جمعية مودة الخيرية.. تركز برامجها على "المطلقات" ومن في حكمهن وتسعى إلى تمكينهن من حقوقهن

صممت برامج تمكّن المطلقة على تخطي تجربة الطلاق ومواجهة آثاره
تميزت بأسبقية إطلاق المشاريع والبرامج الحقوقية الفريدة على مستوى المملكة
كتب: سميح جمال

تصنّف جمعية مودة، باعتبارها جمعية أسرية تنموية متخصصة بقضايا الطلاق، وتعنى باستقرار الأسرة السعودية وصحتها في جميع الأحوال، وترتكز برامجها على النساء المطلقات ومن هن في حكمهن من المعلقات والمهجورات وأبنائهن، وتسعى بالتكامل مع الجهات المعنية إلى تمكينهن حقوقهن.

وتقر جمعية مودة من خلال رؤيتها، التأسيس لمفهوم الأسرة المترابطة والواعية، وصولًا إلى مجتمع آمن ومستقر، وإيجاد المشاركة القيادية الفاعلة، وفق حلول مبتكرة ومستدامة للحد من الطلاق وآثاره.

أهداف استراتيجية

في إطار اهتمام الجمعية بقضية المرأة ومشاكلها المتعلقة بالطلاق، أطلقت "مودة" حزمة من الأهداف الاستراتيجية، لتمكين المرأة المطلقة من حقوقها ومعالجة قضايا الأسرة، وعملت الجمعية على بناء مجتمع واعٍ بأسباب تماسك الأسرة ونواقضها وكيفية الحد من الطلاق ومعالجة آثاره، ووضعت منظومة متكاملة من التشريعات والإجراءات المنظمة للعلاقات والحقوق الأسرية، بجانب تصميم برامج تجعل المطلقة ومن هي في حكمها، قادرة وأبنائها على تخطي تجربة الطلاق ومواجهة آثاره.

خدمات "مودة"

تقدم جمعية مودة، عددًا من الخدمات الوافرة، وصولًا إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتعمل على تقديم الاستشارات القانونية والدعم الحقوقي، وتقديم الاستشارات الاجتماعية، والتدريب المهني والحرفي، وبرامج التأهيل الوظيفي، وجلسات الدعم للتأهيل ما بعد الطلاق، بجانب تقديم المحاضرات والندوات التوعوية والتطويرية، وتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج، وتقديم دعم مباشر عبارة عن إعانات نقدية وعينية، وعمل البحوث والدراسات التي تخدم قطاع الأسرة والمرأة والمرأة المطلقة ومن هي في حكمها.

الفئة المستهدفة

وتسعى جمعية مودة تقديم خدماتها إلى الفئات المستهدفة، وأبرزها المقبلين والمقبلات على الزواج، والأسرة السعودية "بجميع أحوالها مستقرة أو مفككة"، والجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، والمطلقات ومن في حكمهن من المعلقات والمهجورات وأولادهن.

مصادر الدخل

وتعتمد "الجمعية" بشكل مباشر في تمويل مشاريعها وخدماتها على ما يردها من الصدقات والاستثمارات، والزكاة والمنح ورعاية بعض الجهات، ومساهمات العضوات، ودخل الأنشطة والفعاليات، بجانب الإعانات الحكومية وإرسال رسائل مجانية.

مشاريع "مودة"

بادرت جمعية مودة، بإنشاء تحالف خيري مكون من عدد من المؤسسات الخيرية والحكومية، لدعم دراسة الإجراءات المنظمة للطلاق وما يترتب عليه للزوجة والأبناء، وذلك في عام 2010م.

وتبنت وزارة العدل، العديد من المقترحات الدراسة، التي قدمتها الجمعية، وبدأت بتطبيقها على أرض الواقع، وتمثلت أبرز المقترحات التي تم الأخذ بها في مشروع صندوق نفقة، وتوفير مراكز مهيأة لتنفيذ أحكام الزيارة والحضانة، وقامت الوزارة بتكليف الجمعية بعمل دراسة تفصيلية لمقترحاتها عن المقبلين على الزواج.

