يعاني ما يصل إلى ثلث البالغين من حساسية العطور، والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض مثل: صعوبة التنفس والصداع وتهيج الجلد. وتصف الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية العطور بأنها السبب الرئيسي لالتهاب الجلد التماسي التجميلي.
كيف تعالج حساسية العطور؟ أفضل طريقة لذلك هي تجنب المنتجات المعطرة، خاصة تلك المصنوعة من المواد الكيميائية الاصطناعية.
لكن قد يكون من الصعب تجنب جميع المنتجات المعطرة؛ نظرًا لشعبيتها. حتى إن بعض المنتجات التي تحمل علامة “غير معطرة” أو “خالية من العطور” تحتوي على مكونات معينة، مثل: الزيوت أو الأعشاب، والتي قد تكون مزعجة لبعض الأشخاص.
لذا نقدم عدة خطوات لتقليل تعرضك للعطور عندما يكون تجنبها مستحيلًا.
ما هي حساسية العطور؟
حساسية العطر هي رد فعل سلبي تجاه المنتجات المعطرة، والتي يمكن أن تشمل منتجات التجميل والعناية المنزلية والشخصية.
هل تعلم أنه يتم استخدام أكثر من 5000 عطر مختلف في المنتجات اليوم؟
في أغلب الأحيان يتفاعل الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه العطور مع المنتجات التالية:
- العطور ورذاذ الجسم والكولونيا.
- معطرات الجو.
- منظفات الغسيل.
- حلول التنظيف.
- غسول الجسم ومستحضرات التجميل الأخرى.
- منتجات العناية بالشعر، مثل: الشامبو، ومثبت الشعر وما إلى ذلك.
- الزيوت العطرية والمنتجات المختلفة المصنوعة من هذه الزيوت، مثل: الشموع ولوازم التنظيف ومصل الوجه.
- المبيدات الحشرية.
ما أسباب حساسية العطور؟
لا يدرك معظم الناس أن “العطر” الموجود في المنتجات الشخصية أو المنزلية هو في العادة مزيج كيميائي من عشرات بل مئات المواد الكيميائية. وتنبعث من المنتجات المعطرة المركبات المتطايرة المختلفة التي يتم استنشاقها أو ملامستها للجلد أو العينين، بما في ذلك بعض المركبات التي تعد ملوثات للهواء.
في بعض الحالات تحتوي هذه المنتجات على زيوت أساسية مفيدة للصحة عادةً عند استخدامها بشكل صحيح، ولكن بعض الأشخاص حساسون لروائحها وتأثيراتها. وقد يكون هذا بسبب عوامل وراثية أو حساسية أو أسباب أخرى.
ويحتوي بعض المنتجات المعطرة على مواد كيميائية معروفة بخطورتها، مثل: الفورمالديهايد والأسيتالديهيد.
لسوء الحظ قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كنتِ تتعرضين لعطور مزعجة أو غيرها من الروائح؛ حيث لا يُشترط على الشركات المصنعة إدراج جميع المكونات على ملصقات منتجاتها. يمكنك عادةً معرفة ما إذا كان المنتج مزعجًا من خلال حاسة الشم أو الاتصال بالشركة المصنعة أو البحث على موقعها الإلكتروني.
والمكونات الكيميائية التالية هي من بين المواد الأكثر احتمالًا للتسبب في الأعراض:
- طحلب البلوط المطلق.
- ايزو يوجينول.
- يوجينول.
- كحول القرفة.
- ألدهيد القرفة.
- هيدروكسي سيترونيلال.
- جيرانيول.
- ألدهيد أميل سيناميك.
- غنائي.
- السيترال.
- فارنيسول.
- الكومارين.
- سيترونيلال.
- ألفا هيكسيل سينامالدهيد.
هل يمكن أن تكون لديك حساسية من العطور؟
تكون لدى من يعانون من أعراض حساسية العطور ردود أفعال تحسسية تجاه بعض المواد الكيميائية أو مجموعة من المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات المعطرة. وعادة ما يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإصابة بالربو أو الحساسية أو اضطرابات الجهاز التنفسي الأخرى أكثر عرضة لذلك.
والحساسية هي “تفاعلات مناعية مبالغ فيها أو مرضية (مثل العطاس، وصعوبة التنفس، والحكة، أو الطفح الجلدي) للمواد، أو المواقف، أو الحالات الجسدية”.
