اليوجا.. طاقة الحب والنور

كتبت – لمياء حسن

إضاءة خافتة، شموع معطرة لنشر الطاقة الإيجابية، سجّاد يتلحف الأرض، في غرفة هادئة، ربما تنصت عبر جدرانها إلى القليل من الموسيقى التي تخاطب الروح قبل الجسد، بعض الفتيات يحافظن على صمتهن بعيون مغلقة، أو معاناة الأخريات في الحفاظ على موضع جسدي مرهق؛ هكذا كانت الفكرة السائدة عن رياضة "اليوجا"، التي تعتمد على التأمل، وتصفية الذهن.

وفي بعض المعتقدات السائدة، تشير الفكرة السائدة عن اليوجا، إلى طريقة فنية، أو ضوابط محددة من التصوٌف والزهد والتأمل، ما يرمي إلى خبرة روحية، وفهم عميق، أو بصيرة في الخبرات، وتعاني الفتيات من فهم اليوجا، رغم كونها طاقة حب ونور، تبعث سلامًا داخليًا، وسكينة في النفوس، ويصادف الواحد والعشرين من يونيو، اليوم العالمي لليوجا، الذي اعتمدته الأمم المتحدة بالإجماع عام 2014.

وبين التأثير النفسي والجسدي لليوجا، وبعض الآراء الخاطئة التي تراود الكثيرات عنها، أوضحت داليا عادل؛ مدربة اليوجا والكاتبة والمعالجة الروحانية، في تصريحاتها الخاصة لـ "الجوهرة"، أن تجربة ممارسة اليوجا تؤثر على حياة الفرد، وتخرجه من الاكتئاب.

أكدت "داليا عادل" أن ممارسة اليوجا تؤثر بطريقة متعددة على الحالة النفسية؛ فهي تعمل على تحسين الحالة المزاجية، وخلق حالة من الهدوء النفسي، فضلًا عن تقليل التوتٌر والقلق، لافتة إلى قدرتها على زيادة المناعة النفسية ضد كل ما نتعرّض له من تحديات في الحياة، وتزيد من قدرتنا النفسية على التعامل مع درجات الألم، الحزن، والخوف.

وأضافت مدربة اليوجا، أن ممارستها المنتظمة تعمل على تغيير الأنماط الفكرية المولّدة للقلق، والخوف، والحزن، والاكتئاب؛ ما يخلق تحوٌلًا في طريقة تعامل الإنسان مع الحياة، وليس مجرد تحسن طارئ.

ولليوجا القدرة على دعم الإنسان؛ من أجل التعافي من الصدمات، والجروح النفسية، بالإضافة إلى التخفيف من حدة الاكتئاب؛ وفقًا لما قالته داليا عادل، مشيرة إلى تجربتها الشخصية مع اليوجا؛ حيث خرجت من الاكتئاب، ونجت من محاولات الانتحار المتعددة عن طريق الممارسة المنتظمة لها.

مفاهيم خاطئة

وعن المفاهيم الخاطئة المنتشرة عن "اليوجا، أكدت داليا عادل أنه يكثر الحديث عنها تحت مسمى "الرياضة"، وهو المفهوم المغلوط لدى الناس؛ فاليوجا مدرسة روحانية تستخدم الجسد للوصول لما وراء الجسد، كما يتداول بطريقة خاطئة أن اليوجا ديانة؛ وهو المفهوم الخاطئ تمامًا؛ حيث إن الروحانيات تختلف عن الأديان.

وأضافت موضحة بعض المفاهيم الخاطئة عن اليوجا؛ حيث قالت إن ممارسة اليوجا تصلح لكل شخص أيا كان عمره، أو نوعه، أو وزنه، أو حالته الصحية، أو لياقته الجسدية، على عكس ما هو متداول أن اليوجا تصلح فقط لمن جسمه مرن، وأردفت: "قيل إن اليوجا للفتيات فقط، وهو المفهوم الخاطئ، فالرجال تمارس اليوجا أيضًا"

وردًا على تساؤل ضرورة الالتزام بوضعيات اليوجا مثلما يرونها في الصور، قالت مدربة اليوجا: "هذا خطأ كبير، لا يوجد نجاح أو فشل في اليوجا، ولا في أي من المستويات من الأداء، بل كل المطلوب أن يبذل كل شخص أقصى جهده في لحظة بعينها، بحضور تام يعمل عليه، دون الالتفات إلى المجهود".

أنواع اليوجا

كشفت داليا عادل أنه لا يوجد أنواعًا اليوجا، ولكن هناك ما نُطلق عليه "ستايل"، أو الطريقة، أو أسلوب ممارسة مختلفة، قائلة: "هناك على سبيل المثال هاتا يوجا، واشتانجا، وڤينياسا، وكونداليني يوجا، وغيرهم الكثير، فهم ينتمون إلى اليوجا إلا إن كل منهم له ستايل خاص به، وشخصية مميّزة، وهذا يساعد كل شخص يختار الستايل المناسب له، بعد أن يشعر بتأثيره عليه".

واختتمت داليا عادل تصريحاتها مشددة على ضرورة نشر الوعي بماهية اليوجا، وفوائدها على المستوى الجسدي، العقلي، النفسي، والطاقي، والروحاني؛ لجذب أكبر عدد من الناس لممارستها، حتى يتمتعون بحياة صحية وسليمة.