بعد فوزها بسباق عمّان الدولي.. خلود مختار: حان وقت الاقتناع بالتغيير

جدة – ليلى باعطية:
فازت الفارسة السعودية خلود مختار؛ بالمركز الأول في سباق عمّان الدولي بالأردن للقدرة والتحمل مسافة 80 كم.

وأقيمت المسابقة بمشاركة 8 دول مختلفة؛ لتكون الفارسة السعودية خلود مختار؛ أول فارسة سعودية تشارك بالمسابقات العربية والعالمية في ظل القرارات الأخيرة في المملكة التي تسمح للمرأة بالمشاركة في جميع المسابقات، على المستوى المحلي والعالمي.

وتنتمي الفارسة خلود لفريق المملكة للقدرة الذي شارك بسباق عمّان الدولي بالأردن، كما شارك معها من ضمن الفريق ثلاثة فرسان وفارستان، وهم (سعيد الدوسري، خالد محمد، حمزة الهاشم، خلود مختار، وأمل صالح).

حلم الفروسية منذ الطفولة

ومنذ الطفولة، كانت الفارسة السعودية خلود مختار تحلم بممارسة هواية ركوب الخيل، ومنعتها أسرتها من تلك الهواية خوفًا عليها؛ إلا أن ذلك لم يغير من رغبتها شيئًا.
نقطة الانطلاق في عالم الفروسية
كان هذا الشغف سببًا لأن تبحث عن أماكن تدريب لتلك الرياضة في السعودية، لذلك تعلمت وأتقنت الفروسية بسرعة.

وبعد عام من التدريب نصحها أحد المدربين، بعد أن لاحظ قدراتها، بالمشاركة في مسابقات ركوب الخيل وتنضم لفريق الوليد بن طلال؛ ولكنها لم تولِ هذا الأمر الاهتمام بشكلٍ جديٍّ، لاعتقادها بأنها ما زالت في بدايات الطريق.

أخذت تتنقل بين اسطبلات الخيل؛ لتزداد مهاراتها وتتقن القوانين، إلى أن جاءتها فرصة التواصل مع مسؤول من فريق الوليد بن طلال في الرياض،فاشترطوا عليها أن يتم اختبارها في سباقات التأهيل في دولة الإمارات، ومن هناك كانت الانطلاقة.

التعامل مع الانتقادات

تعرضت الفارسة السعودية خلود مختار،خلال مسيرتها، إلى الانتقادات والردود القاسية التي كانت توجّه لها، لكنها لم تولها أي اهتمام؛ لتركيزها الشديد في الوصول إلى هدفها بالشكل الذي يجعلها راضيةً عن نفسها، فهي ترى أن الذي ينتقد، ينتقد نفسه ومجتمعه.

ووصلت خلود لمرحلة تشجيع أسرتها لها بشكل كبير بخلاف ما كان حالهم في السابق، فعشقت فكرة القدرة والتحمُّل.

فارسة سعودية ودولية

استمرت خلود في التدريبات إلى أن حصلت على الرخصة الدولية التي تخوّلها للمشاركة في سباقات ركوب الخيل، فساهمت مشاركاتها الإقليمية، في أن تُسجل كأول فارسة سعودية في الاتحاد السعودي بمسمى "فارسة سعودية"، وهو لقب آخر أضافته إلى لقبها السابق "فارسة دولية".

وخلال هذه المسيرة، استطاعت الفارسة خلود مختار أن تخوض تجربتها الخاصة؛ لذلك تمنّت في أحد لقاءاتها لو أن السيدات السعوديات يسرنَ على نهجها إن كنّ يرغبنَ في تعلُّم ركوب الخيل، محفّزة إياهنّ على ممارستها، بالقول: "الرياضة ليست مقتصرة على الرجل فقط، وهي عمليًا تفيد المرأة في حياتها أكثر من الرجل؛ حيث تدعمها في بناء جسمها وعقلها وحركتها بصورة سليمة تحتاجها في تربية أبنائها".

أمنيات للمرأة السعودية

تتمنى خلود أن تحقق كل سيدة سعودية وعربية طموحاتها، وأن تقفز على كل العقبات التي تعترضها، مشيرة إلى أن رياضة ركوب الخيل تعتبر في متناول من يهواها بصدق.

وأكدت أنها على قناعة بأنه لن يتمكن أحد من تحجيم طموحات وإنجازات المرأة السعودية مهما نالت من انتقادات رافضي تقبُّل فكرة التغيير.

وقالت إن الوقت حان ليقتنع الجميع بأن التغيير حتميّ وسيتحقق مع الوقت، حتى لو تم رفضه، مستشهدة بالسيدات السعوديات اللاتي وصلنَ إلى العالمية، ولم يوقفهنّ أي عائق أبدًا.