وهناك نوعان رئيسيان من أعراض الحساسية الناتجة عن حساسية العطور: أعراض حساسية الجهاز التنفسي وأعراض حساسية الجلد. وأفضل طريقة لمنع حساسية العطور هي إزالة المادة المسببة للحساسية أو حجبها أو تجنبها.
الأعراض
تشمل الأعراض التي يمكن أن تسببها حساسية العطور ما يلي:
- مشاكل في التنفس/الجهاز التنفسي، بما في ذلك: السعال وضيق التنفس وتفاقم أعراض الربو.
- عيون دامعة.
- الصداع النصفي.
- طفح جلدي، وكذلك الشرى، ووخز والتهاب الجلد.
- اضطراب في المعدة.
- التأثيرات العصبية في بعض الحالات الشديدة.
وقد يكون لهذا النوع من الحساسية أيضًا عنصر عاطفي واجتماعي.
على سبيل المثال: قال أحد الخبراء لمجلة الصحة : ”يشعر بعض الأشخاص بأنهم لا يستطيعون دخول المراحيض العامة أو المشي داخل المتاجر؛ لأنهم لا يريدون المخاطرة بالإصابة بنوبة ربو؛ ما يجعل حساسية العطور ليست مجرد مشكلة صحية، بل مشكلة اجتماعية واقتصادية أيضًا”.
الإحصائيات والحقائق
ما مدى شيوع حساسية العطور؟ توصلت نتائج دراسة أجريت في أستراليا ونشرت في مجلة Preventive Medicine Reports إلى أن حوالي ثلث المشاركين عانوا من مشكلة صحية واحدة أو أكثر نتيجة التعرض للمنتجات المعطرة.
حتى إن بعض المشاركين أصيبوا بردود أفعال شديدة تجاه المنتجات المعطرة؛ ما تسبب في ظهور أعراض قوية، مثل صعوبة التنفس.
وكشفت الدراسة نفسها أيضًا عن الإحصائيات التالية حول انتشار الأعراض الشائعة المرتبطة بحساسية العطور:
- أفاد 17% من المشاركين بأنهم عانوا من صعوبات في التنفس بسبب بعض العطور، في حين أفاد 14% بأعراض مخاطية (مثل الاحتقان والعيون الدامعة).
- يعاني حوالي 10% من الأشخاص من الصداع النصفي ومشاكل الجلد.
- أبلغ نحو 8% عن تعرضهم لنوبات الربو، وقال نفس العدد إنهم غابوا عن العمل بسبب الأعراض الناجمة عن التعرض للعطور في مكان العمل.
- أكد ما بين 3% و5% معاناتهم من مشاكل في الجهاز الهضمي، أو أعراض إدراكية أو عصبية (الدوخة أو الإغماء، وصعوبة التركيز، وما إلى ذلك).
وتوصلت دراسات بحثية أخرى إلى أن ما بين 17% و20% من عامة سكان الولايات المتحدة أفادوا بمعاناتهم من صعوبات في التنفس أو صداع أو مشاكل صحية أخرى عند تعرضهم لمعطرات الهواء ومزيلات الروائح.
وعندما سُئل المشاركون في إحدى الدراسات عن تفضيلاتهم المتعلقة بالعطور في البيئات الداخلية كانت إجاباتهم على النحو التالي:
- 42.8 % يؤيدون سياسة عدم استخدام العطور في مكان العمل.
- 43.2 % يفضلون أن تكون مرافق الرعاية الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية خالية من العطور.
- 57.7 % يفضلون السفر على متن طائرة دون ضخ هواء معطر عبر مقصورة الركاب.
- 55.6 % يفضلون الإقامة في فندق دون هواء معطر.
العلاجات
كيف تعالج حساسية العطور أو غيرها من ردود الأفعال السلبية؟ إليك بعض التوصيات وفقًا لكبار الخبراء:
1. تجنبي الروائح الاصطناعية
يسبب العديد من المنتجات المعطرة في انبعاث ملوثات ضارة بالهواء. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي الروائح الاصطناعية إلى حدوث ردود أفعال سلبية بسبب المواد الكيميائية التي تحتوي عليها، والمزعجة للجيوب الأنفية.
لتقليل تعرضك للأشعة فوق البنفسجية تخلصي من الأشياء التالية في روتين جمالك، ومنزلك، وسيارتك ومكتبك:
- معطرات الجو.
- الشموع ذات العطور الاصطناعية.
- مواد التنظيف ذات الروائح القوية.
- مستحضرات التجميل/ منتجات العناية الشخصية ذات الروائح القوية.
