اوكا واورتيجا: أغنية «العب يالا» بدأت بعد خروجنا من السجن وتامر حسني نجمنا المفضّل

نوع جديد من الموسيقى ابتكره المطربان أوكا وأورتيجا بصحبة عدد من صنّاع الأغاني، أطلقوا عليها اسم «المهرجانات» ربما لاحتوائها على كمّ من البهجة التي تصل مباشرة لمستمعيها.. أوكا وأورتيجا اثنان من أهم صنّاع هذا النوع من الموسيقى الذي نال شهرة واسعة ليس في مصر فقط وإنما في الوطن العربي.. خصوصاً الأغنية الأحدث «العب يالا» التي فاق نجاحها كل التوقّعات.. عن الأغنية الجديدة وصناعة أغاني المهرجانات كان لقاؤنا مع أوكا وأورتيجا اللذين تحدّثا أيضاً عن المحنة الأخيرة التي مرّا بها (سجنهما بسبب تهرّبهما من الخدمة العسكرية) وكيف كانت سبباً في تغيير حياتهما.. .

هل توقّعتما تحقيق أغنية «العب يالا» كل هذا النجاح؟ أورتيجا: لم نتوقّع لها هذا النجاح، فالقصة كلها بدأت بعد محنتنا الأخيرة والتي تسبّبت في دخولنا السجن، فقد خرجنا منها بشخصيات مختلفة تماماً وقرّرنا تقديم عمل فني يحمل رسالة تخاطب المجتمع والجيل الجديد الذي يقلّدنا. فقد شعرنا بجانب كبير من المسؤولية المجتمعية دفعتنا للتفكير في الرسالة الفنية التي يمكننا تقديمها من خلال أغانينا.. أوكا هو صاحب الفكرة، وبدأنا العمل عليها وكان طموحنا أن تحقّق الأغنية الجديدة نجاحاً من أجل إيصال الرسالة والهدف المرجو منها، لكن لم يكن في خيالنا أن تصل إلى 80 مليون مشاهدة حتى هذه اللحظة. ما المختلف في الأغنية عن الأعمال التي قدّمتماها من قبل حسب رأيكما؟ أورتيجا: قرّرنا التحرّك في اتجاه آخر قد يبدو غريباً بعض الشيء على أغاني المهرجانات التي اعتاد الناس منها الترفيه فقط، لكن في الحقيقة الترفيه جزء من مهمتنا ورسالتنا الفنية. وبالمناسبة، هذه الأغنية كانت أول ما قدّمنا بعد خروجنا من المحنة وكتبنا وقتها أكثر من أغنية، لكننا اخترنا «العب يلا» لأنها الأقرب لما رغبنا في تقديمه في هذه المرحلة.

 

هل شعرتما بأن رسالة الأغنية وصلت للمستمعين؟ أوكا: الرسالة وصلت والحمد لله. ورسالتنا القادمة أقوى فهي موجّهة لصنّاع المهرجانات الشعبية بشكل عام وليس للجمهور فقط، «عليكم أن تغيّروا من أداء أغانيكم لأن المجتمع في حاجة لمثل هذه النوعية من الأعمال الفنية». لن نتخلّى عن الإيقاع السريع أو عن شكل الموسيقى التي نقدّمها، لكننا سنغيّر في مضمونها ونتمنى أن تكون هذه الأغنية بداية تغيير في شكل المهرجانات الشعبية. هل سيطول التغيير الأشكال الموسيقية التي تقدّمانها أم الكلمات فقط؟ أوكا: الأشكال الموسيقية لن تتغيّر كثيراً كما تحدّثت منذ قليل، لكن التطور مهم في كل وقت بعيداً عن الرسائل التي سنقدّمها، فنحن منشغلان طوال الوقت بمتابعة أحدث الأعمال التي تقدّم في الخارج من أجل الوقوف على التطورات الموسيقية العالمية.. علينا أن ندرك أين يقف الآخرون حتى نتمكّن من تقديم الجديد، وحتى لا نجد أنفسنا نبدأ من الصفر، فبدايتنا دائماً يجب أن تكون من حيث انتهى الآخرون. المهرجانات الفنية صنعت وهجاً فنياً مميّزاً ثم عادت لتنطفئ عدّة سنوات قبل أن تعيد أغنية «العب يالا» لها الوهج من جديد، ما تفسيركما لهذا؟ أوكا: لأن حالة التطور في المواضيع توقّفت عند حدّ معيّن، صنّاع الأغاني توقّفوا تماماً عن التجديد واكتفوا بنجاح أعمالهم مما جعل هناك حالة من الركود الفني تصاحب نزول الأغاني الجديدة، فكان لا بدّ من التغيير من خلال إضافة مضمون أهم للأغاني ورسائل فنية هادفة، لذا قرّرنا أن نبدأ بهذه الخطوة بأنفسنا لعلّها تكون بداية جديدة لهذه الصناعة. ما الذي تغيّر بداخلكما بعد المحنة بعيداً عن الأغاني؟ أورتيجا: تغيّرنا كثيراً، يكفي أننا رفضنا الاستمرار في الغناء داخل الملاهي الليلية رغم العائد المادي الكبير الذي كان سيعود علينا منها، لكن أوكا قرّر أنه لن يدخلها مرّة أخرى أياً كانت المغريات، فقد تأكّدنا أن «فلوسها حرام» ودار الإفتاء أوضحت لنا هذه المعلومة وبالتالي رفضنا كل العروض التي جاءتنا منها بعد خروجنا من السجن وهو جزء من حالة التغيير التي أصابتنا بعد المحنة.

