حوار| د. نهى سمير: المملكة تتبع استراتيجية للمساواة بين الرجل والمرأة بخطوات مدروسة

ـ المرأة السعودية حظيت بمكانة تستحقها.. وهناك ظهور دائم لها في المحافل العلمية والإعلامية ـ لا بد من مد جسور التعاون بين المملكة ومصر لمواجهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية

 

حوار: مجدي صادق

 

هي عميدة كلية الدراسات والبحوث البيئية في ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ﺧﻼل الفترة من 1 أغسطس 2019 حتى الآن، وكانت رئيسة مجلس قسم العلوم الهندسية البيئية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية في جامعة ﻋﯾن ﺷﻣس من أغسطس 2013 حتى أغسطس 2019.

وهي كذلك، مديرة وحدة تكنولوجيا المعلومات بمعهد الدراسات والبحوث البيئية في ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس منذ عام 2009 حتى الآن.

حصلت على الدكتوراه من جامعة عين شمس.. إنها الدكتورة نهى سمير دنيا؛ عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، وكان لـ"الجوهرة" معها هذا الحوار..

كيف تُقيّمين تجربة عميدة الجامعة في مصر؟

المرأة تقلدت مناصب عديدة في مصر منذ قديم الزمن؛ حيث تقلدت منصب ملكة ووزيرة حتى فى العصر الحديث ونهضة التعليم في مصر منذ بداية القرن الماضي، وأصبح لدينا رائدات مصريات بشتى المجالات؛ منها سفيرة ووزيرة وقائد طائرة، وحتى فى المجالات الرياضية حصدت المرأة العديد من الجوائز الذهبية.

وخلال الفترة الأخيرة، حظيت المرأة المصرية بمكانة كبيرة لدى القيادة السياسية؛ حيث مكّنها الرئيس عبد الفتاح السيسي من العديد من الوزارات.

وأجد أن منصب "عميد كلية" هو شرف لي، لكنه تحدٍ كبير ويحتاج إلى إصرار للوصول لأداء المهام والخطط التي وضعتها مسبقًا لتحقيق النجاح المطلوب.

هل تتمتع السيدات بالمساواة في التعيين بالمناصب الجامعية بمصر؟

بكل تأكيد المساواة حق من حقوق الإنسان، ونحن نشعر بأننا ننال هذا الحق في ظل قيادة سياسية واعية بأهمية المساواة في تولي الأكفاء بعيدًا عن التحيز.

فخورة بأن القيادات الجامعية يتعاملون معي بكل تقدير واهتمام ويسخّرون كل الإمكانيات لتحقيق التطور المطلوب، وهذا يدل على مدى وعي وثقة القيادة بأهمية المرأة والدور الذى تلعبه.

 

كيف تنظرين إلى المرأة السعودية وما حققته من مكاسب وفقًا لرؤية المملكة 2030؟

المرأة السعودية منذ زمن لها دور كبير وأساسي في بناء الأسرة السعودية والحفاظ على التراث والعادات، وفي ظل عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان، نلحظ تطورًا كبيرًا على مستوى كل القطاعات بالمملكة العربية السعودية وأصبح للمرأة دور ريادي كبير وظهور دائم ومستمر فى المحافل العلمية والإعلامية، وأتوقع خلال فترة وجيزة أن تتولى المرأة مناصب أكثر في المملكة.

ويعجبنى اتباع استراتيجية للمساواة بين الرجل والمرأة وفقًا لخطوات مدروسة، وهذا ما يضمن تحقيقها النجاح.

ما أسباب ظاهرة التحرش في المجتمع المصري من وجهة نظرك؟

التحرش موجود في كل المجتمعات، وهو ظاهرة موجودة منذ القدم ومع تطور المجتمعات ونموها وتطور وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، تطورت تلك القضية وأخذت أشكالًا متنوعة؛ منها التنمر الإلكتروني.

وما زالت هذه الظاهرة تشغل الأوساط العلمية، ولدينا على مستوى الكلية العديد من دراسات الماجستير والدكتوراه التي تعمل على رصد أسباب تلك الظاهرة وطرق العلاج والوقاية.

هل هناك تعاون في المجال البحثي والدراسات البيئية مع جامعات سعودية؟

هناك تعاون بين مصر والمملكة في كل المجالات، ويوجد الكثير من الطلاب السعوديين الذين يحصلون على الماجستير والدكتوراه بالكلية حتى الآن.

ولكن في ظل القضايا المعاصرة،، علينا أن نفكر جديًا في مد جسور تعاون بين كلية الدراسات والبحوث البيئية الممثلة لجامعة عين شمس والجامعات العريقة بالمملكة؛ بهدف مواجهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية وصنع كوادر علمية مؤهلة لذلك ووضع الخطط والحلول.

نهى سمير

هل فكرتِ في تأسيس مركز بحثي بيئي مصري سعودى يكون بداية نواة للتعاون البحثي البيئيّ بين البلدين؟

المملكة ومصر لديهم تاريخ مشترك وتعاون مثمر منذ زمن بعيد، وهناك العديد من القضايا البيئية المشترك؛ منها: قضايا التصحر والغذاء والمياه والتغيرات المناخية والزراعة الحديثة، الحفاظ على المحميات الطبيعية وحمايتها من التهديدات البيئية، كما أن لكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية دورًا مهمًا في التعامل مع القضايا البيئية؛ من خلال تعدد التخصصات البيئية ومركز الاستشارات البينية الذي قدم العديد من المشروعات البيئية في معظم الدول العربية والإفريقية.

وهناك أيضًا تعاون علمي بين كلية الدراسات العليا والبحوث البينية مع المملكة، وحاليًا نركز على الدراسة ببرامج متنوعة عبر الأون لاين.

هل يمكن أن تصبح قضايا مثل التصحر والتغيرات المناخية بداية تعاون بحثي مع المملكة؟

التحديات البيئية تزداد يومًا بعد يوم بسرعة هائلة، فنجد أن هناك قائمة كبيرة من المشكلات البيئية أصبح على العالم أجمع أن يواجهها ويضع لها الحلول العلمية والتطبيقية اللازمة.

وهناك مجموعة كبيرة من القضايا البيئية؛ منها:التصحر وندرة المياه خلال الفترة المقبلة، تقلص الغابات وتلوث البحار وارتفاع منسوب المحيطات، تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون، وازدحام المدن والزيادة السكانية والمخلفات الصلبة والسائلة، وانقراض بعض الحيوانات، وقضايا الطاقة البديلة والمتجددة، وقضايا استهلاك المياه والتغيرات المناخية والهجرة والبطالة وتلوث التربة الزراعية وتلوث الغذاء، وقضايا مثل التلوث النفسي والتلوث الأخلاقي والتلوث البصري والسمعي.. وغيرها من القضايا البيئية التي أصبحت تشكل ضغطًا على كوكبنا.

وهذا ما يجعلنا نفكر سريعًا في صنع تكتلات إقليمية عالمية تواجه تلك القضايا والمشكلات البيئية، ووضع الحلول والاستراتيجيات لمواجهتها.

اقرأ أيضًا: الفنان مهند الباشي: الفن التشكيلي ليس “حرفة” بل حقل للإبداع المستمر ولا نمطية فيه