تساعد وكالة حماية البيئة الأمريكية المستهلكين في تحديد منتجات التنظيف وغيرها الآمنة لصحة الإنسان والبيئة.
وتنشر أيضًا معلومات حول العديد من منتجات التجميل والمنتجات المنزلية، والتي تستحق التحقق منها إذا كنت تعاني من أعراض الحساسية.
ويعد تناول الكيرسيتين علاجًا آخر مفيدًا للحساسية قد يساعد في تقليل رد فعلك تجاه العطور. وهو أحد مضادات الأكسدة التي توجد بشكل طبيعي في الأطعمة النباتية، مثل: الخضراوات الصليبية (البروكلي أو القرنبيط)، والبصل، والثوم، والشاي الأخضر، والحمضيات.
وباعتباره من مركبات الفلافونويد الحيوية فإنه يساعد في تثبيت إطلاق الهيستامين ويساعد بشكل طبيعي في السيطرة على أعراض الحساسية، خاصة الناجمة عن فرط النشاط في الجهاز التنفسي.
2. استخدمي المنظفات الطبيعية في منزلك
إذا كان استخدام منتجات التنظيف المعطرة في منزلك يؤدي إلى ظهور الأعراض لديك فحاولي استخدام حلول بسيطة مثل: الخل وصودا الخبز لتنظيف ومسح المطبخ والحمام.
إذا لم تتفاعل معه بشكل سيئ يمكنك أيضًا تجربة وضع عدة قطرات من زيت الأوكالبتوس في جهاز نشر الروائح بمنزلك حتى تتمكنين من استنشاقه للمساعدة في تنظيف الممرات الأنفية وتطهير الهواء من المواد المسببة للحساسية. يمكن أيضًا استخدامه في منظف الغسيل المصنوع منزليًا كعامل مضاد للميكروبات.
3. تحديث منتجات التجميل الخاصة بك
إذا كنتِ تعانين من حساسية العطور يجب استبدال منتجات العناية بالبشرة والشعر والجمال المعطرة بمنتجات خالية من العطور. قد يكون من الصعب العثور على منتجات للعناية الشخصية غير المعطرة في معظم المتاجر؛ ما يعني أن صنعها بنفسك الخيار الأفضل لك.
يمكنك استخدام المكونات المتوفرة بسهولة، مثل: زيت جوز الهند والسكر وزيت الأرجان وخل التفاح والصبار، لصنع المنظفات والمصل والتونر والبلسم وما إلى ذلك في المنزل.
وإذا كنت تتحملين الزيوت العطرية فلا تترددي في إضافة القليل من زيت اللافندر أو البابونج أو اللبان لمزيد من الفوائد.
4. تحدثي عن حساسيتك في العمل
توصلت بعض الدراسات الاستقصائية إلى أن حوالي ضعف عدد الأشخاص يفضلون البيئات الداخلية الخالية من العطور مقارنة بالبيئات المعطرة.
لذا إن كان ذلك يعوق قدرتك على العمل فتحدثي مع زملائك في العمل أو قسم الموارد البشرية حول الحاجة إلى تقليل الروائح غير المباشرة في مكان عملك (مثل: الشموع ومعطرات الهواء وبخاخات إزالة الروائح أو حتى عطور الآخرين). إذا لم يكن ذلك متاحًا فقد يتمكن صاحب العمل من إبعادك عن مصدر العطر بدلًا من ذلك، أو يمكنك التفكير في اتخاذ خطوات مثل: تعديل جدولك، أو استخدام جهاز تنقية الهواء في مكتبك؛ أو إبقاء النوافذ مفتوحة أو استخدام المراوح.
لمزيد من المعلومات حول حقوقك في العمل فيما يتعلق بتجنب الروائح المزعجة، يمكنك الرجوع إلى موقع شبكة توفير أماكن العمل.
نصائح أخرى
وفيما يلي بعض النصائح والعلاجات المنزلية الأخرى لإدارة رد فعلك تجاه الروائح داخل المنزل:
- احرصي على إبقاء النوافذ مفتوحة لتحسين التهوية عندما تكونين في الداخل.
- لا تتسوقي إلا في المتاجر التي لا تستخدم الشموع والعطور، واحذري عند تجربة الملابس التي تم رشها بالعطور.
- إذا لم تتمكني من تجنب الروائح في أماكن معينة ففكري في ارتداء قناع للوجه للمساعدة في تقليل كمية الروائح التي تتعرضين لها.