هي قبيلة تصنف نفسها بأنهم من أحفاد الخان الأكبر، واتخذت من جنكيز خان؛ القائد المغولي، ومؤسس أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ امتدت رقعتها من الصين حتى المجر، الذي أُثير حوله جدل واسع، رمزًا للقوة وموحدًا لقبائل التتار والمغول، عاشت لفترات طويلة في جبال التاي في منغوليا الغربية.. إنها “قبيلة الكازاخ”، وتعني باللغة العربية “القبيلة الحرة”، هاجرت إلى كازاخستان والصين وروسيا وأوزبكستان.
الخيول والنسور محور حياتهم
تعتبر تلك القبيلة، آخر السلالة المنغولية في العالم، وهي القبيلة الوحيدة التي ما زالت تقوم بالصيد مع النسور الذهبية منذ عام 340 قبل الميلاد، وتزرع فقط للطعام وبقية حياة أفرادها محورها الخيول والنسور.
“الهاكسيتي” علاقة زواج بين الرجل والنسر
يطلق شعب الكازاخ، على علاقتهم بالنسور “الهاكسيتي” وتعني الارتباط اللا نهائي، حيث تعيش تلك القبائل مع النسور بكل شيء، حتى إنهم يعتبرون علاقاتهم مع النسور الذهبية الضخمة كالزواج بين الرجل والنسر، لا يمكن أن ينفصلا.
يقوم المدرب بالغناء والأكل والشرب مع النسر لمدة 5 سنوات
يدرب رجال القبيلة النسور لمدة خمس سنوات، وخلال هذه الفترة يجب أن يُعامل النسر باحترام وإلا قد يطير بعيدًا ولا يعود أبدًا، ويعتبر من العار على الرجل أن يطير نسره ولا يعود، وهنا يلام كثيرًا لأنه لم يحسن معاملته، تتميز طريقة رعايتهم للنسور وكأنها أطفالهم أو زوجاتهم، حيث إن لديهم روابط غير عادية مع طيورهم، فيقوم المدرب بالغناء لطائره ويتحدث معه باستمرار حتى تبقى نبرة صوته في ذاكرة الطائر، يشرب ويأكل ويبيت مع النسر، وبعد خمس سنوات يتم الإفراج عن النسر المدرب.
طعام “الأصابع الخمسة”.. ويرتدون جلود الثعالب والذئاب
حافظ شعب الكازاخ، على ممارسة التقاليد القديمة الخاصة بهم التي يبلغ عمرها 4000 عام، مثلًا عند الضيافة يتم تقديم طعام مميز يسمى “الأصابع الخمسة”، ولا يؤكل إلا بالأصابع الخمسة، فحياتهم لم تتغير منذ عشرات القرون، حيث يسكنون في خيام حتى الآن، وينتقلون ثلاث مرات حسب الطقس في العام بصحبه عائلاتهم وثروتهم الحيوانية، والتي تتمثل في “الماعز والأغنام والخيول”، كما يلبسون الأزياء التقليدية مع معاطف الفرو المصنوعة من جلود الثعالب أو الذئاب التي اصطادها النسور.
المسافة بين العريس والعروس 7 أنهار.. شرط أساسي لقبول الزواج
يمنع الكازاخ، الزواج من الأقارب، ويجب أن تكون المسافة بين منزل العريس ومنزل العروس 7 أبحر أو أنهار، ويقدم العريس مهرين؛ أحدهما للعروس والثاني لأمها مقابل رضاعة العروس، وينقسم المهر حسب حالة العريس المادية، إذا كان العريس غنيًا يقدم 77 من الخيول الأصيلة، وإذا كان العريس متوسط الحال يقدم 47 حصانًا، أما إذا كان فقيرًا فيقدم 17 حصانًا.
ينتظر العريس بخيوله أمام منزل العروس لإبداء الموافقة أو الرفض
تنعقد مراسم الزواج بطريقة غريبة للغاية، حيث يذهب العريس الكازاخستاني، إلى منزل العروس وينتظر أهله وأهل العروس بعيدًا بخيوله، فإذا سمع التهاني والأصوات العالية يعني هذا القبول ويتهيأ لانتظار أهله ليسحبوه إلى مقابلة العروس، وعلى العكس إذا ساد الصمت المكان انسحب العريس بخيله وعاد لبيته، ويعني هذا عدم القبول.
كتبت – شريهان عاطف