بينما يحتفي المجتمع العالميّ والمملكة العربية السعودية بالشهر العالميّ للزهايمر في سبتمبر. ينصب التركيز على معالجة الانتشار المتزايد لمرض الزهايمر في المملكة. وبحسب وزارة الصحة السعودية فمن المتوقع أن ترتفع حالات الإصابة بمرض الزهايمر على نحو ملحوظ مستقبلًا.
الأمر الذي يتطلب تطوير عاجل لإطار عمل عالمي للعلاجات الجديدة. والتعاون الوثيق مع جميع المعنيين سواء أكانوا من المرضى أم مختصي الرعاية الصحية أم الجهات المنظمة لصناعة الأدوية. وذلك لضمان التعامل مع التحديات من خلال مقاربة تشاركية.
مرض الزهايمر
يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فمن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص ممن يعانون الخرف إلى 139 مليون بحلول عام 2050.
وبمناسبة الشهر العالمي للزهايمر، توضح الدكتورة غابرييل والكوت بيدو؛ مساعد العميد للشؤون الأكاديمية والطلابية، والأستاذ المشارك من قسم علم وظائف الأعضاء، وعلم الأعصاب، والعلوم السلوكية في جامعة سانت جورج. أهمية فهم هذا المرض العصبي التنكسي، وأهم التدابير الوقائية المتعلقة به.
حقائق عن المرض
يسبب مرض الزهايمر تدهورًا بطيئًا في الذاكرة، ويزداد سوءًا بمرور الوقت؛ ما يؤدي إلى تلف خلايا المخ تدريجيًا. ويحدث هذا بسبب تراكم بروتينات غير طبيعية. ولكن المصابين بمرض الزهايمر قد يعيشون لأكثر من عشر سنوات دون أعراض واضحة.
وعند موت خلايا الدماغ، يهاجم المرض المنطقة المسؤولة عن الذاكرة؛ لذلك فإن فقدان الذاكرة، وخاصة الذكريات الأخيرة، هي من الأعراض المبكرة في الغالب.
مشكلة صحية عالمية
يعد مرض الزهايمر أكثر شيوعًا مما يتوقع الكثيرون، فهو مسؤول عن نسبة تصل إلى 80% من إجمالي حالات الخرف لدى كبار السن. ويؤثر في أكثر من 50 مليون شخص بالعالم. وتقدّر وزارة الصحة السعودية عدد المصابين بالزهايمر في المملكة بنحو 130 ألف شخص، إلا أن الوعي بأهمية الكشف المبكر والرعاية لا يزال محدودًا.
الأسباب والوقاية
رغم إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث المكثفة، لا يزال السبب الدقيق لمرض الزهايمر غير مفهوم تمامًا. ولكن العلماء يعتقدون أن المرض ينتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة إلى أسلوب الحياة.
وقد سلّطت الكثير من الدراسات الضوء على دور نمط الحياة الصحي في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر أو تأخير ظهوره. مثل:
النظام الغذائي الصحي: تؤدي التغذية دورًا مهمًا في صحة الدماغ. وقد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والمكسرات والألياف في تقليل خطر الإصابة بالمرض.
النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مفيدة للجسم والدماغ على حد سواء؛ حيث تساعد الأنشطة، مثل: المشي، أو السباحة، أو اليوجا في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، وتقليل خطر فقدان الذاكرة.
التفاعل والتواصل الاجتماعي: البقاء على تواصل مستمر مع الآخرين من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية يفيد صحة الدماغ. فالنشاط الاجتماعي يمكن أن يساعد في حماية الدماغ من خطر الإصابة بالمرض، سواء عبر قضاء الوقت مع الأسرة أو الانضمام إلى نادٍ محليّ أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
يبقى مرض الزهايمر مشكلة صحية حرجة على الصعيد العالميّ وفي المملكة العربية السعودية أيضًا. وتواصل المملكة التعاون ودعم الجهود الدولية لتحسين مستوى الرعاية وزيادة الوعي وتطوير البحث حول هذا المرض كجزء من مبادراتها المتزامنة مع الشهر العالميّ للزهايمر.