حوار| داما الكردي: ضد المساواة مع الرجل.. والمرأة ما زال أمامها طريق طويل لتنال حقوقها كاملة

الإعلامية العربية أثبتت قدرتها على بناء مجتمعها وإيصال الرسائل الهادفة

الإعلام هو البوابة الذهبية للمرأة الأردنية إلى المجتمع وفرض وجودها

وسائل التواصل الاجتماعي سبب "تصدع" إعلامنا العربي.. ووراء ارتفاع نسب الطلاق

حوار: مجدي صادق

إنها معدة ومقدمة برامج أردنية، قدمت عدة برامج في التلفزيون الأردني والمصري، وتولت تغطية الكثير من المؤتمرات في الأردن والخارج، وأجرت العديد من المقابلات الحصرية مع شخصيات سياسية واقتصادية بارزة، ونظمت ورشًا إعلامية كمدرب إعلامي في مركز الإعلاميات العربيات.. إنها الإعلامية الأردنية داما الكردي.

أكدت داما الكردي في حوارها لـ"الجوهرة"، أن الإعلام الأردني هو البوابة الذهبية لدخول المرأة وفرض وجودها على المجتمع، حتى أصبحت نسبة الإعلاميات تفوق الإعلاميين من الشباب، وأوضحت أن الأيام القادمة ستثبت قدرة المرأة السعودية على تحقيق المزيد من النجاحات. علامات استفهام عديدة كانت على "طاولة" الحوار مع الاعلامية داما الكردي.. فإلى نص الحوار:

كيف ترين المرأة العربية في مجال الإعلام العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص؟
تمكنت المرأة العربية من إيجاد موقع متميز لها في عالم الإعلام، وأثبتت أنها قادرة على المساهمة في بناء مجتمعها؛ من خلال الرسالة الإعلامية الهادفة.

بشكل عام هناك الكثير من الإعلاميات اللواتي تمكن من حجز مكانة مرموقة لهن في عالم الإعلام، وما نراه من "نشاز" مؤخرًا لا يؤثر في أهمية وجود المرأة الإعلامية وما أسهمت به منذ سنوات؛ حيث إن المُشاهد يستطيع التمييز بين الغث والسمين.

هل استطاعت المرأة الأردنية أن تفرض وجودها على مجال الإعلام؟
استطاعت الإعلامية الأردنية، منذ انطلاق الإذاعة الأردنية وبعدها التلفزيون الأردني، إيصال رسالتها للمجتمع من خلال الميكروفون وعبر سنوات من العمل الجاد والمتميز؛ حيث استعانت القنوات الفضائية العربية بالخبرات الإعلامية الأردنية على مر السنوات لنجدها تحلق في سماء الفضاء العربي؛ لذلك فإن الإعلامية الأردنية خطت طريقها بنجاح وتميز؛ الأمر الذي جعل منها حجر أساس مهمًا في بناء المجتمع وتطوره.
ما هو سر نجاح المرأة الأردنية العاملة في الإعلام رغم التوجه الذكوري داخل مجتمعاتنا الشرقية؟
نكاد نجزم بأن عدد الإعلاميات أكبر من عدد الإعلاميين الشباب، فمن خلال الجدية والالتزام في العمل تمكنت الإعلامية من فرض وجودها وسط المجتمع الأردني، وهذا ينطبق على جميع مناحي الحياة؛ حيث إن المرأة الأردنية ساهمت جنبًا إلى جنب الرجل في بناء الدولة منذ بداية تأسيسها، وهنا نستذكر _والأردن يدخل المئوية الثانية من عمر الدولة_ دور المرأة الأردنية على الدوام في بناء مجتمعها؛ لذلك فالمرأة تمكنت من تحقيق المساواة في الحقوق وخاضت غمار العمل في كل القطاعات؛ ومنها الإعلام الذي يُعد البوابة الذهبية للإعلامية الأردنية إلى المجتمع وتأكيد وجودها.
كيف ترين المرأة السعودية في ظل المكاسب التي حصلت عليها؟
حققت المرأة السعودية مكاسب كبيرة مؤخرًا؛ إذ اقتحمت قطاعات كثيرة كانت حكرًا على الرجال؛ لذا فأنا أرى أن لها بصمة مهمة وأعتقد أن لديها قدرات كبيرة على المساهمة وبشكل فاعل في مجتمعها مع الرجل، والأيام القادمة ستثبت قدرتها على تحقيق المزيد من الإنجازات واستغلال الفرص المتاحة لها لإثبات ذاتها.
هل حققت المرأة العربية مكاسب رغم الفكر الذكوري السائد؟
بالتأكيد حصلت على الكثير من حقوقها، إلا أنها ما زالت حتى اليوم تعاني من قوانين الأحوال الشخصية؛ والحصول على حقوقها بعد الطلاق على سبيل المثال.