وتميزت "مودة" بأسبقيتها في إطلاق المشاريع والبرامج الحقوقية الفريدة من نوعها على مستوى المملكة، ويعد برنامج الحاضنة القانونية للأحوال الشخصية، الذي أطلقته الجمعية، أول برنامج من نوعه يهدف إلى تأهيل خريجات الشريعة والحقوق لتقديم الاستشارات القانونية للمرأة والترافع عنها أمام القضاء في القضايا الزوجية والأسرية.

وتمكنت الجمعية كذلك من تأهيل 270 مستشارة قانونية، قدمن أكثر من 29 ألف ساعة تطوعية من الاستشارات القانونية، وعملت على التوسع في النشاط الحقوقي.

جمعية مودة الخيرية

صندوق المشورة

من إنجازات جمعية مودة، أنها بدأت مشروع صندوق مشورة للمعونة القضائية، وبلغ عدد الاستشارات القانونية المقدمة فيه عدد 3920 استشارة قانونية، وعدد المستفيدات من خدمات توفير المحامين المتطوعين 22 مستفيدة.

وبعد النجاح الذي حققه برنامج "الحاضنة القانونية للأحوال الشخصية"، وبناءً على طلب وزارة العدل، تم في العام 2014م افتتاح أول مكتب نسائي.

كما ساهم تشغيل مكاتب المساندة داخل محاكم الأحوال الشخصية بصورة مهنية احترافية، في تقبل القضاة والعاملين بالوزارة لوجود الكوادر النسائية العاملة بالمحاكم، ما مهد الطريق أمام وزارة العدل لافتتاح الأقسام النسائية بالمحاكم الشرعية وكتابات العدل بمختلف التخصصات الشرعية والقانونية والإدارية.

وحصلت جمعية مودة في عام 2014م على جائزتين من مؤسسة الأميرة صيته بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي؛ حيث كانت الجائزة الأولى في المبادرات والمشاريع الحقوقية، والثانية في الأبحاث والدراسات.

كذلك اختارت وزارة العدل، في عام 2015م جمعية مودة لتشغيل مبادرة "شمل" التي توفر مراكز تنفيذ الزيارة والرؤية والحضانة بمنطقة الرياض، وكلفت الجمعية بإعداد دراسة لتطوير مشروع "تنظيم صندوق النفقة".

تمثيل "مودة" لمنظمات المجتمع المدني

نظرًا لتميز جمعية مودة، في المجال الحقوقي، قامت وزارة العدل بتكليفها تمثيل مؤسسات المجتمع المدني لدى "هيئة الخبراء" في مجلس الوزراء، وبناءًا على التكليف، عملت "مودة" في عدد من اللجان المختصة بدراسة مشاريع القرارات المرتبطة بالأسرة، بهيئة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء، كمشاركة الجمعية فاللجنة المعنية بوضع ضوابط لتزويج القاصرات، ومشاركتها في عضوية اللجنة المختصة بدراسة توفير محامين متطوعين للترافع عن حالات العنف الأسري وتمثيل مؤسسات المجتمع المدني السعودي في المحافل الدولية.

وبادرت "الجمعية" في عام 2014، بدعم عدد من شركائها بإعداد مشروع "مدونة الأحوال الشخصي" بهدف اقتراح مرجع نظامي ملزم ينظم العلاقات الزوجية والأسرية والحقوق الناشئة عنها.

كما عملت الجمعية على إعداد مشروع النظام الإجرائي لقضايا الأحوال الشخصية، والذي تضمن قواعد إجرائية تهدف إلى تنظيم عمل المحاكم والجهات المختصة بالتعامل مع قضايا الأحوال الشخصية، لتسهيل الإجراءات المتبعة لحل المنازعات الأسرية بما يحفظ كيان الأسرة ويحمي حقوق أفرادها.