أغنيتكما «العب يالا» قدّمها عدد كبير من النجوم في الوطن العربي، من لفت نظركما أكثر إليه؟ أوكا: رامي عياش عندما قدّمها بشكل مختلف أعجبني صوته. وبالمناسبة كل من أعاد تقديم الأغنية هو من باب النجاح وأنا سعيد جداً بغناء هؤلاء النجوم للأغنية ودليل على صحة اختيارنا وأنها لا تحتوي على أي معانٍ خارجة كما في بعض المهرجانات الشعبية. هل رفعتما أجركما في الحفلات والبرامج بعد نجاح الأغنية؟ أوكا: لا نفكّر بهذه الطريقة وإلا كنا رفعناه منذ سنوات، فما يعنينا في المقام الأول هو تثبيت أقدامنا عند خطوة فنية معيّنة فهذا هو الأهم والأبقى.. أما الأجر فبالتأكيد سيزيد، ولكن هي ليست أول خطوة نفكّر فيها. عقد البعض مقارنات بين «العب يالا» و«3 دقات» ربما لتحقيق كل منهما نفس النجاح، فما رأيكما في هذه المقارنة؟ أورتيجا: كل منهما ناجحة في مجالها. ونحن سعداء بنجاح «3 دقات» ومن المعجبين بها، وبالمناسبة في إحدى الحفلات شاركنا «أبو» الغناء حيث قدّم هو أغنيته وكذلك غنّينا «العب يالا» فكان الجمهور سعيداً باستماعه لكلتا الأغنيتين في حفل واحد. لماذا تقلّان في ظهوركما الإعلامي سواء في التلفزيون أو الصحافة؟ أوكا: لأننا نعشق عملنا ونحاول التركيز على تقديم الجديد، لكن الأجواء المحيطة بالنجومية لا تشغل بالنا. ويلتقط أورتيجا خيط الحديث: إضافة إلى أننا نختار المنصّات الإعلامية التي تناسبنا، فقد ظهرنا في عدد محدود من البرامج التلفزيونية وهو ما يعيدنا لفكرة أننا لا نسعى وراء الدخل المادي بقدر ما يشغلنا العمل نفسه.

أكبر من الصداقة كيف نجحتما في الحفاظ على صداقتكما طوال هذه السنوات.. وهل أفسدها عملكما سوياً؟ أورتيجا: ما يجمعنا أكبر من الصداقة ويمكن أن نطلق عليها أخوة، فقد تربّينا سوياً قبل اتجاهنا للغناء وكنا نلعب في الشارع في مرحلة الطفولة، كيف يمكن لأي عمل أن يؤثّر على مثل هذه الصداقة؟ هل تملكان الوقت الكافي للاستمتاع بصداقتكما بعيداً عن ضغوط العمل؟ أوكا: نحن لا نتعامل مع الموسيقى باعتبارها عملاً وإنما باعتبارها هوايتنا المفضّلة التي يسعدنا أن نمارسها في أي وقت. لذا فنحن نستمتع بعملنا سوياً وباستماعنا إلى الموسيقى في أي وقت حتى في أوقات الإجازات. لذا فأوقاتنا المفضّلة نقضيها في الاستوديو نجرّب أشكالاً موسيقية جديدة ومختلفة. من نجمكما المفضّل في مجال الموسيقى؟ أجاب كلاهما في نفس الوقت: تامر حسني. واستكمل أوكا: تامر بمثابة أخ لنا فهو يمنحنا العديد من النصائح ويعتبرنا في مكانة إخوته ويوجد بيننا العديد من التفاصيل الإنسانية المشتركة. ما الحلم الذي تسعيان للوصول بالموسيقى إليه؟ أوكا: أن تدرّ صناعة المهرجانات دخلاً لمصر تماماً مثل موسيقى الراب. نحن نعشق هذا البلد وهدفنا خدمته بموسيقانا حتى لو تعرّضنا لانتقادات بسبب سرعة الإيقاع الذي نعتمد عليه، لكن في النهاية نحن مواطنون مصريون نسعى لخدمة الوطن من خلال أغنيات قد يأتي وقت وتصبح مصدر دخل اقتصادي لمصر. ما الذي أخذته منكما الشهرة؟ أورتيجا: استمتاعنا بالتفاصيل خصوصاً في الأماكن العامة، لم تعد لدينا رفاهية الجلوس في المطاعم أو ارتياد مناطق ألعاب الأطفال التي نعشقها. باختصار قضت الشهرة على جزء كبير من خصوصيتنا. كيف تقضيان يومكما إذن؟ في الاستماع لأغان جديدة وإحياء الحفلات والتفكير في ما هو قادم. توجّهنا بالسؤال لأوكا: هل توقّعت زوجتك مي كساب نجاح الأغنية؟ لم تستمع إليها كاملة بل كلمات مقروءة، ولم تتخيّل فكرتها بشكل كامل لكن عندما استمعت لها بعد الانتهاء من تسجيلها أعجبتها جداً.

ما هي أهم ملاحظاتها على نوع الموسيقى التي تقدّمانها؟ وجود ضوضاء عالية في الموسيقى وهي ملاحظة قالتها في بداية تعارفنا. وبالفعل عملنا على تلافيها خلال السنوات الماضية حتى وصلنا إلى شكل يبتعد عن الإزعاج رغم سرعة الإيقاع. وما ملاحظاتك على الأغاني التي تقدّمها؟ ملاحظاتي أن الجمهور في حاجة لما هو أبسط دائماً فليس من الضروي أن نقدّم له صينية الكنافة المحشوة بالبسبوسة والمغطاه بطبقة من القشطة والمكسرات، بل يمكن تقديم طبق حلويات في أبسط أشكاله. كذلك الثقافة الموسيقية، فالأبسط يصل لقلوب الجمهور أسرع. وأعتقد أنها استجابت لهذه الملاحظة خصوصاً أنها تمتلك موهبة موسيقية لا خلاف عليها.