الملتقى الوطني للتميز المدرسي.. احتفاء بالجودة ودور حيوي في تطوير التعليم

في مشهد يعكس حرص الدولة على جودة التعليم وتطوير مخرجاته، انطلقت النسخة الأولى من الملتقى الوطني للتميز المدرسي “تميز 2024″، مشكلة منصة وطنية تجمع بين التقدير الميداني والتقويم المؤسسي، وتشجع المدارس على السبق في الأداء، ورفع معايير التعليم إلى مستويات أعلى.

والآن في نسخته الثانية “تميز 2025” تتواصل الرحلة، مع مؤشرات توضح النجاح والتحديات في آن واحد. وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.

ما الملتقى الوطني للتميز المدرسي؟

الملتقى الوطني للتميز المدرسي هو فعالية تنظيمية تنفذها هيئة تقويم التعليم والتدريب بالتعاون مع وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، تهدف إلى:

  • تكريم المدارس التي وصلت إلى مستوى “التميز” وفق نتائج التقويم والتصنيف المدرسي.
  • تعزيز ثقافة الجودة والتنافسية الإيجابية بين المدارس الحكومية والأهلية والعالمية.
  • ضمان وضبط جودة التعليم العام وتحسين مخرجاته، عبر معايير واضحة للتقويم والاعتماد.

أبرز فعالياته ومخرجاته

من أهم ما ترافق مع “تميز 2024″ و”تميز 2025” من إنجازات وفعاليات:

  • تكريم أكثر من 290 مدرسة في ملتقى 2024 من مدارس حكومة وأهلية وعالمية على مستوى المملكة.
  • تصنيف المدارس إلى مستويات الأداء من التهيئة إلى التميز، بناءً على معايير تحت مجالات عدة مثل الإدارة المدرسية والتعليم والتعلّم ونواتج التعلم والبيئة المدرسية.
  • إصدار “السجل الوطني للتميز المدرسي” والذي يلخص رحلة التميز، ويعرض نماذج مدارس وطرق العمل التي أهلتها للوصول إلى هذا المستوى.
  • توقيع اتفاقات اعتماد مدرسي بين الهيئة وعدد من المدارس العالمية والأهلية، لتعزيز الاستقرار والجودة في الأداء.

لماذا التميز؟ المعايير والدوافع

المعايير الأساسية للتقييم

هناك أربعة مجالات رئيسية تقيم المدرسة على أساسها:

  • الإدارة المدرسية: تشمل القيادة والتخطيط، والتطوير المؤسسي، والمجتمع المدرسي.
  • التعليم والتعلم: طرق التدريس، بناء خبرات التعلم، وتقويم التعلم.
  • نواتج التعلم: التحصيل الأكاديمي، والتطور الشخصي والاجتماعي والصحي للطلاب.
  • البيئة المدرسية: المبنى، الأمن والسلامة، والبيئة المحفزة للتعلم.

الدوافع والأهداف

  • تحقيق رؤية 2030 في المملكة، التي تضع جودة التعليم أحد المحاور الأساسية.
  • بناء نموذج تعليمي مؤثر، يكون نقطة جذب للتطور.
  • تمكين المدارس من أن تكون مراكز للابتكار، وتطبيق المعايير الحديثة في التعليم.
  • إشراك جميع المعنيين في العملية التعليمية: إدارة المدرسة، والمعلمين، والطلاب، وأولياء الأمور، لتحقيق تكامل الجهود نحو تحسين الأداء.

التحديات التي تواجه التميز المدرسي

رغم النجاحات، هناك عدة تحديات تبرز:

  • التفاوت بين المدارس: بعض المدارس تمتلك بنية تحتية وموارد مادية وبشرية تتيح لها المنافسة بسهولة، بينما مدارس أخرى قد تكون محدودة الإمكانيات.
  • الاستمرارية بعد التميز: الوصول إلى مستوى التميز ليس نهاية، بل البداية. المحافظة على الأداء المتميز وتطويره تتطلب موارد مستمرة وتحديثًا دوريًا.
  • المعنويات والإدارة المحلية: القيادة المدرسية وفِرق التعليم تحتاج إلى تحفيز ودعم معنوي وتقني، ليس فقط التقدير.
  • التوازن بين المعايير الأكاديمية وغير الأكاديمية: التركيز على التحصيل العلمي مهم، لكن البيئة المدرسية، والصحة النفسية، والنشاطات، والابتكار أيضًا لها تأثير كبير يجب أن يؤخذ بجدية.

دور الملتقى في مستقبل التعليم

الملتقى الوطني للتميز المدرسي لا يقتصر على لحظة تكريم، بل يمثل معلمًا استراتيجيًا في مسيرة التطوير التعليمي:

  • يرسخ فكرة التقويم الخارجي كأداة لاكتشاف نقاط القوة والضعف وتحسين الأداء المدرسي.
  • يحتضن التجارب الناجحة ليتم استنساخها ونشرها في مدارسٍ أخرى، أي أنه منصة لنقل المعرفة والممارسات الجيدة.
  • يعزز من حس المنافسة الإيجابية، الأمر الذي يدفع المدارس دائمًا للتحسين والتجديد، لا الرضا بالحالة الراهنة.
  • يسهم في إشراك المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، ما يزيد من مسؤولية الجميع تجاه جودة التعليم.

اقرأ أيضًا: الخطوط السعودية ورؤية 2030.. نحو تعزيز السياحة والطيران العالمي

وفي النهاية، يعد الملتقى الوطني للتميز المدرسي نقطة تحول في سياق التعليم السعودي، حيث يربط الجودة بالتكريم، والتقدير بالمسؤولية، والتميز بالاستدامة. إنه ليس مجرد احتفال، بل دعوة جادة لجميع المدارس إلى أن تنظر إلى الأمام، وتتبنى التطوير المستمر.

إذا وجد التزام من كل الأطراف المعنية، الوزارة، الهيئة، الإدارات المدرسية، المعلمين، الأسر، فسيكون التعليم العام في المملكة أكثر قدرة على تحقيق الرؤية الوطنية، وتخريج أجيال قادرة ليس فقط على النجاح الأكاديمي، بل على الابتكار والمنافسة والمساهمة الفعّالة في المستقبل.

الرابط المختصر :