"باب نعمة".. مُبادرة نسائية لتشجيع الفتيات على العمل بالحرف اليدوية

دشنت الشابة هدير منصور؛ بكالوريوس الحاسبات والمعلومات، مبادرة نسائية لتشجيع الفتيات والسيدات على العمل بالحرف اليدوية.

وعلى الرغم من نشأة "هدير" ، في مجتمع ريفي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، إلا أنها قررت تحدي الأفكار الرجعية في المجتمع، والسعي لتدريب الفتيات؛ لإكتساب رزقهن، من خلال عملهن بالحرف اليدوية، كإصلاح الأثاث المنزلي ودهانات المنازل والمحال التجارية.

وجاءت فكرة المبادرة كمحاولة لفتح باب رزق للسيدات والفتيات، وتعليمهن حرفة يكتسبنَ منها رزقهن، وخطوة لكسر احتكار الرجال لبعض المهن، وتغيير نظرة المجتمع للمرأة.

تقول هدير منصور، إن والدها ويعمل مهندس معماري هو أول من شجعها على تدريب الفتيات على الأعمال الحرفية، مشيرة إلى أنها كانت تعمل مدربة سباحة، إلا أن مهنتها كانت موسمية فقط خلال فترة الصيف، وبدأت بتشجيع من والدها في إصلاح بعض أثاث منزلها، ثم منحها والدها غرفة بالمنزل لتبدأ مبادراتها لتعليم السيدات والفتيات الحرف اليدوية.

وافتتحت "هدير" ورشة لتدريب الفتيات على إصلاح وتجديد الأثاث المنزلي، وبعض الأعمال اليدوية، وفي غضون عدة أشهر تطورت الورشة؛ لتصبح مشروعًا تجاريًا يدر ربحًا، ويعمل به 15 فتاة، وأوكلت للفتيات أعمال كثيرة في التشطيبات ودهانات المنازل والمتاجر والمطاعم، لتصبح لمستهن الأنثوية في الأعمال علامة مميزة لدى الزبائن.

وأكدت هدير أن جيرانها حينما علموا بعملها في إصلاح الأثاث المنزلي، شجعوها على العمل وأحضروا بعض أثاثهم القديم لإصلاحه، وبدأت الأخبار تنتشر في منطقتنا وطلبني جيران آخرون، ومع الإعجاب بأعمالي وتشجيع عائلتي، أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت اسم "الدكان" وضعت عليها صورًا لأعمالي، وطلبت إحدى صديقاتي أن تعمل معي، وتلتها صديقة أخرى، ومع الانتشار السريع الذي حققناه وضيق الغرفة استأجرنا شقة صغيرة بالقرب من منزلي حولناها إلى ورشة أطلقنا عليها اسم "باب نعمة" وأنشأنا صفحة جديدة للورشة على موقع "فيسبوك" تحمل الاسم نفسه.

وتضيف منصور: "بدأنا بتدريب الفتيات على إصلاح وتجديد الأثاث المنزلي وبعض الأعمال اليدوية البسيطة، لكن الأمر تطور إلى مشروع تجاري، حيث اضطررنا للانتقال إلى شقة أكبر مكونة من 6 غرف، ويعمل في الورشة 15 فتاة، واتسعت الأعمال من مجرد تجديد الأثاث إلى أعمال دهانات وتشطيبات، حيث نقوم بتشطيبات المنازل والمتاجر والمطاعم، لكننا ما زلنا نحرص على استمرار الدورات التدريبية للفتيات، كما ننظم في الصيف ورش لتدريب الأطفال على بعض الأعمال اليدوية كي يتمكنوا من إصلاح ألعابهم أو صناعة بعض الألعاب من قطع خشبية قديمة".

وشددت منصور على أن إتقان أعمال دهانات الجدران والتشطيبات تطلب من الفتيات جهدًا كبيرًا وتدريبًا متواصلًا؛ إذ يقمن بكل شيء بطريقة يدوية تبرز فيها اللمسة الأنثوية، ولاقت أعمالهن إعجاب أهالي المحافظة، لكن المشكلة التي ما زلن يعانين منها هي عدم تقبل بعض الناس خاصة أننا في مجتمع ريفي لفكرة أن يقوم مجموعة من الفتيات بالعمل وحدهن في دهانات المطاعم والمتاجر.

تقول هدير منصور: "في البداية تعرضنا لانتقادات كثيرة، لكن مع مرور الوقت ومشاهدة الناس لأعمالنا وإعجابهم بها خفت حدة الانتقادات وكادت أن تتلاشى، لكن بالطبع ما زال لدى بعض الأهالي تحفظات على الفكرة".

وخصصت ورشة "باب نعمة" دورات تدريبية للأمهات والنساء بجانب الدورات الخاصة بالفتيات، بهدف تدريب ربات المنازل على إصلاح أثاثهم القديم وطلاء جدرانهم وتزيينها بطريقة بسيطة، وتجديد أي قطع منزلية، وشهدت الدورات التدريبية بكل فئاتها إقبالا كبيرا من نساء وفتيات وأطفال، غير أن الأمر يختلف كثيرًا بالنسبة للفتيات اللاتي حصلن على عمل بالورشة عقب التدريبات، حيث تغيرت حياتهن تمامًا، وأصبح لديهن مهنة ناجحة.