستحدثة.. أنواعها وتأثيراتها
واضاف، تتنوع المخدرات المستحدثة في أنواعها. ولكنها تشترك في تأثيرها المدمر على العقل والسلوك. ومن أبرز هذه الأنواع:
- الحشيش: يعد الحشيش المتوفر في السوق حاليًا من أنواع المخدرات المستحدثة؛ حيث يتم تصنيعه بطرق تزيد من تأثيره على الجهاز العصبي.
- الكيتامين: يستخدم الكيتامين كمخدر في الطب البيطري. لكنه يساء استخدامه كمخدر مستحدث؛ حيث يتسبب في ظهور هلوسات وأعراض نفسية خطيرة.
- الترامادول: يستخدم الترامادول كمسكن للألم، لكنه يساء استخدامه كمخدر مستحدث؛ حيث يتسبب في حالة من اللامبالاة وعدم الشعور بالرحمة. وهذا قد يدفع الشخص إلى ارتكاب أعمال عنف دون تفكير.

المخدرات المستحدثة: خطر متزايد على المجتمع
وأكد استشاري الطب النفسي على ان المخدرات المستحدثة تتسبب في العديد من المشكلات الاجتماعية؛ مثل زيادة معدلات الجريمة والعنف. كما تفكك الأسر، وتدهور الحالة الصحية للمدمنين.
كما أنها تشكل خطرًا كبيرًا على الشباب والمراهقين، الذين قد ينجذبون إليها بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها تمنحهم السعادة والنشوة.
واختتم حديثه للجوهرة قائلًا: “إن المخدرات المستحدثة تمثل خطرًا حقيقيًا على مجتمعنا؛ حيث تتسبب في تدمير حياة الأفراد والأسر، وتزيد من معدلات الجريمة والعنف. لذا، يجب علينا جميعًا أن نكون على دراية بمخاطر هذه المواد. وأن نعمل معًا على مكافحتها وتوعية الشباب والمراهقين بأضرارها المدمرة”.