المرأة الفلسطينية.. قصة نضال وتضحية في وجه الاحتلال

المرأة الفلسطينية.. قصة نضال وتضحية في وجه الاحتلال

أُخرجت من دارها.. تشرد أبناؤها وتيتم أطفالها.. ما بين ابنة يتيمة، وزوجة مرملة، وأم شهداء.. خرجت للشارع تقاوم دون خوف أو كلل.. إنها المرأة الفلسطينية التي وقفت في وجه الاحتلال الصهيوني لفلسطين قبل 73 عامًا وحتى الآن بقوة وإيمان وشجاعة دون خوف من الرصاص الذي حرمها من دارها وعائلتها وأبنائها وزوجها.

سيدة العالم

المرأة الفلسطينية ليست كغيرها من باقي نساء العالم، فهي «سيدة العالم» فقد رأت وعاشت ما لم يتحمله أحد من تهجير وتشريد، وبالرغم من ذلك تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، بل يكفي صمودها في وجه ممارسات الاحتلال غير الآدمية على مر سنوات طوال ووقوفها بشموخ وقوة.

روح الأسرة

والمرأة الفلسطينية روح الأسرة الفلسطينية فهي من تمنحها القوة والإيمان لاستكمال مسيرة المقاومة ضد الاحتلال.. تستقبل أهل منزلها بابتسامة مشرقة في الصباح رغم توقعها أن أيًا منهم قد لا يعود في نهاية اليوم؛ لذلك فهي جديرة بكل لقب تحصل عليه، خاصةً وأنها قادرة على تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأطفالها الذين يعانون من عنف وانتهاكات قوات الاحتلال الصهيوني.

مقاومة الاحتلال

لم تتهاون المرأة الفلسطينية للحظة في الدفاع عن أرضها، ومقاومة الاحتلال الصهيوني وممارساته الوحشية والهمجية، فدائمًا ما تتصدر مشهد المقاومة ضد الاحتلال، دون خوف أو تردد؛ لحماية أرضها ومنزلها وأسرتها وأطفالها.

ودائمًا ما تتصدر صورتها المشهد بتضحيتها ونضالها، فهي تلامس القلوب، وتكشف عن حجم الألم والمعاناة التي تواجهها كل لحظة، لكنها حاضرة بقوة وعزيمة.

شهيدات وأسيرات

ترتوي الأراضي الفلسطينية بدماء شهدائها من الرجال والشباب والشيوخ والأطفال والنساء؛ حيث تضحي المرأة الفلسطينية بروحها فداءً لتحرير أرضها، ويذهب ضحية ذلك مئات النساء سنويًا.

في عام 2019، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن استشهاد تسع فلسطينيات و28 طفلًا وطفلة برصاص قوات الاحتلال، مواصلة نضالها المستمر على مدار عقود من الزمن.

كذلك، تمتلئ السجون الصهيونية بالأسيرات الفلسطينيات، وسط ممارسات وحشية وهمجية تخلو من الإنسانية، ففي العام ذاته، كشف نادي الأسير الفلسطيني عن اعتقال 43 فلسطينية في السجون الصهيونية.

المرأة الفلسطينية.. قصة نضال وتضحية في وجه الاحتلال

التحرش الجنسي

ومن بين السجينات، 27 فلسطينية صدرت بحقهن أحكام لفترات متفاوتة تصل بعضها إلى أكثر من 16 عامًا، بالإضافة إلى الجريحات اللاتي تعرضن للإصابة أثناء الاعتقال، بجانب تعرضهن إلى الإذلال، والتعذيب الجسدي والنفسي، والتحرش الجنسي، والاغتصاب، والعزل الانفرادي، ومنع الزيارات العائلية، وعدم توفير الخدمات الأساسية، والإهمال الطبي.

وأعلنت الخارجية الفلسطينية أن 732 امرأة فلسطينية و227 طفلة في الضفة الغربية- بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة- تعرضن للإصابة على يد قوات الاحتلال.

ومنذ 30 مارس 2018 وحتى مارس 2019، أصيبت أكثر من 2000 سيدة فلسطينية و600 طفلة خلال مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة؛ نتيجة استنشاقهن الغاز أو إصابتهن بالرصاص الحي.

وبين فترة والأخرى، تزداد حدة الانتهاكات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والسيدات والأطفال؛ حيث يتم تكثيف حملات الاعتقال بحق الأطفال والنساء؛ إذ يتم اعتقالهن من بيوتهن أو أماكن عملهن أو من مقاعد الدراسة.

تكريم المرأة الفلسطينية

وبالرغم من ممارسات الاحتلال، والتهجير القسري وآخرها قضية «حي الشيخ جراح» الذي يتوسط دولة فلسطين، وتفجيرات وانتهاكات حقوق الإنسان من جانب الكيان الصهيوني، تمكنت المرأة الفلسطينية من تحقيق رصيد حافل بالإنجازات في مختلف المجالات على مدار سنوات نضالها الحقوقي لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال والعنصرية.

وفي واحدة من صور تكريم المرأة الفلسطينية، تم مؤخرًا افتتاح جدارية فنية في مدينة رام الله تقدم صورة لمراحل نضال المرأة الفلسطينية من باب تكريمها وتشجيعها.

وتحتفل فلسطين باليوم الوطني للمرأة الفلسطينية في السادس والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام؛ حيث اتجه الجميع مؤخرًا للنهوض بواقع المرأة في الأراضي المحتلة من خلال سن قوانين جديدة تمكن النساء من تحقيق ذواتهن.

وفي ظل ما عاشته وتعيشه المرأة الفلسطينية من انتهاكات وأسر وتهجير وتحرش وغيرها من ممارسات وحشية من قبل قوات الاحتلال، فإنها وضعت التعليم في الأولوية؛ حيث تزيد نسبة الفتيات اللاتي دخلن الجامعات عن نسبة الذكور.

وحرصت المرأة الفلسطينية على الحفاظ على فن التطريز والأغاني التراثية والأطباق الوطنية، التي تميزها عن غيرها من النساء؛ لذا تُرفع لها القبعة في التضحية والنضال والقوة والعلم.

ووصلت المرأة الفلسطينية إلى مراتب علمية متقدمة، فهناك مبتكرات وكاتبات وطبيبات وممرضات، وعضوات بالمجلس التشريعي، ومدرسات ووزيرات، وسفيرات، وفنانات، ومحاميات، وناشطات في المجال الإنساني والحقوقي.

اقرأ أيضًا: عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد بالكوفية الفلسطينة في شوارع بروكلين