أنا شخصيًا ضد المساواة مع الرجل، ولكني مع العدالة في الحصول على الحقوق؛ لذلك أعتقد أن المرأة ما زال أمامها طريق طويل لتحقيق العدالة في المجتمع، وأدرك تمامًا أهمية الأدوار التي تؤديها المرأة، سواء كانت أمًا أو ربة منزل أو عاملة في أي من القطاعات، وهي تمتلك قدرات خارقة على التنسيق بين منزلها وأبنائها وعملها.

كيف نستطيع مواكبة المتغيرات السريعة في الأدوات الإعلامية؟
التحولات كبيرة في عالم الإعلام والأدوات تغيرت وبشكل متسارع؛ لذا علينا أن نفرق هنا بين الإعلام الرسمي والإعلام الخاص؛ حيث يعمل الأول ضمن أطر مختلفة ومواكبة التغيرات في أدواته يكاد يكون صعبًا والمهمة بينما الإعلام الخاص يعتمد مصادره الخاصة ولا يضيره التغيير، وهذا لا يعني أنني أنتقد الإعلام الرسمي، بل على العكس أنا مع التأخر في الخروج بالخبر حتى التأكد منه؛ حيث إن المهنية تقتضي الدقة والتصريحات الرسمية أكثر من الاهتمام بالعاجل.

لذلك؛ يجب أن نراعي أن هناك أدوات باتت في يد المواطن الصحفي اليوم لا يجوز الاعتماد عليها في كل الأحوال، ولكل أداة إيجابياتها وسلبياتها.

شخصيًا، أعتقد أن مواكبة التغير في الأدوات بات مهمًا ولكن ضمن الرسالة الإعلامية.

داما الكردي

هل تُعد وسائل التواصل الاجتماعي سبب تصدع إعلامنا العربي وما انعكس على مجتمعاتنا العربية؟
رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت لها إيجابيات ومكنتنا من التواصل مع محيطنا، إلا أنها أثرت سلبًا في قطاع الإعلام؛ حيث إن الكثير من المتابعين جعلوها مصدرهم الرئيس للخبر، ولكن المعاناة الأكبر اليوم هي عدم المصداقية وتناقل الخبر دون التحقق من صحته، وما نشاهده من بعض السلبيات في مجتمعنا له علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي التي لم يحسن البعض استخدامها في مسارها الصحيح؛ لذلك هي ساهمت بالفعل في تصدع إعلامنا العربي وأثرت بالتالي في أفراد المجتمع الذين صاروا ينقادون وراء التشكيك والتقليد لهذه الوسائل.
يُقال أيضًا إن وسائل التواصل الاجتماعي أحد أسباب ارتفاع نسبة العنوسة والطلاق في مجتمعاتنا العربية.. ما رأيك؟‏
منذ سنتين أنجزت فيلمًا وثائقيًا يناقش أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في الأردن، وكان من ضمن الأسباب، التي أكدها بعض خبراء علم الاجتماع، وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث باتت الشغل الشاغل للكثيرين الأمر الذي ساهم في حدوث برود في العلاقات بين الأسرة، ومنها الزوجان، وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها أثرت بالتأكيد في ارتفاع نسب الطلاق.

أما العنوسة، فإن ما تراه الفتيات على وسائل التواصل الاجتماعي رفع من سقف توقعات بعضهن ووضعهن أمام خانة رفض المتقدمين ومقارنتهم بما يحدث أمامهن على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء المتطلبات المادية أو المبالغة في إظهار المشاعر التي يكون سببها الأول جذب المتابعين.

ظهرت قضايا لم تكن موجودة من قبل في مجتمعاتنا العربية المحافظة، مثل التحرش والتنمر.. منْ المسؤول عنها؟
الجميع أسهم في تفشي مثل هذه الظواهر في مجتمعاتنا والمسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا: أهالي، مدارس، إعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، فعندما نناقش التنمر على الشاشة بطريقة خاطئة أو نتداول مقاطع لتنمر البعض فذلك يزرع الضغينة في قلوب الكثيرين؛ الأمر الذي يدفعهم إلى التنمر على من حولهم.

وما يتابعه أبناؤنا اليوم على الشاشات يدفع بهم إلى التحرش، خاصة مع ارتفاع تكاليف الزواج وعدم قدرة الشباب على الإيفاء بالتزاماته المادية، أما الإعلام الذي يناقش ويسلط الضوء بشكل خاطئ، في الوقت الذي بات فيه الظهور الإعلامي وجذب المشاهدين هو الأولوية، لم يعد قادرًا على حل قضايا المجتمع، والتي يأتي التحرش والتنمر على رأسها.

اقرأ أيضًا: حوار| الضابط البحري جومانا الخولي: ما زلت أحلم بالعمل على سفينة Tanker