وضمن الانجازات الطويلة، سبقت جمعية مودة، بإنشاء "صندوق عون"، كصندوق خيري تنموي، يقدم أنواع الدعم من خدمات تنموية واقتصادية واجتماعية ونفسية لتأهيل الحالات المحتاجة، من المطلقات ومن في حكمهن من المعلقات والمهجورات وأبنائهن، وساهم الصندوق في تحسين الظروف المعيشية والبيئة السكنية والمساعدة في سد احتياج 89% من المتقدمات لطلب الخدمة، في حين وصل عدد المستفيدات اللاتي تم توظيفهن عن طريق الصندوق إلى 472 أسرة وعدد أفراد أسر المستفيدين من الخدمات 4900 فرد، والمستفيدات من التدريب والتأهيل المهني والحرفي وصل عدد 1167 مستفيدة، وتأهيل 1587 شاب وشابة من المقبلين والمقبلات على الزواج.

وفي إحصاءات دقيقة، قدمتها جمعية مودة، حول أعمالها واستشاراتها، حملت الاحصائيات إجمالي 4277 استشارة، في الاستشارات الاجتماعية والقانونية الهاتفية والحضورية "مكاتب المساندة القانونية"، وفي عام 2017 تم رفع مشروعي المدونة والنظام الإجرائي إلى المقام السامي بأمل الإقرار والاعتماد، وكذلك في العام 2018 انضمت جمعية مودة للفريق الاستشاري للإستراتيجية الوطنية للمرأة بالمملكة.

وحصلت جمعية مودة على شهادة "iso:9001:2015" لتقديم خدمة ذات جودة عالية تضمن رضا مستفيديها وجميع الأطراف المعنية ذات الصلة الداخلية والخارجية، وتوثيق منظومة إدارية للجودة وفق المعايير الدولية.

جمعية مودة الخيرية

جائزة جامعة الدول العربية 2020

حازت جمعية مودة الخيرية للتنمية الأسرية على جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة لعام 2020م من جامعة الدول العربية، وذلك نظير جهودها في المساهمة في المعرفة الفنية بقضايا حماية الأسرة والمرأة والطفل والأنظمة والسياسات ذات الصلة على المستوى المحلي، وما للجمعية من خبرة في مجال إجراء البحوث والدراسات حول قضايا الأسرة والمرأة، بجانب ما قدمته من مبادرات ميدانية وواقعية كخدمة للأسرة وساهمت في حل مشاكل أسرية وحققت نتائج إيجابية بالتصدي لها.

كتب الجمعية

أصدرت "مودة" في إطار اهتمامها بالنشر والتوثيق، عددًا من الكتب، تمثلت في مجموعة قلب في بيتين، الموجهة للأسر لتساعدهم على تخطي مرحلة الطلاق بسلام، وتخفف أثر الطلاق على الأبناء بمختلف مراحلهم العمرية، ووقف على إصدار المجموعة فريق من المختصين في الاستشارات الأسرية والنفسية وأدب الطفل والتربية والحديث، ومراجعتها من ناحية نفسية وشرعية، وعنت الكتب بأربعة مراحل سنية، هي رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والمراهقة والوالدان.

وامتازت المجموعة بأنها مناسبة للمجتمع السعودي، تخاطبه وتتحدث عن مشاكلة وتعكس صورته في محتواها من الكتابات والرسومات، ولغة سهله وسلسه تناسب الجميع باختلاف أوضاعهم الاجتماعية والعلمية.

أسماء الكتب

وتتكون مجموعة الكتب من كتاب "نحبك هنا وهناك، أنا ماذا سيحدث لي، سارة سعيدة بين بيتين، وكتاب الدليل الإرشادي للوالدين للتعامل والحديث مع الأبناء حول الطلاق".

وأكدت المدير التنفيذي لجمعية مودة، الأستاذة خلود التميمي، أن جمعية مودة بنت استراتيجياتها على التكامل مع الجهات الحكومية المعنية، لتقديم الحلول الشاملة للمشاكل الأسرية وتقليل الآثار قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا: الحزن عند الأطفال وكيفية التعامل مع هذا الشعور