"بسام وفائي".. رحلة فنان حمل لواء قضية الفقراء والمظلومين عبر لوحاته وأعماله الفنية

تتوقف حياة الفنان على الشغف والإلهام، فبدونهما ينعدم الفن أصلًا، بيد أنه لا إلهام بغير شغف، ومن ثم يكون الشغف هو الخطوة الأولى في طريق الفنان، فكل من لم يتابع شغفه ليس بفنان، أما بسام وفائي؛ الفنان التشكيلي السوري الأصل، فله في متابعة شغفه حكايات وأقاصيص، في التقرير التالي نتعرف على جزء من رحلته في عالم الفن والتشكيل.

النشأة وبداية الرحلة

وُلد "بسام وفائي" في مدينة حلب السورية، عام 1961م، وكان ابنًا لأسرة متوسطة الحال، وكان منذ نعومة أظفاره، هاويًا للفن، عاشقًا للرسم، إلا أنه، وبعد انتهائه من مرحلة الثانوية، التحق بكلية الحقوق جامعة حلب، بناءًا على رغبة والده، وتخرج منها أيضًا، ولعل والده أراده محاميًا ليحمل لواء قضية الفقراء والمظلومين أمام منصات القضاء، بيد أنه اختار أن يرفع لواء قضية هؤلاء، عبر لوحاته وأعماله الفنية، أمام منصة الإنسانية برمتها.

وبعد تخرجه سافر إلى إيطاليا لصقل موهبة الرسم أكاديميًا، ولم يكن يملك أقساط كلية الفنون؛ فالتحق بمعهد لاڤانتشة بميلانو، وهو في الضواحي، وكان قسطه بسيطًا، وحتى هذا لم يكن يقوى على دفعه، لكنه التقى بسيدة إيطالية تدرس في المعهد نفسه، وهي من دفعت له التكاليف، وقرر وفائي التخصص في "الواقعية التكوينية".

عاد بعد ذلك إلى سوريا لأداء الخدمة الإلزامية، ثم هاجر إلى كندا، ليلتحق بالأكاديمية الملكية الكندية للفنون التشكيلية.

مصر.. رحلة الإطلاع على فنون الشرق

كان للقاهرة من "وفائي" نصيب، إذ لا يُعقل أن يكون لفنان تشكيلي جولة في حواضر الفن، ثم يغفل عن قاهرة المعز، ففي عام ١٩٩١ جاء إلى القاهرة، وهناك، تعرف على فنان متخصص في الزخرفة الإسلامية الشرقية، ومن خلاله تعلم "بسام وفائي" فن الأرابيسك، والزخرفة الإسلامية، وكان مكان تواجد هذا الفنان المصري في "خان الخليلي" أمام الحسين، بينما كان "وفائي" مقيمًا في المهندسين.

وأقام "وفائي" في الإسكندرية لمدة سنة، في كامب شيزار تحديدًا، ثم لبث شهرين في محطة الرمل.

وتربط "وفائي" بمصر علاقة وثيقة، إذ أن والده مدفون في القاهرة في ترب الوزير حوش الشافعي، وحين كان وفائي مقيمًا في مصر، كان يذهب لزيارة قبر أبيه مرة واحدة أسبوعيًا.

إنجازات فنية

دخل "وفائي" مسابقة عالمية العام الماضي، في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية، في فيكتوريا، وفاز بجائزة أفضل رسام في أمريكا وشمالها، وأقام عدة معارض كلها عالمية، وحاليًا متعاقد مع أكبر شركة لتسويق اللوحات الفنية العالمية في كندا.