ألقى المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، السفير عبدالمحسن بن خثيلة، بيانًا نيابةً عن 75 دولة، خلال أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. وذلك في إطار الجهود الدولية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني.
وجاء البيان في ظل إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني. والتي تُعدّ الأولى من نوعها عالميًا. حيث تهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز الاستجابة الدولية للتهديدات التي تواجه الأطفال في العالم الرقمي.
إستراتيجية بناء مستقبل أكثر استدامة
وأكد البيان أن حماية الأطفال في الفضاء السيبراني ليست مجرد قضية تقنية، بل تُعدّ استثمارًا إستراتيجيًا في بناء مستقبل أكثر أمنًا واستدامة. كما شدّد على أن العديد من الدول، خصوصًا تلك التي تواجه تحديات تنموية. تفتقر إلى الموارد والبنى التحتية اللازمة للتصدي للمخاطر الرقمية التي تهدد الأطفال. ما يستدعي تعزيز بناء القدرات، وتوفير الدعم الدولي لسدّ هذه الفجوات.
ودعا البيان إلى تعزيز التعاون الدولي والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتطوير حلول مستدامة وعملية لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني. كما حثّ مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على تقديم المساعدة الفنية للدول المحتاجة. بما يشمل تطوير التشريعات الوطنية، وتدريب العاملين في إنفاذ القانون، وإنشاء آليات آمنة للإبلاغ عن المخاطر والانتهاكات.
وأكدت المملكة- في ختام البيان- أن حماية الأطفال في الفضاء السيبراني مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا دوليًا عاجلًا. لضمان أن يكون العالم الرقمي بيئةً آمنةً تحترم فيها حقوق الأطفال وتصان كرامتهم. ما يعكس التزام المملكة واهتمامها المستمر بتعزيز أمن الأطفال وسلامتهم في البيئة الرقمية.
وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا حثيثة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني. وذلك في إطار رؤيتها لتعزيز الأمن الرقمي وضمان بيئة إنترنت آمنة للأجيال القادمة. وانطلاقًا من هذه الرؤية، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني. التي تعدّ الأولى من نوعها عالميًا؛ بهدف توحيد الجهود الدولية لمواجهة التهديدات الرقمية التي تستهدف الأطفال. وتعزيز استجابة المجتمع الدولي لهذه التحديات.
مبادرات المملكة في حماية الأطفال رقميًا
تهدف القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني إلى تعزيز التعاون الدولي. لحماية الأطفال من المخاطر الإلكترونية، مثل الاستغلال والانتهاكات الرقمية.
كما تعمل على تقديم حلول عملية من خلال الشراكات مع الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص.
التشريعات والسياسات الوطنية
وضعت المملكة قوانين صارمة تجرّم الاستغلال الإلكتروني للأطفال، بما يشمل الابتزاز. والتحرش، كذلك الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.
وتعمل الجهات المختصة على تطوير الأطر التنظيمية لحماية خصوصية الأطفال. وتأمين بياناتهم الرقمية.
برامج التوعية والتثقيف الرقمي
تنفيذ حملات توعوية تستهدف الأطفال وأولياء الأمور لتزويدهم بالمعلومات اللازمة لحماية أنفسهم من المخاطر الرقمية.
إطلاق برامج تدريبية في المدارس لتعزيز الثقافة السيبرانية لدى الطلاب.
تعزيز المملكة للقدرات التقنية
توفير تقنيات متقدمة لمراقبة المحتوى غير اللائق، كذلك حجب المواقع التي تروّج للممارسات الضارة بالأطفال.
علاوة على ذلك، دعم تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن أي سلوكيات مشبوهة تهدد الأطفال في الفضاء الإلكتروني.
التعاون الدولي والمشاركة في المبادرات العالمية
تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للاتصالات. والمنظمات الحقوقية الدولية لحماية الأطفال عبر الإنترنت.
تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة في مجال الأمن السيبراني. لضمان أفضل الممارسات في حماية الأطفال.