حوار| سوسن البهيتي: إنشاء دار الأوبرا أهم مبادرات المملكة للارتقاء بالفنون

 سوسن البهيتي

ـ فخورة بلقب "أول سعودية في فن الأوبرا" ـ يسعدني تقديم ديو غنائي مع أحد الفنانين العرب

"سوسن البهيتي"؛ موهبة مميزة في فن الأوبرا، وأول فنانة أوبرا سعودية، تتميز بأدائها الاحترافي وإطلالاتها المسرحية؛ إذ استطاعت خوض الغناء الأوبرالي ببراعة، وأسهمت في نقل ثقافة فن الأوبرا إلى الشعب السعودي؛ من خلال عملها مدربة صوت، مع بحثها المستمر عن المواهب واستقطابها وتنمية مهاراتها، وابتكار الأوبرا بحلتها العربية السعودية.

وفي حوارها مع" الجوهرة"، أكدت أنها تعمل على تكوين فرقة تقدم موسيقى عربية على طريقة الكورال المبتكرة، وتواصل مع المختصين في الموسيقى الكلاسيكية لتقديم ورش عمل وبرامج لتدريب الموسيقيين والمغنيين في السعودية.. وإلى نص الحوار:

رائدة أعمال وموسيقية ومتخصصة إعلانات.. من هي سوسن البهيتي؟

سيدة سعودية تصل طموحاتي إلى النجوم، وقائدة في مجال عملي ورائدة أعمال، وأغني الأوبرا وأعزف على الجيتار، كما أنني مدربة متخصصة في تدريب الصوت، وأسعى لترك بصمة إيجابية في الدنيا، وأكرس مهاراتي لذلك. وقد استخدمت خبرتي في مجال التسويق، ودراستي في تخصص الإعلام؛ لأكون فنانة متميزة.

ولدت في الرياض، وتربيت في جدة، ودرست الإعلام بالجامعة الأمريكية بالشارقة في دولة الإمارات. أحب الفنون بشكل عام وهوايتي الرسم، إلى جانب الموسيقى التي هي عملي الأساسي الآن.

‏ متى بدأت مسيرتكِ مع الأوبرا، وكيف دخلتِ هذا المجال؟

بدأت مسيرتي مع الأوبرا أثناء دراستي الجامعية بالشارقة، حين انضممت لمجموعة الكورال بالجامعة، ورشحني القائد للتدرب على غناء الأوبرا، حينها بدأت تدريبات مكثفة مع فنانة الأوبرا آن ذاك، ودراسة الموسيقى إلى جانب دراسة تخصصي الأساسي.

تدربت مع فنانين أوبرا ومدربين صوت من مختلف أنحاء العالم: ميتروبوليتان أوبرا في نيويورك، دار الأوبرا في ستراسبورج وفيينا. كان وكان حفل الانطلاقة مع أشهر أوركسترا في العالم؛ وهي لاسكالا دي ميلانو الإيطالية. حصلت على شهادة كمدرب صوت من نيويورك في 2019ـ وأسست معهد تدريب الصوت The Soulful Voice في المملكة الذي يختص بتدريب الصوت للفنانين المحترفين، والراغبين في الاحتراف.

‏ كان لأسرتكِ الفضل في دخول مجال الموسيقى، فكيف ساعدتك في احتراف الغناء الأوبرالي؟

كان دعمها المستمر لكوني أقدم شيئًا مميزًا هو الحافز لاحترافي غناء الأوبرا، فلطالما كانت تشجعني على المشاركة في محافلنا العائلية والمثابرة على التدريب. وفي بداية احترافي فن الأوبرا رسميًا، كانت أكثر المشجعين لي، وأول الحضور في الصفوف الأولى بحفلاتي، وأول من يتابع وينشر ظهوري الإعلامي.

