تتألق منطقة جازان في جنوب المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية فريدة، تحتضن بين جنباتها كنوزًا من التراث الثقافي العريق وتكوينات صخرية مهيبة، مثل صخرة وادي “لجب” التي تشهد على حقب زمنية موغلة في القدم.
وبينما كشفت الأيام عن بعض هذه المعالم الساحرة، لا يزال الكثير منها ينتظر من يزيح الستار عن جماله الخفي، وهي تكوينات نحتتها الطبيعة وحدها عبر آلاف السنين، لتضفي على المنطقة سحرًا خاصًا يجذب إليه أنظار عشاق الطبيعة والباحثين عن الجمال الأصيل.
وادي “لجب”
وفي قلب محافظة الريث، يبرز وادي “لجب” بجماله الأخاذ، شامخًا بين جبال المنطقة، ليضم بين عجائبه صخرة فريدة من نوعها، أسرت الألباب بتكوينها الشبيه برأس الإنسان. حتى إن البعض يرى فيها تجسيدًا طبيعيًا لتمثال “أبو الهول” الشهير، بتفاصيل دقيقة تجسد عظمة الخالق وإبداع الطبيعة. هذه الصخرة الشامخة هي نتاج عمليات تعرية وتجوية طويلة الأمد، نحتتها مياه الأمطار والرطوبة عبر عقود مديدة، لتنتج أشكالًا ساحرة ورسومًا طبيعية تأسر الناظرين من بعيد.
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس “وادي لجب، هي جوهرة ثمينة تتلألأ في أعلى قمة الجبال المحيطة بالوادي، على ارتفاع شاهق يقارب 200 متر عن قاعه. هذا الموقع الإستراتيجي يجعلها تبرز بوضوح، وكأنها حارس أمين يراقب الوادي من علياء. ويشير إلى أن هذه الصخرة الفريدة تحمل أسماءً عدة في ذاكرة السكان المحليين، منها “خشم لجب” و”صخرة لجب” و”قمقوم لجب”، وكل اسم يحمل في طياته دلالة على شكلها وموقعها المميز.
صخرة وادي لجب معلم سياحي
ويزداد جمال هذه الصخرة سحرًا وروعةً في موسم الأمطار. حين تتساقط قطرات الماء من فتحتين طبيعيتين فيها، لتشكل منظرًا خلابًا يشبه الدموع المتساقطة. مضيفةً لمسة فنية طبيعية إلى المشهد البديع. ويعتبر الأهالي هذه الصخرة معلمًا سياحيًا بارزًا في وادي لجب. إلا أن الوصول إليها يتطلب بذل جهد بدني لا يستهان به؛ ما يحول رحلة الوصول إليها إلى مغامرة سياحية ممتعة بحد ذاتها. خاصة بالنسبة للرحالة ومحبي الاستكشاف. ويوفر الطريق إلى الصخرة فرصة للزوار للاستمتاع بممارسة رياضة المشي والتسلق بين المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة.
إن صخرة وادي لجب ليست مجرد تكوين صخري فريد، بل هي تجسيد حي لجمال الطبيعة البكر. ورمز للتراث الطبيعي والثقافي الغني لمنطقة جازان. وتمثل هذه الصخرة وغيرها من كنوز المنطقة دعوة صريحة لتعزيز السياحة المحلية. وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية للأجيال القادمة. لتظل شاهدة على عظمة الخالق وجمال أرض جازان الخالد.