اليوم العالمي للتوحد.. اختلاف طفلك ليس عائقًا أمام نجاحه

عندما نشاهد طفلًا يجلس بمفرده أغلب الأوقات ولا يريد التحدث مع أحد من حوله يطلق عليه البعض لقب «الطفل المتوحد» من قبيل السخرية، دون النظر لوقع هذه الجملة على نفسية هؤلاء الأطفال.

وعلى الرغم من أن هذه الكلمة متداولة كثيرًا على الأطفال الذين يفضلون الجلوس بمفردهم، ولكن هناك بالفعل مرض «التوحد» ويجب على الأهل الانتباه جيدًا لمعرفة ما إذا كان ابنهم مصاب به أم لا؛ للبدء في رحلة علاجه.

ويُعد مرض التوحد من الأمراض التي يصاب بها الأطفال منذ بداية عمرهم، وبمرور السنوات يظهر العديد من الأعراض عليهم، ونظرًا لأهمية هذا المرض تم تخصيص يوم عالمي له.

اليوم العالمي للتوحد

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تخصيص يوم 2 أبريل من كل عام "اليوم العالمي للتوحد"؛ من أجل التعريف والتوعية بمرض التوحد، ومدى خطورته على الأطفال إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، وتسليط الضوء على أهمية المساعدة في تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من التوحد ويتعرضون للتنمر، وإشعارهم بأنهم جزء مهم من المجتمع.

وبتحديد هذا اليوم، يتم تأكيد مبدأ أساسي وهو من مبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعزيز كل حقوق الإنسان والحريات الأساسية لمرضى التوحد، وتقديم الحماية الكاملة لهم واحترام كرامتهم والحفاظ على ضمان تحقيق المساواة لهم في كل المجالات.

سر اختيار اللون الأزرق لليوم العالمي للتوحد

وحول سبب اختيار اللون الأزرق في الاحتفالات الخاصة بالتوعية في اليوم العالمي للتوحد، فيرجع لمنظمة التوحد، وهي واحدة من المنظمات الكبيرة المتخصصة في علوم التوحد والدفاع عنه؛ حيث أطلقت هذه المنظمة حملة «الإنارة الزرقاء» في عام 2010م، وكان هدفها هو زيادة الوعي الدولي بالمرض؛ لأنه يعتبر أزمة صحية عامة متنامية.

طرق العلاج

يمكن تعريف مرض التوحد بأنه عبارة عن عدة اضطرابات عصبية في الدماغ، والتي يلاحظ ظهورها في مرحلة الطفولة ويمكن استمرارها إلى ما بعد البلوغ.

كما أن مصطلح التوحد يشير إلى مجموعة من المتغيرات تصيب المريض به، ولا بد من منح كل أنواع الدعم لهذا الاختلاف والتكيف معه وقبوله؛ بحيث لا يشعر المصاب بأنه لا ينتمي للمجتمع.

ويجب على الأهل تعليم طفلهم المصاب بالتوحد كيف يتكيف مع المجتمع، بالإضافة إلى تعليمه أهمية المشاركة في جميع المجالات.

أبرز أعراض التوحد:

- صعوبة وعجز في التواصل الاجتماعي. - صعوبة في التفاعل مع الأشخاص حوله. - التأخر في النطق والكلام عامة. - كثرة إعادة بعض الحركات والكلمات. - الجلوس في مكان بمفرده أغلب الوقت. - عدم الاهتمام بتكوين صداقات. - عدم القدرة على التواصل البصري سريعًا. - لا يفضل اللعب مع الأطفال. - لا يغير الروتين الخاص به، وعند تغييره يصاب بحالة من الغضب. - اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة. - القيام ببعض الحركات الغريبة، والتي قد تسبب له الأذى. - تكون لديه حساسية مفرطة من الصوت والضوء واللمس. - لا يستطيع التعبير عن مشاعره بشكل جيد مثل الآخرين. - لا يستجيب عند مناداته باسمه.

اليوم العالمي للتوحد

طرق علاج مرض التوحد

العلاج المرتبط بالمهارات السلوكية: وهذا العلاج يكون عن طريق عدد من البرامج التي تساهم في تطوير المهارات اللغوية والسلوكية لدى طفل التوحد، بالإضافة إلى أنها تساعده في زيادة قدرته على التواصل مع الآخرين، وتقلل تطور المرض لديه.

العلاج بالطريقة التربوية: في هذه الطريقة، يتم استخدام العلاج التربوي من خلال المتخصصين والأطباء، والذي يتضمن عملية دمج الطفل في عدد من الأنشطة، والتي تساهم في تطوير وزيادة المهارات الاجتماعية والتواصل لديه.

ويفضل أن تتفاعل العائلة معه وتشاركه في الأنشطة المختلفة، وذلك يكون بعد تعلمهم عدة طرق من المتخصصين لمعرفة كيف يمكن التعامل مع ابنهم بطريقة سليمة تساعده في تحفيز كل المهارات، سواء السلوكية أو الاجتماعية لديه.

العلاج بواسطة الدواء: وفي هذه الطريقة، تلجأ الأسرة للطبيب من أجل وصف أنواع معينة من الأدوية التي تناسب حالة طفلهم، والتي قد تتضمن مضادات للقلق وغيره؛ وذلك من أجل الحد من أعراض التوحد.

ولكن يظل دور الأسرة بجانب تلك الطرق مهمًا وضروريًا؛ لكي يتمكن الطفل المصاب بالتوحد من الانخراط في المجتمع وتنمية مهاراته الاجتماعية والتفاعلية بشكل جيد، والوقوف بجانبه ومساعدته في تطوير مهاراته حتى لو استغرق ذلك وقتًا طويلًا.

اقرأ أيضًا: إصابة الطفل بالتوحد.. 8 علامات تكشفها لك