‏حصلتِ على بكالوريوس الإعلام؛ فلماذا لم تتخصصي في مجال فن الأوبرا؟

لم أكن قد اكتشفت قدرتي في غناء الأوبرا بعد تخرجي من الثانوية حين اخترت التخصص الجامعي، ولم يكن يبدو للمجال الموسيقي آنذاك مستقبل في السعودية، فلم يكن اختيار مجال دراستي في الموسيقى سهلًا، فضلًا عن إمكانية تحقيقه.

هل تفكرين في عمل ديو غنائي مع أحد الفنانين العرب؟

بالطبع، يسعدني عمل ديو غنائي مع أحد الفنانين العرب؛ لأنه يخدم رسالتي وأهدافي في نشر فن الأوبرا في العالم العربي والمملكة بالتحديد، كما يضيف للموسيقى بشكل عام، وجود مزج بين لونين موسيقيين ثريين.

ما شعورك باقتران اسمك بلقب أول سعودية أوبرالية؟

فخر ورهبة في نفس الوقت، فخر بتمثيل بلدي في مجال شغفي وطموحي، ورهبة من مسؤولية اللقب في تمثيله بأفضل صورة محليًا وعالميًا.

سوسن البهيتي

‏ ماتطلعاتك لفن الأوبرا في المملكة؟

أتطلع لإقبال السعوديات على فن الأوبرا، خاصةً وقد بدأت بوادر لذلك، لكن ينقصها الوعي والدعم؛ الوعي بفن الأوبرا وتاريخه وأنواعه ومشاهدة عروضه، والدعم بوجود جهات رسمية تقدمه بشهادات علمية.

بمَ تنصحين من تريد احتراف الغناء الأوبرالي؟

البدء بالطريقة الصحيحة: الالتحاق ببرنامج دراسي متخصص في غناء الأوبرا، خاصةً أن لدينا تسهيلات رائعة؛ مثل الابتعاث الثقافي لمجالات دراسية متنوعة في الموسيقى، ومنها الأوبرا.

وإذا لم يكن هناك دراسة، فأبسط خطوة هي بدء التدريب مع مدرب صوت متخصص في غناء الأوبرا؛ وذلك في ظل وجود وسائل التكنولوجيا التي سهلت علينا الوصول إلى أفضل مدربين أوبرا حول العالم.

‏ هل ترين أن المرأة السعودية تحظى بما تستحقه في المجال الفني عمومَا، والأوبرالي خصوصًا؟

في المجال الفني بشكل عام، أعتقد أن هناك من يتيح المجال للمرأة السعودية بالمشاركة وإعطائها حقها، لكن في مجال الأوبرا بالأخص أرى أنه يجب إتاحة الفرصة أكثر لتقديم عروض الأوبرا، فالجمهور السعودي لم يشاهدها من قبل ليتعرف عليها ويصبح لديها جمهورها الخاص.

 سوسن البهيتي

كيف تساهم المملكة في الارتقاء بالفن الأوبرالي؟

بشكل أساسي، الإعلان عن إنشاء دار الأوبرا في مشروع وسط جدة من أهم المبادرات لتأسيس فن الأوبرا في المملكة والارتقاء بها وبالفنون بشكل عام؛ فدار الأوبرا لا تقتصر على عروض الأوبرا فحسب، بل تُعد مركز ومنبع الثقافة الموسيقية وفنونها بشتى أنواعها.

وماذا عن مشاركتكِ الأخيرة في المؤتمر العالمي لريادة الأعمال بالرياض؟

كانت مشاركتي في المؤتمر العالمي لريادة الأعمال بالرياض مميزة؛ إذ كان الغرض منها إبراز الجانب الثقافي السعودي أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم، فقدمت أغنية أوبرا كلاسيكية شهيرة وأغنية وطنية سعودية بأسلوب الأوبرا، بعنوان «وطني الحبيب» للمطرب الراحل طلال مداح التي تقول كلماتها: «روحي وما ملكت يداه فداه.. وطني الحبيب فهل أحب سواه».

اقرأ أيضًا: مؤتمر تمكين المرأة.. إنجازات مشرفة وقصص نجاح ملهمة لسيدات تفوقن عالميًا