جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.. تاريخ عريق ساهم في وصول المرأة السعودية إلى العالمية

جامعة الأميرة نورة

الأولى محليًا وإقليميًا.. والـ27 في التصنيف العالمي 2021
أنشأت أول كلية تربوية للبنات عام 1390هـ.. والأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود أول مديرة لها
لا يرتبط اسم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بمجرد جامعة هدفها تعليم الفتيات فقط، بل بتاريخ طويل وعريق من الرعاية والاهتمام والنجاحات والطموحات التي أوصلتها إلى العالمية، فأصبح اسمها يتردد على مسامع الجميع محليًا ودوليًا؛ إذ تسير بخطى واثقة نحو تحقيق طموحاتها وإظهار تميزها.

تخرج من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مثقفات وباحثات ومتخصصات، يُذكر اسمهن في المحافل الدولية وميادين العلم؛ ما يثبت نجاحها في تحقيق أهدافها،

وهي أول جامعة في السعودية للبنات؛ حيث بدأت مسيرتها باسم «جامعة الرياض للبنات»، ثم تغير إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، وتم إعدادها لتستوعب 60 ألف طالبة؛ ما يشكل أكثر من 60 % من خريجات الثانوية بالمملكة.

وتعد جامعة الأميرة نورة، جامعة شاملة للمرأة متميزة بريادتها التعليمية وأبحاثها العلمية، تسهم في بناء الاقتصاد المعرفي بشراكة مجتمعية وعالمية، وتسعى لأن تكون منارة المرأة للمعرفة والقيم.

تاريخ حافل

بدأ تاريخ جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بافتتاح أول كلية تربوية للبنات في عهد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ خادم الحرمين الشريفين، عندما أعلنت الرئاسة العامة لتعليم البنات في عام 1390هـ الموافق 1970م، إنشاء أول كلية تربوية للبنات، ثم توالى افتتاح الكليات تباعًا؛ حتى بلغ 102 كلية، ما بين جامعية ومتوسطة، وكليات مجتمع موزعة في 72 مدينة سعودية، تضم نحو 600 ألف طالبة.

بلغ عدد الكليات في مدينة الرياض فقط، ست كليات وهي: «التربية للأقسام الأدبية، التربية للأقسام العلمية، التربية إعداد المعلمات، الخدمة الاجتماعية، الآداب، والتربية للاقتصاد المنزلي».

وفي عام 1427هـ، صدر أمر ملكي بإنشاء أول جامعة للبنات بالرياض، تحت إشراف وزارة التعليم العالي، تضم الكليات الست الكائنة بالمدينة بعد إعادة هيكلتها، بجانب إنشاء كليات جديدة تخدم مسيرة التنمية وتدعم تعليم المرأة؛ بتفعيل الجامعة رسميًا في عام 1428هـ بتعيين أول مديرة لها؛ سمو الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود.

وفي العام ذاته، وافق المقام السامي الكريم على ما اتخذه مجلس التعليم العالي من قرار، بناءً على المشروعات التي تقدمت بها الجامعة بإنشاء كليات: «الصيدلة، التمريض، العلاج الطبيعي، ورياض الأطفال» في كل من مدينة الرياض ومحافظة الدوادمي، وكلية اللغات والترجمة الفورية في مدينة الرياض، بالإضافة إلى كليات «العلوم، علوم الحاسب والمعلومات، والإدارة والأعمال».

34 كلية

وتوالى افتتاح كليات في مختلف المحافظات؛ حتى أصبحت تضم 34 كلية، مع انتشارها في جميع مراكز ومحافظات منطقة الرياض، حتى وافق خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي بالتوجيه البرقي الذي اتخذه مجلس التعليم العالي بخصوص نقل الإشراف على كليات البنات الواقعة في المحافظات خارج مدينة الرياض والتابعة لمنطقة الرياض من جامعة الرياض للبنات «جامعة الأميرة نورة» إلى جامعة الملك سعود وعددها 21 كلية.

استمرت الجامعة تشرف أكاديميًا على جميع الكليات خارج مدينة الرياض؛ حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1429/1430 هـ، ثم نقل الإشراف عليها أكاديميًا إلى جامعة الملك سعود، واستمر إشراف الجامعة عليها إداريًا وماليًا حتى تاريخه.

وبعد مرور عامين فقط على إنشاء أول جامعة للبنات في الرياض، وضع خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم 29/10/1429هـ، حجر الأساس للمدينة الجامعية، وغُيّر اسمها إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، نسبة إلى شقيقة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله.

مبادرات وإنجازات

تحرص الجامعة على القيام بمبادرات تعليمية وتثقيفية، انطلاقًا من رؤية 2030، بالإضافة إلى الدورات والخدمات المهنية التي تقدمها؛ بهدف زيادة نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، فضلًا عن معارض الإبداع الفني.

ومن أهم المشاريع التي تقدمها الجامعة: مشروع أمومة الذي يقوم على توعية الحامل، وتثقيفها، وكيف تُعني بصحتها وصحة الجنين خطوة بخطوة طوال أشهر الحمل، مع متابعة الحمل والولادة وحساب أشهر الحمل.

وحققت الجامعة العديد من الإنجازات المحلية والعالمية، آخرها المرتبة الأولى محليًا وإقليميًا، والمرتبة الـ27 عالميًا، في التصنيف العالمي 2021 ” THE- University Impact Ranking في نسخته الثالثة، والمرتبة الأولى عالميًا في الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة «المساواة بين الجنسين»؛ كونها أكبر جامعة نسائية في العالم تركز على تأهيل وتمكين المرأة للمشاركة في التنمية وصنع القرار.

ويعكس تقدم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في النسخة الثالثة للتصنيف، مدى اهتمامها بالاستدامة؛ بتحقيقها عددًا من المعايير والمؤشرات في مختلف الأنشطة والممارسات بمجالات التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

اقرأ أيضًا: شيهانة العزاز.. اسم لامع في المجال القانوني ونموذج لنجاح المرأة السعودية